سكك القطار في مصر.. تاريخ يمتد لأكثر من قرن ونصف من الزمان

متفرقات - Friday 04 March 2022 الساعة 08:45 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

تعج العاصمة المصرية القاهرة بالشواهد العريقة التي تحولت إلى مزارات ومتاحف ذات عائد قومي كبير، فقد استطاعت مصر تحويل العديد من الأماكن إلى متاحف، تلك التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالتاريخ والنجومية.

يعد "متحف السكة الحديد" واحدا من عشرات المتاحف التي تملأ القاهرة كقصور الملوك والزعماء والرؤساء والشعراء والأدباء والملحنين والفنانين والممثلين والنحاتين والتشكيليين والشخصيات الأجنبية التي مرت على هذا البلد غير التي خلفتها الحضارات المتعاقبة، ومتاحف الأبطال من قيادات الجيش وغيرهم.

عمر طويل وحافل

تعد "الهيئة القومية لسكك حديد مصر" من أقدم سكك القطار في العالم وهي الأولى في الوطن العربي وإفريقيا حيث يتجاوز عمرها 150 عاما.

هذا المشروع القومي الضخم الذي يؤدي اليوم مهمة كبيرة تقوم على خدمة ما يزيد عن 100 مليون مصري، غير الشبكة الداخلية المتمثلة بما يسمى (المترو)؛ مر بمحطات عديدة من الأحداث والحوادث والتطورات على امتداد عقود من الزمن.

كان لبداية إنشاء سكك القطار قصص عديدة عكست حجم الصراع مع المستعمر البريطاني والفرنسي من جهة ومصر والمصريين وتطلعاتها كدولة محورية ومهمة من جهة أخرى.

سكة الحديد في مصر بحسب التواريخ المدونة هي الثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة (بريطانيا)، بدأ إنشاؤها في 1834، إذ مدت قضبان خطوط السكة الحديد فعلا وقتها في خط السويس - الإسكندرية، إلا أن العمل ما لبث أن توقف بسبب اعتراض فرنسا لأسباب سياسية، ثم أحييت الفكرة مرة أخرى بعد 17 عاما في 1851 في خمسينيات القرن التاسع عشر حيث تمتد عبر محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها.

بدأ إنشاء أول خط حديدي في مصر يوم 12 يوليو عام 1851، وبدأ التشغيل في 1854، ومما يذكر أن المشرف على مشروع بناء السكك الحديدية المصرية آنذاك كان المهندس الإنجليزي روبرت ستيفنسون، وهو ابن مخترع القاطرة الشهير جورج ستيفنسون.

محطة رمسيس المركزية

تعد المحطة الرئيسية هي محطة مصر أو محطة رمسيس، وهي محطة القطارات المركزية بمدينة القاهرة في مصر، تقع في ميدان رمسيس، كما يطلق نفس الاسم على محطة القطارات المركزية في مدينة الإسكندرية شمال مصر، وتنطلق من محطة مصر في القاهرة كافة أنواع القطارات على اختلاف درجاتها إلى جميع نواحي البلاد.

المبنى قديم جدا يرجع إنشاؤه إلى أواسط القرن التاسع عشر عام 1853، تم تشييده عند افتتاح أول خط سكة حديد في مصر في نفس عام البناء لنقل الركاب ما بين القاهرة والإسكندرية، جرى توسعة المبنى مرتين، الأولى عام 1892، والثانية عام 1955.

كان يطلق على محطة مصر في الماضي اسم باب الحديد ومنه استلهم المخرج يوسف شاهين فيلمه الشهير "باب الحديد" والذي تدور أحداثه في محطة مصر.

متحف سكك حديد مصر

متحف السكة الحديد تم تشييده في 26 أكتوبر/ 1932 وافتتح لاستقبال الزوار في 15 يناير/ 1933 في "ميدان رمسيس".

المتحف يحكي قصة القطارات في مصر وهو نواة لمتحف علمي فني تم افتتاحه بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للسكك الحديدية في يناير 1933.

يضم المتحف بين جدرانه ما يقرب من سبعمائة نموذج ومعروض، ومجموعة من الوثائق والخرائط والبيانات الإحصائية، جميعها تبين كيف تطور النقل والسكك الحديدية.

تعرض مجموعة كبيرة من النماذج تشرح تطورات القاطرات الأولى في العالم ومصر منذ أول نموذج في عام 1783، وأخرى لأول قاطرة سارت بمصر عام 1854، وثالثة بالحجم الطبيعي مشطورة إلى شطرين تبين جميع الأجزاء للقاطرة، وأيضا نماذج للقاطرات والعربات والصالونات الخاصة المختلفة قديمها وحديثها؛ والتي تبين تطور السكك الحديدية المصرية منذ انشائها سنة 1854 حتى أحدث قاطرات الديزل الكهربائية.

مكتبة المتحف

إضافة إلى ما يحتويه المتحف من شروحات لكيفية تطورت أعمال ومعدات وآلات سكك الحديد في مصر وكذلك بعض التكنولوجيا التي وصلت إلى استخدام الطاقة (الكهرباء) والكباري ومهام الأشخاص توجد مكتبة خاصة.

المكتبة تحوي عددا كبيرا من المجلدات والكتب التاريخية والفنية والاحصائية عن النقل والسكك الحديدية في مصر والعالم.

كما يمثل المتحف قيمة علمية وتاريخية كبيرة، والمفارقة هي أن الغالبية ممن يمرون بمحطة مصر لا علم لديهم بوجود هذا المتحف في نفس مبنى المحطة. وهناك مجموعة متكاملة من المراجع والوثائق المجسمة والمكتوبة ذات القيمة الفنية والتاريخية.

خلال زيارتنا في المساء قيل لنا بأن المتحف يتم إغلاقه الساعة ال2 بعد الظهر ويفتح الساعة 9 لا يوجد ترويج إعلامي للمتحف رغم أهميته التاريخية ورمزيته وما يحتويه.