سيئون تستعيد عاداتها المندثرة بأطول سفرة إفطار رمضانية

متفرقات - Wednesday 27 April 2022 الساعة 10:13 pm
سيئون، نيوزيمن، خاص:

أحيا منتدى شباب سفراء التطوع بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت مظاهر رمضان القديمة بسفرة خيرية تطوعية كأول وأطول سفرة رمضانية تقام بدعم الأهالي بداخل المدينة والتي غابت بفعل دوران عجلة الحضارة.

وتضمنت أطول سفرة رمضانية والتي بلغ طولها (250) متراً، التمر والماء والكعك والسمبوسة والشوربة، إضافة إلى أصناف متنوعة أحضرها المواطنون من منازلهم تشاركاً وإحياءً للفعالية التي ستقام كل عام في ذات التوقيت والمكان.

وأكد شباب المنتدى القائمون على السفرة أن الإفطار الجماعي جاء لتعزيز أواصر الأخوة والمحبة والتعاون بين افراد المجتمع بداخل المدينة وتعزيز التكافل فيما بينهم وكذا إضفاء روح المحبة والتآخي والتلاقي فيما بين الأصدقاء على مائدة إفطار واحدة.

يقول حسام خالد رئيس المنتدى لـ"نيوزيمن"، إنه برفقة عدد من أصدقائه ومعارفه، أطلقوا المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكرة بشكل أكبر في نطاق أوسع، مضيفاً بأن المبادرة تهدف لإعادة مشاهد اصطحاب الأطباق لإفطار الصائمين بعد أن اندثرت وكانت لدى الحارات القديمة.

وأشار أن ما يميز رمضان في الأعوام السابقة كانت جمعة الأهل والأقارب والجيران بشكل شبه يومي لتجاذب أطراف الحديث والتي قلت الآن وتسيدت (التقنية) المجالس حيث تجد العديد ممن حولك منهمكاً على جواله متصفحاً مواقع التواصل الخاصة به ومتحدثاً لأصدقاء لا يعرفهم جيداً وقل تواصله مع الجمع الحاضر سواءً في منزل العائلة أو مع أصدقائه المقربين.

فيما أضاف فهمي عرفان، إن شهر رمضان ثابت لم يتغير بل نحن من تغيرنا حيث حالت مشاغل الحياة دون الاجتماعات الأسرية والالتقاء بالأقارب والجيران ناهيك عن تحول الكثير إلى السهر والجلوس أمام الفضائيات التي تجتهد في تقديم المسلسلات والبرامج وتتنافس فيما بينها لعرض كل ما هو جديد.

إلى ذلك استذكر محمد سعيد، رمضان بين الماضي والحاضر، مشيراً إلى جلسات الجيران والأقارب بأجواء مفعمة بالحيوية تسودها الألفة والروابط الوثيقة مع الجيران خلافاً على ما هو عليه الآن، مستشهداً "نجد البعض لا يعرف حتى جاره الذي يقطن بجانبه وآخرون لا تجمعهم ببعض سوى السلام خلاف ما كان في السابق من تبادل لأطباق الطعام والجلوس لصلاة العشاء والتراويح سوياً وتبادل أطراف الحديث"، شاكراً منتدى سفراء التطوع وكل الشباب القائمين على السفرة الرمضانية لإعادة الإرث السابق للجيل الحالي وتذكارهم بالمعايشة الرمضانية.

ويحيي المئات من اليمنيين فعاليات السفر الرمضانية في مختلف المحافظات تحفيزا ودعما للمجتمع على التقارب ونسيان الحرب وما خلفته من أزمات ومآس والالتقاء على مائدة إفطار واحدة تحيي بينهم قيم التسامح والبذل تعبيراً عن الحب والسلام رغم مآسي الحرب ومنغصاتها.