تهامة بنكهة عدنية.. "كمبل" حاربت الفقر ونهضت بعائلتها وسطرت قصة كفاح

متفرقات - Sunday 06 November 2022 الساعة 08:35 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

"تهامية وراعية غنم وما زلت أطبخ بالموفى من سطح بيتي العدني"، بهذه العبارة عرفت الحاجة "عيشة" نفسها.

على بسطة كرتونية متواضعة، داخل أزقة مدينة كريتر بالعاصمة عدن، تعمل التهامية السبعينية عيشة عياش كمبل، بشغف لم ينقطع منذ انتقلت من محافظة الحديدة للعيش في عدن.

يراها أبناؤها الـ5 أنموذجاً للإصرار والتحدي، وما زالت ترعاهم وتساعدهم بمصاريف جامعاتهم حتى اللحظة. وقد تنقلت في محطات عمل مختلفة منها بيع الخمير العدني، ورعي الأغنام، إلى أن استقرت حالياً في بيع الحناء والهرد والنيلة التي تستهوي النساء اليمنيات كأدوات زينة.

تظهر "كمبل" يدها الطاعنة في السن، وترينا خدوشا تقول إنها “من أشواك شجر الحناء”، فهي تجمع أوراق الحناء بنفسها من الأشجار الموجودة في بعض الأماكن في عدن، وتسحقها بيديها وتبيعها “طرية” بمبلغ زهيد لا يتجاوز الـ200 ريال يمني.

إلى جانب بسطة الحناء، تجيد الحاجة عيشة الخياطة، فتحيك الستائر والدروع العدنية ومختلف الحياكات، التي تساعدها لتوفير لقمة عيشها وأبنائها، ومنها مصاريفهم الدراسية من مواصلات وكتب ومستلزمات أخرى.

لم تقترب من أبواب المدارس قط، وأصبحت ربة بيت تسطر قصة نجاح وكفاح ملهمة، وفقدت رفيق عمرها في جائحة كورونا عام 2020.

يقدر ربح كمبل، من 3 إلى 7 آلاف يومياً، ولكن التزاماتها أصبحت أكثر من ذلك، لذا تشكو ديناً قيمة المواد الغذائية لإحدى البقالات بمبلغ 200 ألف، في مشهد يروي قساوة أوضاع المواطنين بسبب غلاء الأسعار.