الجريمة ليست الأولى وإرهاب الحوثي مستمر.. نيوزيمن يزور رغم المخاطر قرية الرُّون المنكوبة في حيس

المخا تهامة - Wednesday 07 December 2022 الساعة 06:12 pm
حيس، نيوزيمن، خاص:

الرُّون قرية تقع أقصى الشمال الغربي لمدينة حيس في جنوبي الحديدة، يعيش أهلها الحياة البسيطة، كغيرهم من أهالي الريف التهامي، إلا أنها كانت الجمعة 2/ 12/ 2022، عرضة لجريمة إرهابية ارتكبتها ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية، بمسيرة مفخخة استهدفت مسجداً أثناء خطبة الجمعة بدون أدنى وازع ديني أو أخلاقي مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين.

موفد نيوزيمن، زار القرية التي تبعد عن مركز مدينة حيس بحوالي 15 كيلو، بعد يومين من الجريمة، ووصل إليها بعد قطع مسافات عبر دراجة نارية في طريق رملية محفوفة بالمخاطر لقربها من خطوط المواجهات ولكونها كانت تتمركز فيها المليشيات سابقاً مما يعني أنها مليئة بالألغام.

ويقول موفدنا: "وصلنا ودخلنا إلى منزل أحد المصابين، وبجوارنا عدد من الأهالي والأطفال ممن استقبلونا، وخلال بضع دقائق حلقت طائرة مسيرة تابعة للحوثي على المنازل حتى إنها اقتربت من المنزل الذي كُنا فيه، في حين تعالت أصوات الأطفال بالبكاء والذعر الخوف بادٍ على وجوههم قبل أن تتدخل القوات المشتركة وتقوم بملاحقة المسيرة وتجبرها على الابتعاد من المنطقة".

يقول أحد الأهالي الذي كان بجوارنا، "إن هذا هو حال الصغار والنساء يومياً، يموتون في اليوم مائة مرة عند سماعهم للمسيرات الحوثية التي باتت تضرب وتمعن في استهداف المدنيين، حتى إننا أصبحنا مقيدين في البيوت ولا نستطيع الذهاب إلى سوق المدينة لإحضار الاحتياجات اليومية، كل هذا نجلس عند أطفالنا واُسرنا ليشعروا بالأمان بوجودنا".

فيما يضيف الجريح، حميد قايد الأهدل، وهو في عقده الخامس، "خرجت من منزلي بعد أن لبست الثياب في الثانية عشرة ظهراً واتجهت إلى المسجد، وأثناء خطبة الجمعة والكل ناصت للسماع، فإذا بناء نسمع انفجارا عنيفا دوى المكان والغبار يملأ المسجد، حينها توقفت الخطبة، وسمعنا المسيرة الحوثية تحوم في الجو".

ويتابع "تجمعنا من المسجد ورأينا عددا من الأشخاص الذين كانوا قرب باب المسجد، مضرجين الأرض بدمائهم، حينها كنت أشعر بخذول في قدمي، نظرت إليها ولم أتمالك نفسي، وقدمي تغرق بالدماء حتى دخلت في حالة إغماء، ولم أفق إلا بعد ساعة وقد اسعفوني، وحزنت كثيراً على من استشهد من القرية وهو أيوب معافا وآخرون جرحى من أبناء القرية".

عاقل القرية عبده مرشد عبادل، وصف هذا اليوم بـ"الجمعة الدامية"، وقال "بدل من أن يكون يوم الجمعة عيدا للمسلمين حولته مليشيات الحوثي بيوم حزين ومجزرة لا تنسى، واختلط فيها الدمع بالدم، عندما سقط الشاب أيوب معافا، 27 عاماً شهيداً أثناء ما تندبه أمه وتحتضنه ويبكيه أطفاله ومحبوه".. لافتاً إلى أن الاستهداف أسفر عن استشهاد مواطن وثلاثة جرحى مدنيين، بالإضافة إلى استشهاد وجرح ثلاثة جنود أمام بوابة المسجد.

وأوضح العاقل عبادل، أن القرية يومياً تعيش الرعب جراء هذه المسيرات الخبيثة التي تحلق ومعها مقذوفات الموت على منازلهم البسيطة والمبنية من القش، مؤكداً أن هذا الاستهداف ليس الأول ولا الأخير على القرية التي تعيش كل يوم حوادث قصف إما بأطراف القرية أو في الجبهة ويكون ضحيتها من المدنيين.

ما رصده موفد نيوزيمن في زيارته القصيرة المحفوفة بالمخاطر بسبب التحليق المستمر لمسيرات الميليشيات الحوثية، أظهر جزءاً من المأساة الحقيقية التي يعيشها أهالي قرية الرون في أقصى الشمال الغربي لحيس، وهي مأساة حقيقية توحي بما لا يدع مجالاً بأن الحوثي جماعة إرهابية اتخذت من القرارات الأممية مظلة للتغطية على جرائمها وإنتهاكاتها المتواصلة ضد المدنيين.