غابات بلا روسيا وبولندا وِجهة الموت التي تنتظر اليمنيين

السياسية - Saturday 16 October 2021 الساعة 01:49 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

ازدادت مؤخرًا عملية هجرة اليمنيين تجاه القارة الأوروبية، وقد أخذت شكلا مختلفاً عن طريق استخراج تأشيرة سياحية للوصول إلى الوجهة المطلوبة.

اسطنبول والقاهرة محطتا انطلاق، حيث يكون السماسرة بالانتظار، بعضهم بمكاتب رسمية تقوم بإجراءات روتينية وتسهيلات غير كاملة، وآخرون بدون صفة، يقومون بعملية الاحتيال للحصول على مبالغ كبيرة عن طريق وسائل مختلفة.

أسباب تدفع للهجرة

وقع الكثير فريسة سهلة، حيث خسر بعضهم آلاف الدولارات في مغامرة شاهدوا فيها الموت أو تم احتجازهم وإعادتهم من حيث أتوا.. فيما البعض ظل مختفيا عدة أشهر حتى وجد بصيص أمل.

الحرب، استمرار الصراع، تدني مستوى الخدمات، وارتفاع المعيشة، ومعدلات البطالة، وغياب الأعمال، وانقطاع الرواتب.. أسباب وجيهة تدفع بالكثير إلى الهجرة دون تردد أو عمل حساب للعواقب.

الزكري. شاب قدِم إلى القاهرة بعد أن جمع مبلغا من المال استعدادا للهجرة. طرحت عليه المخاطر التي ستكون بانتظاره والعنف الذي قد يواجهه من قبل السلطات الأمنية، رد أخوه الأكبر بقوله:

هو كان في جبهة "الحد الجنوبي". يعني أننا كنا بانتظار سماع مقتله وتشييعه في أي لحظة، لذا لم تعد تفرق كثيرا، دعه يغامر، وخير له أن يموت في غابات أوروبا من الجلوس في الجبهات.

تحذيرات مستمرة

التحذيرات المعززة بقصص المعاناة لا تتوقف، لكن الكثير يصر على المغامرة حتى بعد أن اكتشفت السلطات هناك الحيل التي يقوم بها القادمون بصفة سياحة وعملت السياجات على طول الحدود ونشرت ما يقارب 4 آلاف جندي.

مجموعة "يمنيون في مصر" التي تضم أكثر من 30 ألف عضو وتقدم خدمات جليلة للقادمين إلى القاهرة كانت قد أطلقت بيانا تحذيريا في صفحتها على فيس بوك تم نشره بالتفصيل حول موضوع الهجرة.

أكدت فيه عدم تصديق سماسرة عدن - القاهرة الذين يقدمون تسهيلات الحصول على تأشيرة زيارة مقابل مبالغ تصل في أسوأ الأحوال إلى خمسة آلاف دولار.

كما دعت السلطات في عدن إلى ضبط مكاتب السمسرة وكذلك السفارة اليمنية في القاهرة التحرك وإيقاف المكاتب التي تستدرج اليمنيين.

غابات باردة وموت محقق

مصادر إعلامية كانت قد تناقلت الأيام الماضية، نقلا عن الخارجية اليمنية، وفاة أحد العالقين واسمه مصطفى الريمي على حدود بولندا نتيجة البرودة الشديدة وانخفاض درجة الحرارة.

وفي وقت سابق، من شهر سبتمبر، تعرض خمسة لإطلاق نار قتل اثنان منهم وأصيب آخرون، وفق تقارير إعلامية.. فيما لا يزال 18 شخصا يحملون وثائق سفر يمنية في العراء.

وكان ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي تناقلوا فيديو للعالقين، وهم في حالة سيئة للغاية وسط الغابات، يناشدون فيه الحكومة والمعنيين إيجاد حل لمشكلتهم.

كل ذلك يتم، بحسب الناشطين، بينما أحمد عوض بن مبارك وزير خارجية هادي يقوم بزراعة الأشجار في شوارع النرويج والذي لم يكلف نفسه متابعة أحوال هؤلاء العالقين.