مدرسة الكبيسة بريف المخا.. أطفال بلا كتاب ومتطوعات يكافحن لاستمرار التعليم

المخا تهامة - Wednesday 25 January 2023 الساعة 09:47 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

تحت سقف من الأخشاب والقش ونصف مبنى، يتلقى ما يقرب من 90 طالباً وطالبة منقسمين على فصلين دراسيين، تعليمهم الابتدائى في قرى نائية بريف مدينة المخا الساحلية، جنوب غرب محافظة تعز.

واستحدث أهالي قرية الكبيسة شرق منطقة النجيبة مبنى، ليكون مدرسة لأطفالهم وأطفال القرى المجاورة، وبهدف إنهاء معاناة الأطفال الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة.

وعلى الرغم أن المبنى غير مؤهل كلياً ليكون مدرسة ومكون فقط من فصلين دراسيين، إلا أنه أسهم بشكل كلي في التخفيف من معاناة الأطفال الصغار الذين يقطون مسافات طويلة في السابق تصل إلى 5 كيلومترات مشيا على الاقدام للوصول إلى مدرسة النجيبة القريبة منهم.

وكل صباح يتجه الأطفال صوب مدرسة الكبيسة الصغيرة، ويستقبلهم العلم الجمهوري المرفوع على سطحها، إعلاناً ببدء يوم دراسي جديد يتلقى فيها الطلاب والطالبات التعليم على يد معلمات متطوعات يأتين مشيا على الأقدام من إحدى القرى المجاورة لقرية الكبيسة.

تقول نادية الجرادي _متطوعة تدرس الفصل الأول في مدرسة الكبيسة- لـ"نيوزيمن": إنها منذ بداية العام الدراسي تطوعت لتعليم الأطفال في هذه القرية بعد أن تعذرت مُدرستهم السابقة عن المجيء لبعد المسافة التي تقطعها للوصول إلى المدرسة.

وتضيف نادية من الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، على اليمن والمدارس خلقت ظروفاً صعبة في هذه المناطق النائية، أدت إلى خلق أطفال محرومين من التعليم في سنوات متأخرة من أعمارهم، ولم تسعف ظروف أسرهم إلحاقهم بالمدرسة البعيدة من قريتهم.

تطوعت نادية وزميلتها لتعليم أطفال هذه القرى، ولم يتلقيا مقابل ذلك أجوراً، إلا الشهر الماضي تطوع فاعل خير لهما بأجور مواصلات، حيث صرف لهما من 60 ألف لكل متطوعة، كما يقول مسؤول المدرسة، حسن بطيلي لـ"نيوزيمن".

وأضاف حسن بطيلي، إن بُعد مسافة المدرسة الهم الأهالي لوضع هذا المبنى، ليتسنى للأطفال التعليم بعد سنوات من عناء المسافة عبر فصلين الأول والثاني، في حين على الطلاب التوجه إلى مدرسة الإشعاع بالنجيبة في الصف الثالث.

ويغيب عن هذه المدرسة الكتاب المدرسي بشكل كلي، ومحرومون من الحصول على اهتمام المنظمات وقرطاسياتها المدرسية أسوة بما وزعتها في قرى مجاورة وفي مدارس المديرية.

ورغم وجود العديد من المنظمات الأممية والدولية العاملة في الساحل الغربي، وجل مشاريعها التعليم ودعم العملية التربوية، إلا أن المناطق الريفية في الساحل لم تكن بحسبانهم. فهناك الكثير من الأطفال في تلك القرى يحتاجون للمساعدة وتوفير المستلزمات الأولية مثل القلم والدفتر لينهوا سواد الجهل والظلمة من عقولهم.