سياسي: التطرف نهاية الدول والأيديولوجيات ويقود الأمة إلى حافة المنحدر

السياسية - Monday 05 July 2021 الساعة 03:12 pm
عدن، نيوزيمن:

قال الأكاديمي والسياسي المصري، د. نصر محمد عارف، إن التطرف أو التشدد يستهلك روح الأمة، ويقودها إلى حافة المنحدر، فتكون أقرب إلى السقوط وأبعد عن حالات الاستقرار، وهذه الحالة تُخرج أسوأ ما في نفوس شعبها، وتطلق كل نوازع الشر والطغيان في مواطنيها، وتفقدهم البعد الإنساني الأصيل الذي يقوم على التوازن والوسطية والاعتدال. 

وأكد، أنه لم تدخل أمة من الأمم في حالة التشدد الديني أو العنصري القومي إلا كانت نهايتها محتومة، ولم تؤسس أيديولوجية على الحدية والإطلاق والتطرف، إلا كانت نهايتها من ذاتها، وحملت في طياتها بذور فنائها. 

وأوضح، أن التاريخ السياسي للعالم يقول إنه لم تدخل دولة من الدول، أو أيديولوجية من الأيديولوجيات، في حالة التطرف، إلا كان ذلك بداية لنهاية مرحلة كبيرة من مراحل تطورها، أو نهاية كاملة لوجودها، وتحولها بعد ذلك إلى حالة أو حالات أخرى كالتفكك والانقسام، أو الذوبان في كيان أكبر. 

وقال إن التطرف هو فقدان الموقع الأوسط، والتقوقع في طرف من الأطراف، وحيث إن الحكمة هي وسط بين رذيلتين، فإن التطرف هو عكس الحكمة، ومن ثم فهو رذيلة، لأنه يفقد ميزان الوسطية، ويتقوقع في زاوية وركن بعيد عنها، ومن ثم يأتي الانغلاق على وجهة نظر واحدة، ورؤية منفردة، دون الأخذ في الحسبان بأن هناك رؤى أخرى، ووجهات نظر متعددة ومتنوعة لنفس الموضوع ولذات القضية. 

فالتطرف يعني الإمساك بوجه واحد للحقيقة، والقتال دونه على اعتبار أنه هو "كل الحقيقة". 

أما "النهاية" في المصطلح السياسي فلا يقصد بها هنا السقوط والزوال والاختفاء، وإنما يقصد بها "نهاية المرحلة"، أو "نهاية الحالة"، فللقوة نهاية لا تكون بالدمار والانتهاء، وإنما تكون بفقدان الموقع الأقوى، والنزول إلى موقع آخر، ولو أدنى منه قليلا، وللضعف نهاية لا تكون بالفناء، أو بالصعود للقمة مرة واحدة، وإنما تكون بمجرد التحرك من موقع الضعف إلى موقع أفضل ولو قليلا.