قرصنة الحوثي تحرم صيادي الحديدة من الخروج للبحر الأحمر

المخا تهامة - Thursday 28 December 2023 الساعة 09:07 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

بعيداً عما تروج له الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، من إنجازات وانتصارات من عمليات القرصنة التي تمارسها ضد السفن التجارية المارة في البحر الأحمر وباب المندب.. يواجه الكثير من الصيادين من أبناء محافظة الحديدة والساحل الغربي أوضاعاً صعبة عقب امتناعهم من الخروج للبحر ومزاولة مهنة صيد الأسماك.

وتستخدم الميليشيات الحوثية قوارب الصيادين من أجل تنفيذ عمليات الاستهداف والقرصنة التي تشنها منذ أسابيع قبالة سواحل الحديدة. وهو ما دفع بالكثير من الصيادين إلى التخوف من الخروج للبحر والاصطياد خشية تعرضهم للاستهداف مع السفن الحربية التي جرى استقدامها ونشرها من بعض الدول الكبرى تحت مبرر تأمين مرور السفن من باب المندب والبحر الأحمر.

ويعتمد آلاف الصيادين من أبناء الحديدة على صيد الأسماك كمصدر دخل رئيسي لحياتهم. ومع تصاعد الهجمات الحوثية وإعلان الولايات المتحدة عن تحالف دولي بحري في البحر الأحمر، أصبحت هذه الشريحة الأكثر تضرراً من هذه الأعمال والتحركات والتي عكست بظلالها على حياة الصيادين وأسرهم التي تعتمد على الأسماك كمصدر غذاء ودخل لحياتهم اليومية.

ويؤكد عدد من الصيادين في الحديدة لـ"نيوزيمن" أن الهجمات الحوثية واستخدامهم قوارب صيد الاسماك لتنفيذها، خلق كثيرا من المخاوف لديهم وقلل بشكل كبير جدا رحلة الاصطياد. حيث باتت جميع قوارب الصيادين محل اشتباه واستهداف مباشر من القوات الدولية التي تنتشر قبالة سواحل الحديدة وباب المندب لتأمين السفن التجارية المارة في هذه المنطقة.

وأضافوا: بسبب الهجمات الحوثية امتنع الكثيرون من الخروج للبحر والاصطياد والبحث عن قوت أسرهم. وهذا الأمر فاقم من معاناة الصياد الذي يعتمد على المهنة للعيش وتوفير الغذاء.

خلال زيارتك إلى مركز الإنزال السمكي في الخوخة- جنوب الحديدة، تشاهد الكثير من الصيادين وهم على قواربهم المتوقفة في رمال الساحل، بعد أن حرمتهم العمليات الإرهابية الحوثية من الخروج للبحر.

يقول أحد صيادي الخوخة: البحر هو مصدر رزقنا الوحيد، ولدينا أطفال واسر تنتظر منا تأمين الغذاء والدواء والاحتياجات الرئيسية"، مضيفا: "نحن نريد البحر لنعيش منه بأمن وسلام، لا نريد فيه قرصنة أو أي مشكلات".

ويقول رئيس جمعية الصيادين في الخوخة فؤاد دوبلة، في تصريح لـ"نيوزيمن": "ما قامت به أمريكا مؤخرا وإعلانها لتحالف واسمته حارس الازدهار، ما هو إلا تحرك لصالح الحوثي ويضر بالصيادين بدرجة رئيسية. وأضاف: "فبدلاً من تشكيل هذا التحالف كان من المفروض دعم المقاومة الوطنية والقوات المشتركة في الساحل الغربي لتحرير محافظة الحديدة وصولاً إلى استعادة صنعاء من أيدي الحوثيين وإنهاء عبثهم الحاصل اليوم". 

ونتيجة للمخاوف، حذر دوبلة من أن المتضرر الوحيد هو الصياد، ونحن كجمعيات وأهالي صيادين نخاف ان يتكرر ما حصل في 2018 م للصيادين فقد راح ضحية ذلك 63 شهيداً و50 جريحاً وأكثر من 40 مفقوداً وجلهم صيادون تم استهدافهم من قبل بوارج مجهولة في البحر الأحمر.

واستغلت ميليشيا الحوثي مؤخراً أحداث فلسطين، وشنت عمليات القرصنة في البحر الأحمر ضد السفن التجارية، مستعطفة اليمنيين والأهالي في مناطق سيطرتها، مدعية أن ما تقوم به من استهداف هو ضد إسرائيل، في مسلسل درامي يكشف الوجه القبيح لميليشيا الحوثي لتنفيذ مخطط لبسط نفوذ إيران للسيطرة على ممر الملاحة الدولية، وفق سياسيين وخبراء عسكريين.

وفي تصريح أدلى به وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي أوضح فيه، أن مليشيا الحوثي المتغطرسة التي تدعي أنها تنصر غزة وأبناء فلسطين تقوم اليوم بجلب تحالف دولي أمريكي في البحر الأحمر. وأضاف: اليمن ليست مسرح عمليات عسكري لكي تقوم مليشيا الإرهاب الحوثي باستهداف اسرائيل كما تدعي، بينما لم تقتل إسرائيليا واحدا.

من جانبه، أشار الناشط المجتمعي حمدي جلعوم، إلى أن ما يقوم به الحوثي من عسكرة في البحر الأحمر سيلقي بآثاره على الصياد خاصة والبلاد بشكل عام، مؤكداً أن هنالك أكثر من 200 ألف صياد في الحديدة سيتضررون جراء ذلك.