الحوثي كداعش تحتكم داخلياً للدم.. سيرة التصفيات الداخلية لجماعة الموت

تقارير - Saturday 15 October 2022 الساعة 03:38 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أواخر مارس الماضي تلقى القيادي البارز بجماعة الحوثي صالح هبرة تهديداً ضمنياً بالتصفية على هيئة نصيحة قدمها له أحد قيادات الجماعة بمحاولة طرف ثالث استغلال خلافه مع الجماعة لاغتياله.

وفي حديثه عن النصيحة/ التهديد، أشار هبرة إلى أن “ذلك ذكّره بالتحذير الذي وصل للبرلماني الحوثي عبدالكريم جدبان قبل اغتياله بحوالي أسبوع" (اغتيل أواخر 2013م)، وخاطبهم بالقول: "لا يوجد لا طرف ثاني ولا ثالث.. أنتم الطرف الأول والثاني والثالث".

مخاوف هبرة على سلامته من التصفية على يد الجماعة رغم الدور الهام الذي لعبه داخل الجماعة وجعل منه الواجهة السياسية لها في سنواتها الأولى وممثلها على طاولة المفاوضات في دور يماثل مع ما يقوم به حالياً محمد عبدالسلام، يعكس إدراكه دور “العنف والإرهاب” الذي يحكم الجماعة بقياداتها والموالين لها وليس فقط خصومها.

وهي بذلك تؤكد تحليل “أحمد الطرس العرامي” الكاتب والباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، بأنها “جماعة دينية تشبه سواها من الجماعات الدينية المسلحة، كالقاعدة وداعش، إلا أنها تتميز عنهما بكونها تمتلك هوية ذات طابع اجتماعي محلي”، فلا تحتكم الجماعة سواء في خلافها مع الأطراف الاخرى او داخلها مع شخصياتها الى أي لوائح وقوانين تحدد العقوبات، ويعد القتل سلوكا مفتوحا بدون اي مرجعية ولذا تزداد مخاوف صفها القيادي الاول من ذات المصير، وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي نفسه، الذي يحيط نفسه بشروط أمنية حتى على أقرب المقربين منه والاكثر تضحية في سبيل سلطته.

وقائع الدم

ولن يمحى من ذاكرة الدم الحوثي الاعدام الذي نفذته الجماعة في الثامن عشر من سبتمبر/ أيلول 2021 بحق تسعة من أبناء تهامة، أحدهم هو اكبر المشايخ الذين عملوا ضمن سلطتها في محافظة الحديدة، وهو الشيخ علي بن علي القوزي الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة وشيخ مشايخ قبائل صليل..

وعلى الرغم من القبضة الحديدية التي تسيطر بها اجهزة الجماعة الامنية التي تعمل بوعي ديني طائفي يشبه اجهزة داعش والقاعدة، فان عددا من الاغتيالات شهدتها مناطقها لقيادات وشخصيات يفترض أنها ضمن توجهها ومحمية من نفوذها، وكلها تحوم حول تصفيتها الشبه المتصلة بجماعة الدم، كما حصل مع قيادات بارزة اخرهم الوزير حسن زيد وقبله عبدالكريم جدبان والدكتور محمد عبد الملك المتوكل والدكتور أحمد شرف الدين والاعلامي عبدالكريم الخيواني.

بل ان توحشا علنيا تباهت به الجماعة التي دربها الحرس الثوري الايراني، قتلت عبره قيادات قبلية عملت معها في حروبها المختلفة.

ولعل ابرز مثال على ذلك عملية مقتل أحد أبرز مشايخ قبائل أرحب الموالين لجماعة الحوثية والذي سهل إسقاطها بيد مليشياتها، الشيخ القبلي علي حزام أبو نشطان والذي قتل بعد ان اقتحم مسلحون حوثيون منزله في فبراير 2021م وأطلقوا الرصاص عليه مما أسفر عن مقتله ومعه ثلاثة من أولاده وشقيقته، وقبلها بيومين فقط قتلت المليشيات الشيخ القبلي مهلهل أحمد حسن ضبعان بأحد شوارع صنعاء، ويعد الرجل من القيادات القبلية الموالية لها في منطقة بلاد الروس التابعة لمديرية سنحان.

وفي مطلع ذات الشهر قتل الشيخ مصلح الوروري، ونجله، في مديرية قفلة عذر بعمران، بعد عامين من تصفيتهم لشقيقه الشيخ سلطان الوروري، وتركه على قارعة الطريق في يونيو 2019م، وهذه الاسماء من ابرز القيادات القبلية التي والت الحوثي مبكرا وسهلت له الطريق الى اقتحامات عمران وصنعاء وخاضت معه الحروب الى عدن، ثم انتهى جميعهم اعداما حوثيا لم يفسر شيئا..

وفي ذات المحافظة وذات العام قتل أحد ابرز مشايخ المحافظة الموالين للحوثي وهو الشيخ محمد الشتوي على يد القيادي الحوثي مجاهد قشيرة وهو أحد قياداتها من أبناء مديرية ريدة بمحافظة عمران، ولم يمر على الحادثة من الوقت كثيراً حتى لقي مجاهد قشيرة نفسه، حتفه في 21 يوليو 2019 على يد عناصر المليشيات وبمشهد كان الأبشع بالتمثيل بجثته وسحلها وتصوير كل ذلك وبثه على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومطلع عام 2021م كشفت صحيفة الثورة الرسمية في تقرير لها عن احصائيات بتصفية مليشيا الحوثي لـ24 شيخًا قبليًا من الموالين لها، خلال عامين فقط؛ بتهم متعددة، رغم دورهم الفعال في خدمة المليشيات عسكرياً وتمكينها من السيطرة على المحافظات والتحشيد نحو المحافظات المحررة.

والعام 2022 قتلت الجماعة احد قياداتها في مديرية بني حشيش وهو “أبو فضل يحيى منير الحنمي” مع اثنين من مرافقيه، كما اعدمت أربعة من افرادها بتهمة “الفرار من الجبهة” ثلاثة منهم شمال تعز، والرابع ويدعى "سيف أحمد الحزمي" في نقيل الحميض، عزلة القهراء، بمديرية جبل رأس، وتعد تهمة “التولي” هي اكثر اللافتات الحوثية التي اعدم بسببها وجهاء ومقاتلون حوثيون في خلاف مع قياداتهم حيث اعدمت العشرات في مختلف الجبهات، حتى انها في أكتوبر 2017، أدخلت 17 مقاتلا إلى منزل الشيخ عبده فرحان، بمنطقة بران قرية الحول في نهم، بعد زرع مواد متفجرة به، ثم فجرته وهم بداخله وقتلتهم جميعا، وتركت جثثهم تحت أنقاض المنزل.