"قهوة ستنا خديجة" تقاليد شعبية عدنية واكبت الحداثة

متفرقات - Friday 21 October 2022 الساعة 09:10 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

ارتبطت "قهوة ستنا خديجة" بأجواء الفرح والسعادة، وهي من أبرز عادات وتقاليد المجتمع العدني، الذي ما زال يتوارثها حتى اللحظة.

الأسر العدنية ما زالت توثق جلسات "قهوة ستنا خديجة" بتصوير أكواب القهوة، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين بأنها عادة توارثها الأجيال وما زالت تُطبق حتى اليوم.

بلال غلام حسين المختص بتاريخ عدن، قال إن أهل عدن كانوا يحتفون بالقهوة، بيوم الثلاثاء، من كل أسبوع.

وذكر أن منزل جدته زبيدة، كان يمتلئ بالنساء والزوار لتجهيز قهوة ستنا خديجة، وسط ريحة اللبان التي تفوح من البيت.

وأضاف: "وبعدها يرمون قلص قهوة بالدرج حق البيت عشان يبعدوا الشياطين وهات لك من ذه الخبر وياشوهة حني, والبواري طالعة نازلة, والأولاد يا مطاهشة على القلية ... أيام جميلة مرت علينا".

أما الحاجة المعروفة باسم "أم البنات"، قالت لـ"نيوزيمن"، عن بعض معتقدات العدنيين في الزمن الجميل عن هذه القهوة، والتي اتفقت مع المؤرخ بلال حسين، بأن أهل عدن خصصوا أياماً معينة لشرب القهوة.

فيما كانت توزع أيضا بمناسبات الموالد التي كانت تُحيا في عدن في يومي الخميس والاثنين، منها زيارة العيدروس حيث كانت تقام الزيارة في المسجد مع ذبح الذبائح وتوزيع قهوة ستنا خديجة مع الحلوة.

البعض الآخر كان يحتفي بالقهوة في المنزل، حيث يتم تجهيزها وتوزيعها مع بعض الطعام على الفقراء والمحتاجين تحت اعتقاد ومسمى آنذاك (إلى روح ستنا خديجة).

 "قهوة ستّنا خديجة"، أو المعروفة بـ"الحجازية"، عُرفت عند أهل مكة وهي نوع من القهوة المرتبطة بالمناسبات السعيدة لدى الحجازيين مثل مناسبة النجاح، ختم حفظ القرآن، عودة الغائب، قدوم ضيوف أعزاء، ونُسبت إلى أولى زوجات الرسول.

وتحضّر هذه القهوة من حليب محلّى يضاف إليه دقيق الأرز، وهيل مطحون، لوز مسلوق ومدقوق، ولوز محمص ومدقوق للتزيين. فبعد أن يتم تسخين الحليب يضاف اللوز المسلوق ودقيق الأرز مع التقليب المستمر، ومن ثمّ يتمّ وضع الهيل، وبعد أن تصل القهوة للكثافة المطلوبة تصبّ في أكواب وتقدّم ساخنة.

وقد شهدت السنوات الأخيرة محاولات دخيلة لتغيير عادة الفرح العدنية، بتقديم قهوة ستنا خديجة، في اليوم الثالث من العزاء، مع التمر والماء، الأمر الذي اعتبره كبار السن بأنها عادة دخيلة على المجتمع العدني الذي كان يقدم القهوة المُرة في العزاء..