موجة ثالثة تضرب صنعاء.. «صحة الحوثي» تحتكر فحص كورونا وترفع تكلفته

السياسية - Saturday 28 August 2021 الساعة 11:43 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أكدت مصادر طبية في العاصمة صنعاء لـ"نيوزيمن"، تزايد حالات الإصابات بفيروس كورونا كوفيد _19، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وسط تكتم شديد من جانب مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن.

ورغم أن المليشيا اتخذت بعض التدابير الشكلية مع الموجة الأولى للوباء، إلا انها تراجعت مؤخرا عن الإجراءات الاحترازية، واستمرت في فرض تكتم صارم على انتشاره فضلا عن منع دخول اللقاحات الخاصة بالفيروس.

استهانة بحياة المواطنين

وتفرض مليشيا الحوثي تكتما صارما على تفشي فيروس كورونا، في مناطق سيطرتها، وتحيط هذا الملف بأقصى درجات السرية كما لو كان ملفا أمنيا.

وعاود الفيروس الظهور في عديد من المناطق اليمنية، حيث تشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان في الحكومة الشرعية، إلى تفجر موجة ثالثة من الوباء لا سيما في المحافظات التي تضم منافذ جوية وبرية لعودة المسافرين من خارج اليمن.

في حين سارع الحوثيون، على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومتهم غير المعترف بها، يوسف الحاضري، إلى إطلاق تصريحات قائمة على الخرافات والوهم والأكاذيب من خلال الزعم بان قاعدة (لا تهوين ولا تهويل) التي وضعها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، نجحت في منع انتشار فيروس كورونا بمناطق سيطرتهم.

وسخرت مصادر طبية من تصريحات الحاضري، معتبرة ما ذهب إليه مجرد محاولة لبيع الوهم وذر الرماد في العيون.

وقالت المصادر لـ"نيوزيمن"، إن مستشفيات صنعاء شهدت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تصاعدا مطردا في عدد الاصابات بكوفيد19، مشيرة إلى تسجيل عديد من حالات الوفاة.

ووصفت المصادر ذاتها طريقة تعامل المليشيات الحوثية مع انتشار وباء كورونا بأنها سياسة متعمدة تعكس عدم مبالاتها بحياة المواطنين في مناطق نفوذها.

منع لقاحات الفيروس

حفلت مواقع التواصل الاجتماعي، في اليمن، مجددا بأخبار الوفيات، خاصة في مناطق سيطرة المليشيات على غرار ما حدث أثناء الموجة الأولى من انتشار الفيروس في العام 2020م.

وبجانب التكتم، تمارس المليشيات الحوثية إجراءات أخرى تتمثل في منع دخول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى مناطق سيطرتها بناء على موقف ديني يعتبر ان هذه اللقاحات وسائل تخريبية يستخدمها العدو ضد أبناء الشعب اليمني.

وتؤكد المصادر أن كثيرا من الكوادر الطبية في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات اضطرت إلى السفر إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بغرض اخذ اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بعد تعنت المليشيات ورفضها القبول بدخول جرعات من اللقاحات من بعض المنظمات الدولية.

ووفقا للمصادر الطبية لم تقتصر تداعيات منع الحوثيين للقاحات الفيروس، على الكوادر الطبية التي اصيب وتوفي العشرات منهم، بل امتدت الى المواطنين العاديين خصوصا المغتربين في بعض دول الخليج مثل السعودية او اولئك الشباب الراغبين في السفر للاغتراب والذين يجدون صعوبة في تلبية متطلبات الإجراءات الاحترازية التي تفرضها دول مثل السعودية مع كل الوافدين والعاملين فيها.

متاجرة حوثية بفحوصات كورونا 

وكشفت مصادر في وزارة الصحة بحكومة الحوثيين، أن المليشيا حولت الفحص الخاص بفيروس كورونا (pcr) الى وسيلة للمتاجرة والابتزاز المادي للمساعدات المقدمة من المنظمات الدولية.

وقالت المصادر لـ"نيوزيمن"، إن فحص (pcr) كان متوفرا لدى عديد من المختبرات الخاصة في العاصمة صنعاء بمبلغ (20) الف ريال، غير أن الحوثيين منعوا هذه المختبرات من إجراء الفحوصات.

وحصر الحوثيون اجراء فحص كورونا على بنك الدم الحكومي التابع لها، مقابل (60) الف ريال عن كل فحص واحد، مشيرة إلى أن المليشيا تتلاعب بنتائج الفحوصات بحيث حولتها إلى وسيلة للابتزاز والمتاجرة، معتبرة ذلك جريمة.

وانتقدت مصادر طبية موقف المنظمات الدولية المعنية بدعم القطاع الصحي في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، وصمتها المطبق حيال ما تمارسه الأخيرة من انتهاكات فيما يخص انتشار فيروس كورونا وسياسة التكتم والتعتيم على هذا الملف.