سقطرى تعالج تصدعاً بدأ في عمران.. قطر دشنت الحملة الإعلامية فتجاوب معها الاصلاحيون والحوثيون

السياسية - Sunday 06 May 2018 الساعة 07:06 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

بتنسيق أو بدون، تتبدى الأهداف موحدة بين العدوين اللدودين "الإصلاح والحوثي"، ويمكن القول أيضا: "تركيا وإيران".
والعنوان هو إحباط أي جهود إقليمية تسعی لمنع سقوط اليمن بين جماعتي الحوثي والاخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية المتفرخة منها، والتطابق في العداء للتحالف العربي والدول المشاركة فيه، وفي المقدمة السعودية الإمارات ومصر، وتوصيفها لعمليات التحالف في اليمن بالاحتلال ودعوتها لاصطفاف شعبي لمواجهة مايصفونه بـ"العدوان علی اليمن".

وما كان مثار شكوك لدی المتابعين أصبح حقيقة واضحة في التدشين الرسمي للتحالف الإصلاحي - الحوثي غير المعلن والذي دشنه رسميا رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبدالله اليدومي، ورئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين محمد علي الحوثي، بعد تبادل رسائل للود والسلام عبر حسابيهما في تويتر.

وقد بدأ اليدومي رسائله بتغريدة في حسابه بتويتر في ال٣٠ من أبريل قال فيها: "مـن حق أي طرف تتباين وجهة نظره مع وجهة نظرنا؛ أن نترك له مساحة للتفكير في كيف يتفق معنا..!!".

ولأن الرسالة كانت عامة وغير مفهومة في تفاصيلها تجاهلتها قيادة الحوثي ما دفع اليدومي بعد ثلاثة أيام إلی كتابة منشور مطول في حسابه في الفيس استهله بالتأكيد بان "الحوار لغة الإنسانية، والحاجز لها من الوقوع في براثن الحيوانية، وإذا اختفت هذه اللغة من الحياة الإنسانية تسيَّدت أصوات القطيع !".

وحاول رئيس الاصلاح يشرح أسباب ودوافع رغبة حزبه بإنهاء العداء مع الحوثيين وتدشين عهد جديد من التحالف بقوله: "إن لغة الحوار تفرض على الإنسان التواصل مع أخيه الإنسان، مهما اختلفا في اللون واللسان والمعتقد.. فليس أمامهما الاَّ الجلوس معا للاستماع لصوت العقل والرغبة في صنع حياة آمنة ومستقرة وغير قابلة لمن لايعرف قيمة الحياة ولايفهمها إلاَّ من خلال تلفُّحه بالأنا أو الطوفان".

وأضاف "إن التباين في وجهات النظر أثناء الحوار وما بعد الحوار؛ لا يعني القطيعة أو الانعزال؛ بل لابد من الصبر والاصطبار ومعاودة الالتقاء والبحث عن ما يجمع المتحاورين ولا يدفعهم للانغماس في ما قد يكون سبباً من أسباب التنافر والخصام".
وشدد اليدومي "إن النفس البشرية_ بفطرتها _ تواقة للوئام، ومجبولة على التعايش والسلام.. وان هذا هو الأصل في النفس البشرية.. فأشواقها مع الحرية والعزة والكرامة.. هذه طبيعتها، وهذا نبعها الصافي الرقراق".

واختتم اليدومي رسائله بالقول: "قد نجد في حياة البشرية غير هذا في بعض الأحيان وعند تقلبات الأيام والأحوال، وهذا أمر طبيعي ولا يدعو للتخوف ولا الاستغراب، فبعض النفوس قد تتزيَّن التحرر من خارجها وهي في جوهر حقيقتها مُستعبدة من داخلها، وتكاد تختنق وهي تغوص في وحل العبودية لأصنام هواها وأطماعها غير المشروعة".

محمد علي الحوثي وفي حسابه بتوتر قال "إن عودة العقل والحديث عن السلام من البعض صحوة في الاتجاه الصحيح وعليهم التفكير بجد في العودة الصادقة لبلدهم والتكفير عن مراهنتهم على من يعتبرهم ارهابيين ويستغلهم لسفك الدم اليمني".

وبذلك حمل الرد الحوثي ترحيبا برسائل اليدومي نحو انهاء العداء وتدشين عهد جديد من التحالف. ولم يقتصر رد الحوثي علی الترحيب فحسب بل وجه دعوه لليدومي ومن خلاله لكل الاصلاحيين للعودة إلی وطنهم والتكفير عن مراهنتهم على الاستمرار في احضان التحالف السعودي الذي يعتير الاخوان المسلمين ارهابيين ويستغل الاصلاحيين لسفك الدم اليمني.

وقد دشن اعداء الأمس وحلفاء اليوم تحالفهما الجديد بالحملة الإعلامية الضخمة التي تبنتها قطر خلال الثلاثة الايام الماضية ضد التحالف العربي في اليمن واستغلوا وصول عشرات الجنود الإماراتيين إلی جزيرة سقطری ضمن تواجد مئات منهم في مختلف المناطق المحررة في اليمن ليكون نقطة الانطلاق لهذا التحالف الاصلاحي الحوثي بدعم واسناد امبراطورية قطر وايران الاعلامية والناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعية.

