تقرير أمريكي: الحوثيون يريدون "شرعنة سلطتهم الظلامية" باتفاق مع السعودية

السياسية - Wednesday 17 May 2023 الساعة 06:08 pm
ترجمة خاص، نيوزيمن:

يرى موقع "ذا وور اون روكس" الأمريكي، المتخصص بالدراسات العسكرية أن نتيجة المحادثات بين السعودية ومليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- ستكون توطيد القوة السياسية والعسكرية للحوثيين وترسيخ البلد كدولة مجزأة.

وقال الموقع، في تقرير ترجمه "نيوزيمن"، إن مخاطر انزلاق اليمن مرة أخرى إلى العنف ستظل مرتفعة وستظل سياسات البلاد مجزأة في المستقبل المنظور لأن الدوافع الأصلية للحرب لم تحل.

وأوضح أن ما يريده الحوثيون هو الاعتراف الدولي وشرعنة سلطتهم، وإضفاء الطابع المؤسسي على سيطرتهم على صنعاء وشمال غرب اليمن، لافتا إلى أن "أي هدنة لا تمثل بالنسبة لهم (أي الحوثيين) خطوة نحو سلام دائم، بل فرصة لالتقاط أنفاسهم بعد سنوات من القتال وتعزيز المكاسب".

ورجح أن يشن الحوثيون هجمات جديدة في المستقبل غير البعيد للسيطرة على مدينة مأرب ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالنفط والغاز ومدينة تعز المتنازع عليها، وأجزاء من الساحل الغربي.

وقال التقرير: "من المهم أن نفهم ما قد يعنيه إضفاء الطابع الرسمي على سيطرة الحوثيين وتوطيدها في شمال غرب اليمن، وكيف لن يؤدي ذلك إلى صنع سلام مستقر، حيث إن إدارة الحوثيين قمعية وظلامية وفاسدة بعنف، إنها غير متسامحة مع المعارضة، وربما الأهم من ذلك أن الحركة ليس لديها ميل ولا حافز لتقاسم السلطة بصورة أكثر من رمزية".

ويضيف: "لن تكون مقاربتهم لسياسات ما بعد الحرب مقاربة مصالحة، بل هيمنة، كما أنهم لم يظهروا أنفسهم كمديرين أكفاء للاقتصاد الذي مزقته الحرب، هناك على هذا النحو احتمال ضئيل للتحسن على هذه الجبهة".

وذكر أن إيران لا تدعم جهود السلام، بل لشرعنه وترسيخ موطئ قدم لطهران في الطرف الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وهو ما تتفق كل من إيران والحوثيين عليه.

ووصف التقرير الحكومة اليمنية بأنها "ضعيفة وفاسدة ومشتتة"، وقال: "في الواقع السبب الرئيسي لانتصار الحوثيين ليس الدعم الإيراني فحسب، بل ايضا عدم قدرة الحكومة على تشكيل جبهة متماسكة وموحدة مناهضة للحوثيين". 

وأكد عدم وجود طريق قابل للتطبيق لتحقيق سلام مستدام في اليمن في غياب عملية حوار شامل تشمل جميع قطاعات المجتمع وتعيد كتابة العقد الاجتماعي.

وفيما أشار إلى أن المحادثات الحوثية السعودية الجارية قد تؤدي إلى إنشاء فترة انتقالية، تشمل هدنة وإجراءات لبناء الثقة، يليها حوار بين اليمنيين (على الورق) قال الموقع الأمريكي، إن الاتفاق من شأنه إضفاء الطابع المؤسسي على هيمنة الحوثيين على شمال غرب البلاد، وقد تكون هذه نتيجة حتمية لتثبيت حكمهم العنيف وغير المتسامح بشكل متزايد.

ووصف حدوث ذلك بأنه "سيكون مجرد تطور مأساوي آخر للشعب اليمني المنهك بالفعل".

وخلص التقرير إلى أن الحوثيين "يشكلون تهديدا طويل الأمد للملاحة في البحر الأحمر، وستسمح لهم شراكتهم مع إيران بمواصلة الضغط على الرياض، بالإضافة إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيحافظ على ملاذ له في البلاد، ومع ذلك فإن اللغز بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها هو أن لديهم نفوذا محدودا على الكارثة التي تتكشف ابعادها".