216 حالة إصابة في 2022.. انعدام اللقاحات يفاقم معاناة مرضى داء الكلب في أبين

متفرقات - Wednesday 11 January 2023 الساعة 08:45 am
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

تُعد الكلاب المصدر الأول لعدوى داء الكلب البشري والذي يؤدي إلى الوفاة في حال تأخر تقديم اللقاحات والأمصال الضرورية للذين يتعرضون لعضات الكلاب المسعورة.

محافظة أبين كغيرها من المحافظات اليمنية التي تعاني من انتشار الكلاب الضالة في مراكز المديريات وداخل الأحياء السكنية. وأصبحت هذه الظاهرة خطيرة وتهدد حياة الساكنين خصوصا شريحة الأطفال في ظل تصاعد حوادث العض خلال الأشهر القليلة الماضية.

أثناء زيارة "نيوزيمن" إلى قسم داء الكلب بمستشفى الرازي بمدينة جعار. تفاجأنا بعدد من الأطفال وكبار السن متواجدين في القسم من أجل تلقي اللقاحات والأمصال اللازمة لحالاتهم المرضية بعد أن تعرضوا لهجمات كلاب مشردة.

ويقوم برنامج داء الكلب المتواجد بالمستشفى بجهود كبيرة -رغم شحة الإمكانيات والدعم_ في سبيل تقديم الخدمات الطبية المتاحة للحالات التي تتعرض لعض الكلاب المتشردة.

ويتكون برنامج داء الكلب الذي بدأ عمله في العام 2005 داخل الهيئة من غرفة واحدة مساحتها 3 ونصف في 4 أمتار ونصف، وتقع داخل مبنى قسم الطوارئ وتحتوي على ثلاجة لحفظ اللقاحات والأمصال. حيث يتم استقبال الحالات المصابة وتسجيلهم في السجلات وإعطائهم حقن المصل واللقاح، قبل أن يغادروا الغرفة صوب منازلهم لضيق المكان.

يعاني البرنامج من عدم توفر المخصصات المالية التشغيلية، إلى جانب شحة وانعدام الأمصال واللقاحات اللازمة. وهو ما يزيد من معاناة المرضى ويفاقم حالاتهم وعدم مقدرة أسرهم على نقلهم صوب مستشفيات كبرى في العاصمة عدن لضعف الإمكانيات المالية لديهم.

وخلال الفترة الماضية استقبل البرنامج الكثير من الحالات المصابة بداء الكلب، وتزايد الحالات المصابة يأتي جراء تزايد أعداد الكلاب وانتشارها في الشوارع والأحياء السكنية والقرى. وأصبح البرنامج يستقبل أسبوعياً ما بين 5 إلى 7 حالات تعرضت لعضات كلاب مسعورة من مختلف مناطق محافظة أبين.

ويشير أبوبكر أحمد صالح البكري، منسق عام البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بمحافظة أبين، لـ"نيوزيمن" إلى افتقار البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب لأبسط المقومات لاستمرار عمله نتيجة عدم توفر المخصصات المالية والأمصال واللقاحات اللازمة للحالات المصابة وكذا ميزانية تشغيلية. "بالرغم من المناشدات التي أطلقناها للمعنيين بضرورة رفدنا بالأمصال واللقاحات حتى نواجه النقص الحاد الذي نعانيه". 

ووفقا لكشوفات البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بلغ عدد الحالات التي تعرضت للعض (261) حالة خلال عام 2022 بينها حالة وفاة. 

تزايد الحالات المصابة بداء الكلب وتدهور الخدمات الطبية المقدمة لهم تفاقمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة نتيجة الحرب وانحصار الحرب على الكلاب المسعورة التي تفتك بحياة الأطفال وكبار السن. وبحسب التقارير السنوية للبرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب فإن الحالات المصابة بهذا المرض في تزايد كبير منذ اندلاع الحرب الحوثية. حيث أدت الحرب إلى توقف الدعم الكبير الذي كان يتحصل عليه البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب. وأدى ذلك لشحة كبيرة في اللقاحات والأمصال، الأمر الذي ضاعف معاناة المصابين بهذه العدوى الخطيرة.

ويواجه البرنامج خطر التوقف والإغلاق بسبب ما يواجه من صعوبات في الجانب المالي وتوفر اللقاحات والأمصال وعدم تجاوب الجهات الصحية المعنية في الحكومة والمنظمات الدولية لدعم البرنامج واستمراره.

الكثير من أسر الأطفال وكبار السن الذين تعرضوا لعضات الكلاب لا يستطيعون شراء الجرعات واللقاحات نتيجة ارتفاع أسعارها، ويجعل المصابين عرضة للموت في حال لم يتم إعطاؤهم الجرعات المحددة.

 وأضاف البكري، إن البرنامج أصبح يعتمد على الجهود الشخصية لتوفير اللقاحات للمواطنين وبالرغم من ذلك لا يستطيع المواطن شراءها نتيجة ارتفاع أسعارها، حيث يصل سعر الإبرة الواحدة 15000 ألف ريال يمني من الصيدليات التجارية.

وقال: الأمصال غير متوفرة لدى البرنامج في المحافظة، برغم هذا الوضع المحزن لن نقوم بإغلاق البرنامج في المحافظة.

من جهة أخرى ناشد أنيس اليوسفي، رئيس مؤسسة الخليج العربي، عضو الاستجابة الطارئة بمحافظة أبين، المنظمات الدولية العاملة والخيرين بضرورة رفد البرنامج باللقاحات والأمصال حتى لا يتوقف ويتم إغلاقه في وجه المصابين. 

وأضاف اليوسفي، إن الأطفال وكبار السن صاروا فريسة سهلة للكلاب الضالة المسعورة.