مستشفى حيس الريفي.. وجهة وحيدة لاستقبال المرضى في ظل افتقاره للأدوية

المخا تهامة - Tuesday 01 February 2022 الساعة 04:13 pm
حيس، نيوزيمن، خاص:

داخل أروقة مستشفى حيس الريفي وعلى أسرّته، يجلس العشرات من المرضى بأرواح متعبة في انتظار دورهم في المعالجة، في الوقت الذي يعاني فيه المستشفى الوحيد في المديرية من نقص حاد في الأدوية.

ويشهد المستشفى ازدحاماً شديداً للمرضى الوافدين من القرى والمديريات المحررة حديثاً من مليشيات الحوثي، جنوب الحديدة، حيث تتجمع الأسر مع أطفالها أمام العيادات، على أمل الحصول على الدواء الكافي الذي كان يُصرف لهم بالمجان من المستشفى، الذي يمثل بالنسبة لهم ملاذاً أخيراً لإنقاذ حياتهم.

وذكر العديد من المرضى لنيوزيمن، أنهم يترددون على المستشفى بشكل يومي، للإسعاف والمعاينة والكشف عن أنفسهم وأطفالهم المصابين بالحميات المتفشية والأمراض الأخرى. وقالوا، إن المستشفى يستقبلهم على مدار 24 ساعة، ويقدم خدماته لهم على أكمل وجه، لكنهم يواجهون صعوبة في عدم حصولهم على الأدوية الكافية. 

ولفت المرضى، أنهم يضطرون للخروج إلى العيادات الخارجية لشراء الأدوية اللازمة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها جراء الوضع الراهن، فضلاً عن المسافات الطويلة التي يقطعونها من قراهم المحاذية لمديريات (مقبنة غرب تعز، والخوخة وجبل راس والجراحي جنوبي الحديدة).

طبيب الطوارئ في المستشفى الدكتور حامد شُبيل أكد، أنه يستقبل يوميا أعدادا كبيرة من المرضى، خصوصاً مع تحرير القرى التابعة للمديرية والمناطق المجاورة تتراوح ما بين 200 إلى 250 حالة مرضية.

وقال إن غالبية المصابين هم من فئة الأطفال، الذين يعانون من الحُميات، كالإسهالات الحادة والملاريا والالتهابات، المنتشرة في المنطقة نتيجة تقلبات الجو قرب انتهاء فصل الشتاء. 

وفي سياق متصل، قال نائب مدير المستشفى الدكتور، عبدالجبار الشميري، إن كافة العيادات والأقسام بداخل المستشفى مُجهزة وتعمل بالأجهزة المتاحة، وتقدم خدماتها للمرضى على مدار 24 ساعة، منها غُرف (الطوارئ، المعاينة، المختبر، سوء التغذية، والأمومة والطفولة).

وأضاف الدكتور الشميري، إن المستشفى يفتقر للأدوية، ولا يستطيع توفيرها للمرضى بشكل كامل، وهذا ما يدفع الكثير من المرضى للمغادرة وشراء الأدوية من خارجه، بسبب عدم توافرها في صيدلية المستشفى، والتي كانت تمنح لهم بالمجان. 

ولفت، عندما لا نعطي المريض حقه، نشعر بالأسى والتقصير في تأدية عملنا وواجبنا الإنساني الذي كُلفنا به، حيال ما يعانيه المرضى نتيجة ظروفهم المعيشية، الذين يحملون عبئاً فوق طاقتهم بأمراضهم وعدم قدرتهم على شراء الأدوية بالمبالغ المالية الباهظة من الخارج المستشفى.

ودعا الدكتور الشميري الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية المهتمة بالجانب الصحي والإنساني، لدعم المستشفى بكافة العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية، التي يحتاجها المرضى، لدفع الضرر عنهم والتخفيف من معاناتهم، وكذا دعم الكادر المتطوع الذي يبلغ عدده أكثر من 50 متطوعاً ومتطوعة يعملون على مدار الساعة لتقديم الرعاية للمرضى.