أميركا و3 دول آسيوية تحذر الصين من أي "تغيير بالقوة" في تايوان

العالم - Tuesday 24 May 2022 الساعة 06:54 pm
نيوزيمن، أ ف ب:

حذر قادة اليابان والهند وأستراليا والولايات المتحدة، الثلاثاء، من محاولات "تغيير الوضع القائم بالقوة" في المنطقة، بينما يتزايد القلق إزاء احتمال أن تسعى الصين لغزو تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي.

وتجنب بيان مشترك للتحالف الرباعي للحوار الأمني (كواد)، الإشارة بشكل مباشر لتصاعد النفوذ العسكري للصين في المنطقة، لكنه لم يدع مجالا للشك بشأن مكامن قلقه.

وأشار البيان الذي اختيرت عباراته بحذر، إلى النزاع في أوكرانيا، لكن دون التعبير عن موقف مشترك إزاء الغزو الروسي الذي امتنعت الهند عن إدانته بشكل واضح.

غير أن الأعضاء الآخرين في كواد لم يخفوا موقفهم إزاء الحاجة لرد قوي على الحرب الروسية، من شأنه أن يوجه رسالة تردع دولا أخرى ومنها الصين.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا "فيما يهز الغزو الروسي لأوكرانيا المبادئ الأساسية للنظام العالمي، أكدنا... أن أي محاولات أحادية لتغيير الوضع القائم بالقوة لن يتم التهاون معها في أي مكان، وخصوصا في منطقة المحيط الهندي الهادئ"، مستخدما تسمية أخرى لمنطقة آسيا -المحيط الهادئ.

ولم يأت بيان المجموعة على ذكر روسيا أو الصين، لكنه أورد عددا من الأنشطة التي كثيرا ما تُتهم الصين بالقيام بها في المنطقة.

وقالوا في البيان: "نعارض بشدة أي تحركات قسرية أو استفزازية أو أحادية تسعى لتغيير الوضع القائم وتُفاقم التوترات في المنطقة مثل عسكرة مواقع متنازع عليها والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية والجهود المبذولة لتعطيل أنشطة استغلال الموارد البحرية للدول الأخرى".

وتسعى الدول الأربع لتعزيز تحالفها ليكون ثقلا موازيا أمام النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد للصين، رغم الاختلافات.

وكشف القادة عن خطط لاستثمار 50 مليار دولار على الأقل في مشاريع بنى تحتية إقليمية خلال السنوات الخمس القادمة، وعن مبادرة للمراقبة البحرية تسعى، كما يُعتقد، لتعزيز مراقبة الأنشطة الصينية.

تترافق تلك الخطوات مع تصاعد القلق إزاء مساعي الصين بناء علاقات مع دول في منطقة المحيط الهادئ، ومنها جزر سليمان، التي وقعت معاهدة أمنية مع بكين الشهر الماضي.

وسيزور وزير الخارجية الصيني جزر سليمان هذا الأسبوع، وتشير تقارير إلى احتمال توقفه في دول أخرى في المحيط الهادئ مثل فانواتو وساموا وتونغا وكيريباتي.

- ديموقراطيات مقابل أنظمة استبدادية -

وإقرارا بتلك المخاوف، حضّ كيشيدا في وقت سابق أعضاء تحالف كواد على "الإصغاء بانتباه" لجيرانهم الإقليميين ومنها جزر المحيط الهادئ.

وقال: "من دون العمل جنبا إلى جنب مع دول في المنطقة، لا يمكن لكواد أن ينجح".

وقال رئيس وزراء استراليا الجديد أنتوني ألبانيزي: إن على التكتل "الدفع بقيمنا المشتركة في المنطقة في وقت تسعى الصين بوضوح لفرض مزيد من النفوذ".

وجاء اجتماع كواد غداة إعلان الرئيس جو بايدن استعداد واشنطن للتدخل عسكريا للدفاع عن تايوان أمام أي هجوم صيني، مثيرا الدهشة والتوتر في المنطقة.

وشدد الثلاثاء، على أن تصريحاته لا تعني تغيرا في سياسات واشنطن القائمة على "الغموض الاستراتيجي" فيما يتعلق باحتمالات ردها على غزو من جانب الصين، ما استدعى ردا غاضبا من بكين.

واتهم المتحدث باسم وزير الخارجية وانغ وينبين واشنطن "بالتلاعب بالألفاظ" في ما يتعلق بتايوان.

وقال "إذا استمرت (الولايات المتحدة) في السير في الطريق الخطأ، فلن يتسبب ذلك فقط في عواقب لا يمكن إصلاحها على العلاقات الأميركية الصينية، ولكن في نهاية المطاف ستتكبد الولايات المتحدة كلفة باهظة".

ويتصاعد القلق الإقليمي إزاء الأنشطة العسكرية الصينية ومنها طلعات طائرات ومناورات بحرية وتعديات سفن صيد ينظر إليها كاختبارات للدفاعات الإقليمية والخطوط الحمر.

وقال التحالف إن برنامجه الجديد للمراقبة البحرية سوف "يعزز الاستقرار والازدهار في بحارنا ومحيطاتنا"، متجنبا مرة أخرى ذكر بكين بالتحديد مع الإشارة إلى الصيد غير القانوني، الذي كثيرا ما تتهم به الصين.

وإذا كان بايدن حريصا على تجنب اعتبار تصريحاته، الثلاثاء، تحولا في السياسات، لم يدع مجالا للشك حيال القضايا التي تركز عليها كواد.

وقال لدى بدء قمة كواد "المسألة تتعلق بديموقراطيات مقابل أنظمة استبدادية، وينبغي أن نحرص على الالتزام بذلك".

وأكد أن استراتيجية الولايات المتحدة تؤيد "منطقة (محيط) هندي هادئ حرة ومفتوحة ومتصلة وآمنة ومقاومة".. معتبرا "الهجوم الروسي على أوكرانيا يزيد أهمية تلك الأهداف".

وسيعقد القادة قمتهم القادمة حضوريا العام المقبل في استراليا.