عبر مقطوعات موسيقية.. رسائل سلام للعالم من قصر سيئون التاريخي

متفرقات - Saturday 12 November 2022 الساعة 08:27 am
سيئون، نيوزيمن، خاص:

بأنامل 30 عازفاً شاباً صدح صوت الموسيقى بمقطوعات جميلة من على مسرح قصر سيئون التاريخي في محافظة حضرموت، ليرسل رسائل سلام ومحبة للعالم بتطلع الشعب بالعيش بأمن وسلام ورخاء.

ثماني معزوفات، أبرزها المعزوفة الحضرمية الخالدة المعروفة "قل دان يا بن زين" للشاعر حداد بن حسن الكاف، كانت ختاما وأمسية فنية رائعة قدمها المتدربون ضمن مشروع "تعود" بنسخته الثانية، والذي نفذته مبادرة ميمز بتمويل من مؤسسة حضرموت للثقافة، ضمن الجهود الرامية إلى نشر الفن والإبداع والموسيقى وإبراز المبدعين.

مقطوعات موسيقية بسيطة في دقائقها ولكنها كبيرة في معانيها ورسائلها التي حرص الشباب على إيصالها بتطلعهم إلى الحياة والمستقبل، وحبهم للفن والموسيقى في ظل الظروف الصعبة والحروب والأزمات.

العازفون هم من المشاركين في مشرع "تعود" الذي قدم لهم تدريبات لفترة تجاوزت الأربعة أشهر، بهدف إنشاء جيل موسيقي جديد يعيد للفن الحضرمي تألقه وإبداعاته، وسد الفجوة بين الموسيقيين الشباب وسوق صناعة الموسيقى العالمية بعد غياب 28 عاما من التعليم الموسيقي والنشاطات الموسيقية غير التراثية.

وعلى أنغام الطرب والمقطوعات الغائية الفنية التي أطرب الحاضرون وتمايلوا ورقصوا على معزوفات عربية قديمة ومعاصرة وأجنبية وحضرمية محلية، أشار عازف العود أسامة باجيدة لـ"نيوزيمن" إلى أن التدريب في المشروع كان بمثابة حلم تحقق لتدريبه في المجال الموسيقي حتى أصبح عازفا متمكنا يستطيع الآن وبجدارة إمساك الجيتار بمهنية وثقة عالية.

فيما أشار المتدرب أحمد باضريس إلى الإضافة النوعية الذي صقله البرنامج التدريبي للاستمرار في عمله المهني ليقتات من الفن بمختلف ألوانه وفنونه بصحبة عازفين وفنانين عظام لتقديم رسالة موسيقية تؤمن بالسلام وتنبذ العنف وأصوات الرصاص الحاصلة في ربوع اليمن، لافتاً إلى أن دورة قراءة النوتة وتكنيك الأقواس تحققت منها استفادة كبيرة.

بدورها، أوضحت المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت للثقافة المهندسة شروق الرمادي خلال لقاء مقتضب مع "نيوزيمن" أن المؤسسة تعمل في مجالات الأدب والمسرح والموسيقى وفق خطة استراتيجية للتدريب والتأهيل والعروض الموسيقية، معبرة عن إعجابها لما شاهدته من تدريب وتأهيل وعرض موسيقي احترافي من شباب مدينة سيئون وهذه إحدى مهام وركائز المؤسسة لاستهدافهم في مشاريع أخرى تُعد في تطوير مهاراتهم وقدراتهم في العزف نفسه.

واحتضن المشروع العازفين الابتدائيين لتغيير العزف من التقليدي إلى نمط عزف عالمي بحسب ما أوضحه ضابط المشروع حمزة بخضر، مؤكدا أن جميع الآلات احتضنت لتغيير أسلوب المشاركين في العزف من عزف شعبي الى أوركسترالي عالمي شرقي وأوربي وحضرمي.

كما تناول الحفل ألوان معزوفات متنوعة تركية على عراقية وحضرمية وكذا أجنبية عبرت بمجملها عن السلام والفن السلمي لتمثل حراكًا فنيًّا مقاومًا في زمن الجوع والتشظي والدمار.

يذكر أنه وفي أبريل من العام 2019 م نظم الموزع الموسيقي اليمني محمد القحوم، فعالية الموسيقى الحضرمية كأول أوركسترا يمنية تُعزف منذ اندلاع الحرب "أمل من عمق الألم"، والتي أقيمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور بمشاركة نحو (90) عازفًا أروكستراليًّا وتراثيًّا من اليمن وماليزيا واليابان وعدد من الجنسيات الأخرى. 

وفي مارس العام 2022م نظم المايسترو ومؤلف المقطوعات محمد القحوم ثماني مقطوعات موسيقية من الألوان التراثية في قالب أوركسترالي عالمي عقد بالعاصمة المصرية القاهرة تحت عنوان "نغم يمني على ضفاف النيل" ضم أكثر من 120 عازفاً من جنسيات مختلفة على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة.