درس الدكتوراة وتقلد مناصب إدارية.. ضابط المرور الذي يرفض التخلي عن تنظيم السير بالمخا

المخا تهامة - Sunday 02 January 2022 الساعة 09:22 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

بالرغم من تقلده مناصب عسكرية، ويحمل رتبه رفيعة فضلاً عن شهادة الدكتوراة في القانون الدولي، إلا أنه يحرص على أداء عمله بالوقوف لساعات لتنظيم حركة المرور، إرضاءً لشرفه العسكري.

لا يتحدث كثيراً مع السائقين ويكتفى بالتلويح بالإشارات التي تعلمها، وحتى في الظروف المناخية الصعبة يشاهد وهو في جولة المرور، ملوحا بيده للسيارات على جانبي الطريق، بالسير في الاتجاه الذي يشير إليه.

ويقول العقيد الركن، أحمد المخلافي، لنيوزيمن، إن الوفاء للمهنة التي يؤديها منذ أكثر من ثلاثين عاما وتقلد خلالها مناصب عدة، منها: نائب مدير مرور محافظة تعز، ومدير إدارة الإصدار الآلي لخدمات الشرطة والذي كان يقع مقرها في منطقة الحوبان شرق تعز، ومدير مرور المنطقة الجنوبية لمحافظة تعز، لا يمنعه من أداء واجبه، فالعمل الميداني الذي يستهويه منذ التحاقه بالمرور، لا يزال شغوفا بأدائه ولم تغيره السنين، أو الأوضاع التي مرت بها البلاد، ولا يزال الميدان هو المكان المفضل لديه.

عمل المخلافي في مناطق كثيرة، بدءاً من مديرية شرعب وهجدة والرمادة، مرورا بالحجرية ومناطق الساحل الغربي حتى ذو باب، وكل تلك المناطق هي محل تقدير لارتباطه بها بذكريات لازمت مسيرته العملية.

درس المخلافي، القانون وحضر الماجستير، وواصل الدكتوراه، ولولا حرب مليشيات الحوثي، وما خلفته من تدمير لحق بكل تفاصيل الحياة، لناقش رسالته التي يقول إن الأمل لم ينقطع يوما في إتمام ذلك.

وكأي شخص مهني في هذه الحياة لا تخلو مسيرته من مثالب، كما هي المتاعب والصعوبات التي تعد جزءاً من تلك الحياة.

وبالنسبة للمخلافي، فإن عمله كرجل مرور ينظم حركة السير وقع في أيام كثيرة ضحية تهور السائقين إلى حد أن طقما عسكريا عبر فوق جسده.

يقول، أصعب المواقف، هو تعرضه لحادث سير، وهو يقوم بعمله في أحد شوارع المخا، إذ كاد ان يفقد حياته، لولا العناية الإلهية التي جنبت ذلك.

يضيف، تخيل أن يصدمك طقم مسرع ويطرحك أرضا ثم يندفع فوق جسدك الممدد، ولا يقف عند ذلك الحد، إنما يعلق جسدك بإحدى القطع في مقدمته ويسحبك على الإسفلت نحو ثلاثين مترا، فيما تشاهد كل تلك المأساة التي ترى فصولها المرعبة بأم عينيك، دون أن تتمكن من إنقاذ نفسك وتخليصها من لحظاتها المرعبة.

ذلك الحادث لم يترك فقط آلامه على عظام بدنه، إنما الخوف من التعرض لحادث مماثل، والعناية الإلهية هي من تحفظنا، يقولها ضاحكا، وكأنه يحاول عدم تذكر أصعب المواقف التي عرضت حياته للموت على سبيل العودة مجددا للحياة العملية.