توطين "الإثنا عشرية" في بلاد الأشاعرة.. الحوثي دشن "مسجد الشيعة" و"المدرسة الحسينية" بالحديدة

المخا تهامة - Tuesday 16 July 2019 الساعة 12:19 am
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

توجت مليشيا الحوثي جهودها للتوطين الطائفي وتلغيم المجتمع المسالم والمنسجم والمتصالح مع ذاته وتاريخه وموروثه الروحي والثقافي في تهامة بتدشين جامع ومدرسة شيعية في قلب الإقليم التهامي وبلاد الأشاعرة.

افتتحت المليشيات الحوثية، السبت 13 يوليو/تموز 2019م، جامع الشيعة والمدرسة الحسينية في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة وإقليم تهامة، بعد أشهر من العمل على الإنشاء والبناء وتخصيص جهود وإمكانات مالية كبيرة. وأفاد نيوزيمن مصدر محلي باجتماع كبير لقيادات ومشرفين حوثيين في الفعالية.

وكان نيوزيمن قد أورد في مناسبات عدة حول توجه الحوثيين المتزايد إلى توطين المراكز والمحاضن الطائفية المستوردة والدخلية على المجتمع اليمني عامة وتهامة على وجه الخصوص في مديريات الحديدة الشمالية والشرقية، بالتزامن مع تكثيف التحركات والدورات والمناشط التي تستهدف النساء والرجال على السواء وتستقطب بصورة حثيثة الشباب والطلاب وصغار السن.

المسجد الشيعي والمدرسة الحسينية أقيمتا على أرض مقتطعة في منطقة المعروفية بمديرية الزيدية، شمال شرق الحديدة، وخطط لهما أن تكونا مركزاً إقليمياً للتوسع والاستقطاب تجاه عموم مناطق ومدن الساحل الغربي والإقليم التهامي.

حضر الافتتاح قيادات كبيرة في مليشيا الذراع الإيرانية على مستوى المحافظة، وألقيت كلمات وخطابات حول المدرسة والهدف منها، موجهين الدعوة لأولياء الأمور والأهالي لإرسال أولادهم وإلحاقهم بالمدرسة.

الزيدية - خلفية 

وتتبع منطقة المعروفية عزلة القباعية، جنوب مدينة الزيدية مركز المديرية، وتتخذها المليشيات موقعاً ومركزاً للتموضع والاستقطاب بين عزل المديرية ومنها إلى المديريات المجاورة.

وتتكون مديرية الزيدية، ومركزها الإداري مدينة الزيدية، إلى الشمال الشرقي من مدينة الحديدة (نحو ‏60 كم من الخط الواصل بين الحديدة وحرض‎)، من أربع عُزل تتبعها عشرات القرى والبلدات، وهي: الزيدية، والعطاوية، والحشابرة، والقباعية.

وعدد سكان الزيدية بلغ في إحصاء 2004 أقل قليلاً من مائة ألف نسمة، ويكون العدد قد تضاعف من مرتين إلى ثلاث مرات خلال السنوات اللاحقة.

وتقع الزيدية على طريق الخط الدولي الحديدة - جيزان مما زاد من أهميتها وازدهار الحركة التجارية والعمرانية في المديرية التي يشتغل سكانها بالزراعة والرعي وإنتاج العسل. وتتصل عبر المنيرة غرباً بميناء وساحل الصليف على البحر الأحمر المواجه لجزيرة كمران الشهيرة.

وسلط الحوثيون اهتمامهم وتركيزهم على الزيدية لجملة من الأسباب والاعتبارات سالفة الذكر وغيرها سيما في الجانب الديني والتحشيد والتعبئة الموازية. وفي شهر مارس الماضي نظمت المليشيات الحوثية ما أسمته لقاء علمائيا في الزيدية حشدت له عدداً كبيراً من الحضور والمشاركين من مناطق الحديدة وخارجها وغلب عليه الطابع والشأن السياسي والطائفي.

واختارت المليشيا الحوثية مراراً مدينة ومديرية الزيدية لتنظيم وقفات واحتشادات مسلحة على مدى الأشهر الماضية وخصوصاً مع انطلاق عمليات تحرير الساحل الغربي والحديدة.

والزيدية، في الروايات التاريخية، حاضرة تهامية عامرة في وادي سردُد، قبائلها عكية، سميت بالزيدية نسبة إلى (زيد بن ذؤال بن عك بن عدنان) أول من سكنها، ويعود تاريخ نشأتها إلى (القرن السابع الهجري).