كعك "أبو بشار".. رائحة "إب" في "كريتر"

متفرقات - Friday 14 October 2022 الساعة 08:19 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

القادم إلى مدينة كريتر، وإلى أزقة وحواري المتحف الحربي التاريخي، لا بد أن تجذبه رائحة تفوح في أرجاء المكان، تلك راحة كعك العم "أبو بشار" الشهير، التي تكفَّل التاريخ بالحفاظ عليها على مر السنين.

أبو بشار البالغ من العمر 44 عاماً من محافظة إب، يقول لـ"نيوزيمن" بلهجة عدنية، إن عدن احتضنته منذ الثمانينات وحتى اللحظة، ليتمكن من إعالة أسرته في إب المكونة من ولد و9 فتيات، وزوجته ووالدته المصابة بالشلل.  

ويشير إلى أن مهنة صناعة وبيع الكعك حققت له ضماناً ومصدراً مقبولاً للرزق، حيث تعد القطعة الواحدة من الكعك وجبة، ويبلغ قيمة العشر قطع ألف ريال، وقيمة الـ50 قطعة 2500 ريال، مبلغ زهيد مقارنة بأسعار كعك المخابز في مثل هذه الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.

عن رحلته اليومية مع بيع الكعك المنوع الممزوج بالتمر واللوز والسمسم؛ يقول أبو بشار إنه يبيع الكعك منذ سنوات حيث يضع عربته المليئة بأكياس الكعك في أحد الشوارع المقابلة للمتحف الحربي في مدينة كريتر.

فيما حاليا يساعده ولده ذو الـ14 عاماً، الذي يدرس في الصف تاسع، في بيع الكعك على ناصية جولة الفل في كريتر وكل منهما يحظى بعدد من الزبائن الدائمين من محبي الكعك.

متوسط دخله اليومي حدود العشرة آلاف ريال، والذي اعتبره ابو بشار مليئا بالبركة، التي انتزعها الحوثي، في حين يخسر نصف مبلغ رزقه وأكثر في سداد عمولة الحوالة، بعد أن فصلت ذراع إيران العملة اليمنية إلى قديمة وجديدة، ومنعت تداول الأخيرة في مناطق سيطرتها لتتضاعف قيمة الحوالة لأكثر من النصف.

يشيد زبائن أبو بشار العدنيون بطعم كعكه عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقالت الستينية الأستاذة ثريا بأن له مذاقا خاصا لم تذقه منذ وقت طويل، خاصة مع وجود كعك المخابز والمحلات الخالي من جودة كعك المنازل..