القاهرة.. 40 لوحة فنية لحكيم العاقل جسدت ثنائية المكان والإنسان

متفرقات - Saturday 12 March 2022 الساعة 09:51 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

في معرضه الأول بالعاصمة المصرية القاهرة ومن خلال 40 لوحة فنية حملت فانتازيا واقعية مدهشة، جسد الفنان حكيم العاقل بكل جدارة "روح المكان والإنسان"؛ وفقا لخيال ممتد بلا نهاية.

شغل ذهني بديع، وجهد جبار في تصوير البيئة اليمنية، الزراعية منها والريفية التي بدت مكتملة الحضور والبهاء، أنيقة المظهر كأنها سيدة في فناء حديقة تحيطها المروج بكل عنفوانها.

تنقل العاقل وهو أحد أهم رواد الفن التشكيلي في اليمن، خلال الأربعة العقود الماضية في أرجاء المكان وحياة الإنسان من خلال لوحات أخذت مقاسات متعددة، رسمت بخامة الزيت والأكرليك على سطح من قماش الكانفاس وفق تقنيات وأسلوب إبداعي خاص تميز به.

استطاع بخبرة مدهشة وبريشة متميزة الفصل بين ثقافات متقاربة وموروث متنوع تحظى به المحافظات اليمنية من خلال رسم الوجوه ومختلف الحياة اليومية من مدينة تعز وريفها إلى صنعاء وإب وتهامة وعدن ولحج.

40 لوحة في ثلاثة أعوام

اُفتتح المعرض في 6 مارس قاعة "جاليري أزاد" في حي الزمالك بحضور عدد من المهتمين من الجالية اليمنية والعربية وسيستمر حتى 20 من نفس الشهر.

وبحسب تصريح الفنان حكيم لموقع "نيوزيمن" فإنه يعد هذا هو المعرض الأول له في القاهرة والذي حمل عنوان: "ثنائية المكان والإنسان" وهو ثمرة ثلاثة أعوام من الجهد والعمل والانكفاء حتى خرج بهذه الصورة.

وأضاف إن مرحلة وباء كورونا الذي بدأ أواخر العام 2019 لينتشر إلى باقي دول العالم كان حافزا كبيرا إلى التفرغ التام للقيام بهذا الإنجاز الذي كان قد بدأ فيه قبل الجائحة بوقت قصير.

وفي سؤال حول آخر المعارض التي أقامها قال: كان في 2018 في العاصمة المنامة. مشيرًا إلى أنه شارك كثيرًا ببعض الأعمال هنا في القاهرة غير أن هذا أول معرض شخصي.

روح المكان والإنسان

في حقيقة الأمر المعرض يتيح فرصة كبيرة لمتذوقي الفن التشكيلي من يمنيين وعرب للتوقف أمام اللوحات التي تداخلت بحرفية عالية لتجسد خليطا سرياليا بين تألق الروح بكل أبعادها من أرض وإنسان وبيئة طبيعية ووجوه وثقافات وموروث يعكس كمية هائلة من الحياة التي اختزلها الفنان وعبر عنها بتفاصيل متناهية الدقة عميقة الرؤية في واقعيتها وألوانها التي عكست رصيدا كبيرا من التوقد الذهني لدى الفنان والمساحات التي بدت مبهرة.

تشكل أهمية المعرض في الانعكاس البصري لكل لوحة على حدة، إضافة للفلسفة المتناهية التي اجترحها من خلال ثنائية مترابطة، والتركيز بالاشتغال دون تشتت أو خروج، ناهيك عن كمية الأفكار التي تم حشدها من خلال طاقة إيجابية ناجعة عبرت عن ريشة تعد من أهم المدارس في اليمن. 

وقد عبر الفنان نفسه عن المعرض بقوله: كفنان يمني، حفرتْ الأمكنة تواجدها في ذاكرتي ومخيلتي الممتلئة بملامح وتقاسيم وجوه البشر، وخاصة النساء وهن يهبطن مع الضباب من أعالي الجبال ويصعدن إليها في المساء ويختفين مثل حكايات الحوريات الخرافية، ولا زالت أحاديثهن وهمهماتهن حاضرة في مخيلتي في الأودية والحقول، وغنائهن أثناء العمل، بملابسهن وربطات رؤوسهن.

يضيف. إلى جانب هذا الشغف والعشق الأزلي بين المكان والإنسان في تشكيل مرجعيتي الأساسية، في ثنائية لا منتهية، تلعب الذاكرة مرتكزاً أساسياً في هذه المعادلة من خلال المعالجات الشكلية للتكوينات المتنوعة بطرق ابتكارية في توظيف اللّون؛ هذا اللون الذي يلعب الدّور الأساسي، حيث استحضار الذاكرة اللونية على شكل ومضات تتداخل بتضاد حي، يتشكل مع الصياغة الكلية للعمل الفني.

يختم بقوله. في هذا المعرض استحضر الأمكنة والناس من خلال الذاكرة، وأثناء العمل كنت أحذف ما يستحق الحذف وأضيف ما أراه مناسباً، بحيث تتداخل تلك العناصر ضمن محور تجريبي وسياقات تتجدد من لوحة لأخرى، وفي حديث ومشاهد لا تنتهي.