ابتكارات "الحرش" تغير حياة "تريم" من ذوي الاحتياجات الخاصة

متفرقات - Sunday 29 May 2022 الساعة 09:58 am
تريم، نيوزيمن، خاص:

الحرش من أبناء مدينة تريم، لم يستسلم لواقعه بعد أن اضطر للمكوث بالمنزل بسبب إعاقته، ولم يفقد الأمل، ولكنه بدلاً من ذلك، كان يعمل بجد واجتهاد على إعادة تأهيل نفسه، ليخرج من ذلك بتجهيز دراجة ثلاثية الإطارات ستساهم بدعمه هو وأقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

دراجة بإطارات ثلاثية تقهر الإعاقة 

رفض فايز الحرش، القاطن في منزل طيني بأحد ضواحي عاصمة الثقافة الإسلامية (تريم)، فكرة عزل ذوي الإعاقة في منازلهم وجعلهم يعيشون بحرية كالفراشة متنقلين من مكان لآخر، الأمر الذي شجعه على صنع العشرات من الدراجات النارية صينية الصنع إلى دراجات تخص المعاقين ذات ثلاث إطارات سعياً منه لحل مشكلة التنقل لذوي الاحتياجات الخاصة من فئة المعاقين.

يقول الحرش لـ"نيوزيمن"، إن مرحلة تطوير الفكرة جاءت بعد دراسة وتحليل لأشهر، والعمل عليها لأكثر من 80 يوماً متنقلاً بين محال لحام الحديد وقطع غيار الدراجات النارية حتى أصبحت الفكرة واقعاً ملموساً.

ويتخذ فايز النجارة مهنة رئيسة يدر بها الدخل المادي لعائلته، وتمكن من صنع  عربة متنقلة ورافعة تعينه على الصعود بالمركبات والذهاب إلى العمل بتفكيره وعبقريته التي قلما تجدها عند الأصحاء والتي أثبتت أن الإعاقة تقهر المستحيل.

ثناء تريمي لتغيير الحرش حياة المعاقين 

واستفادت مدارس وطلاب ذوي الإعاقة الحركية في مدينة تريم، من أعمال وصناعات الموهبة "فائز الحرش" بصناعة رافعة كهربائية مزودة بالبطارية حال انقطاع التيار الكهربائي تقوم بنقل الطالب من المنزل وحتى حافلة النقل للذهاب إلى المدرسة والتي ساهمت بحل معضلة كثير من الأسر بنقل أبنائهم وحملهم إلى الحافلات يومياً، بحسب ما أكده مدير جمعية الأمل لذوي الإعاقة الحركية والذهنية سعيد بالعجماء لـ"نيوزيمن".

وبين أروقة وحويف مدينة تريم بمحافظة حضرموت شرقي البلاد، يتجول الحاج "علي بامؤمن" بالدراجة ذات الثلاثة إطارات محلية الصنع، للوصول إلى بقالته لكسب لقمة العيش، لتكون الدراجة هذه سبيلاً للوصول إلى مبتغاه وفي أية لحظة بعد معاناة سنوات من التنقل بدراجة خارجية ذات أربعة إطارات تكثر بها الأعطال وعدم وجود قطاع غيار لها.

يثني "بامؤمن" الذي تسبب خطأ طبي بإعاقته بالموهبة التي حباها الله لـ"فائز الحرش" وقيامه بتصميم دراجته وفقاً لاحتياجه ومتطلباته الحياتية، مشيراً أن الدراجة يستطيع بها نقل الأغراض وحمل الأسرة والأبناء وايصالهم إلى مبتغاهم دون معاونة أو مساعدة الناس.

مطالب باهتمام الجهات الخاصة 

وعلى الرغم من آثار التعب وحرارة الصيف والجهد الكبير الذي يبذله مبتكر تريم للمعاقين خلال اطلاعنا على عملية الصنع، إلا أنه يواصل أعماله ابتغاء الأجر من الله تعالى واستخدام عقله في مساعدة ذوي الإعاقة.

وتستحق هذه الموهبة أن تحظى بثناء وتقدير عاليين، علاوة على ضرورة اهتمام الجهات المختصة بمثل هذه الإبداعات والمواهب وتوفير كافة السبل الممكنة لإنجاح أعمالهم حتى يتفوقوا بالصنعة وتحظى برواج وتداول كبير  لقلة ثمنها ولمتانتها وتلبية احتياجات السكان والمجتمع.