وقد تطابقت تغريدات ومنشورات الناشطين الإصلاحيين والحوثيين الذين ساهموا بفاعلية في هذه الحملة الاعلامية واطلقوا هشتاقات شارك فيها الجيش الإليكتروني للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين المدعوم من قطر والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

وكرس الاصلاحيون والحوثيون منشوراتهم لما اسموه "الدفاع عن السيادة اليمنية" ورفض احتلال التحالف العربي والاماراتي علی وجه الخصوص للأراضي اليمنية.
وكان هذا التطابق في المواقف لافتا للناشطين السياسين والمتابعين.. وفي هذا الصدد يقول الناشط السياسي فتحي الباشا "التناغم ال (اخواني، حوثي) في حملة سقطرى يمنية يعكس ان التنظيمين اللذين زجا باليمن في حرب طاحنة منذ ثلاثة اعوام يصطفان اليوم في جبهة واحدة اعلاميا وسياسيا". ويضيف: "ولولا الحياء والخجل لرأينا عناصرهم في صنعاء تتظاهر كتفا بكتف منددة بما يقولون انه احتلال اماراتي لسقطرى".
واعتبر الباشا ان هذا التناغم يأتي بعد عبارات الغزل والتحرش السياسي بين اليدومي ومحمد علي الحوثي منذ ايام. 
واستطرد قائلا: "كل هذه الدماء التي سفكت وكل هذا الدمار الذي حل باليمن.. كان مجرد تبعات لتباين (ايراني، قطري) حول ادارة الملف اليمني ومجمل ازمات المنطقة". وأردف قائلا: "أما اليوم وقد عاد هذا التنسيق بين الدولتين لسابق عهده.. فإن مواقف التنظيمين تعود للانتظام وادواتهم للتغريد في ذات السرب".

اما الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي فيقول "بصرف النظر عن سبب ما جرى في سقطرى، فهو يدل على عمق الأزمة التي تتفاقم بين الطرفين، «الشرعية» و«التحالف»، ويندرج ضمن حالة فقدان عامل الثقة بينهما على خليفة الخصومة المستعرة بين «إخوان» اليمن والإمارات، كرجع صوت للأزمة الخليجية المعقدة منذ أكثر من عام بين قطر، من جهة، ودول المقاطعة الأربع، السعودية والإمارات ومصر والبحرين".

ومضی قائلا: "فـ«حزب الإصلاح» يتسلح بخلافه بوجه الإمارات بسلاح السيادة اليمنية، والإمارات تشهر بوجه «الإصلاح» سلاح «عاصفة الحزم»، وتلوح بوجهه بورقة «التحالف العربي» كممثل للإرادة الدولية كدولة أساسية". وأردف: "والحقيقة ليست السيادة الوطنية هي التي تحرك «حزب الإصلاح» وتثير لديه الغيرة والحمية". مضيفا في هذا الصدد أنه "من الصعوبة بمكان على أي إنسان بسيط، فضلاً عن متابع ومراقب سياسي، أن يصدّق منطق «حزب الإصلاح» بأن خلافه المحتدم مع أبوظبي سببه غيرته على انتهاك سيادة أرض اليمن وشعوره فجأة بالوطنية. وهو الحزب الذي استجدى الأمم المتحدة لتطبيق البند السابع على بلاده، وهو من رحب، بل ودعا إلى التدخل الإقليمي والدولي عسكرياً باليمن من أجل استعادة سلطته في صنعاء من «الحوثيين» وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح".

واستطرد السقلدي قائلاً: "وبالتالي، لا يمكن فهم خلاف «الإصلاح» مع الإمارات، وحتى مع «المجلس الانتقالي الجنوبي» وقوات «المؤتمر الشعبي العام» التي تعيد الإمارات تجميعها في الساحل الغربي، إلا أنه خلاف حول السيطرة على مقاليد الأمور والاستحواذ على المناطق التي تم طرد قوات «الحوثيين» و«المؤتمر» منها". وتابع "يضاف إلى هذا السبب تلك الخصومة الفكرية التي تميز صراع «الإصلاح»، الذراع الإخواني في اليمن، مع الإمارات على وقع الأزمة الخليجية الحالية".

ولم تستطع قطر أن تخفي دورها في تبني هذه الحملة سواء عبر تكريس قناة الجزيرة كبوق للتحريض ضد التحالف العربي او عبر مشاركة مسؤوليها في تلك الحملة وفي مقدمتهم رئيس تحرير صحيفة العرب والمستشار المقرب من أمير قطر عبدالله بن حمد العذبة وصف ما جری في سقطری بانه احتلال.

وقال العذبة في تغريدة له بحسابه حسمت إمارة أبوظبي المارقة الأمر، وقررت احتلال سقطرى ردا على زعمها بأن إيران تحتل 3 من جزرها؟".

وطرح في تغريدة اخری سؤالا بسخرية قائلاً: "هل علاقة #إمارة_أبوظبي مع جزيرة سقطرى أقوى من علاقة الإمارة مع جزيرة أبو موسى وطنب الكبرى وشقيقتها الصغرى؟
ما رأي الشعب في اليمن؟.. أمر عجيب جدا يا إخوان".

الكاتب السياسي السعودي هاني مسهور قال من جانبه "التهييج الاعلامي من قطر واعلام إخوان اليمن فيما يخص سقطرى يجب أن يخضع من قبل التحالف العربي لتدقيق ومراقبة ومحاسبة فالتجاوزات وصلت لحدود لم يعد في الصالح العام السكوت عليها".

اقرأ ايضا:

أزمة سقطرى.. قتال حوثي في خندق الإصلاح لإخفاء الارتباك من انتصارات الساحل الغربي