قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (9)

المخا تهامة - Monday 19 August 2019 الساعة 09:19 pm
نيوزيمن، كتب/ أ.د عبدالودود مقشر

الاتجاهات العامة لاكتشاف القهوة

أبوبكر بن عبدالله العيدروس أم عبدالله بن صلاح الجبرتي؟

أبوبكر بن عبدالله العيدروس

انفرد المؤرخ الشامي نجم الدين محمد بن محمد الغزي المتوفي سنة 1061هـ / 1651م في كتابه (الكواكب السائرة بأعيان المائة التاسعة) بنسبة اكتشاف القهوة إلى الشيخ أبوبكر بن عبدالله العيدروس وأيدّه ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب)، والعيدروس هو فخر الدين أبو بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن باعلوي المعروف بالعيدروس وينسب بالشاذلي نسبة للطريقة الشاذلية (851 – 914 هـ / 1447 - 1509م) عالم وصوفي يمني كبير، ولد بتريم في حضرموت ودفن بعدن، عاش في عدن وموزع والمخا وزيلع، له مجموعة مصنفات أشهرها الجزء اللطيف في التحكيم الشريف في ذكر مشائخه وديوان وغيرهما، اختص المؤرخ الصوفي محمد بن عمر بحرق بوضع سيرته في كتاب سماه (مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس) مخطوط لدى الكاتب.

فقال الغزي وابن العماد عن العيدروس إنه: "هو مبتكر القهوة المتخذة من البن من اليمن، وكان أصل اتخاذه لها أنه مرّ في سياحته بشجر البن على عادة الصالحين، فاقتات من ثمره حين رآه متروكاً مع كثرته، فوجد فيه تجفيفاً للدماغ، واجتلاباً للسهر، وتنشيطاً للعبادة، فاتخذه قوتاً وطعاماً وشراباً، وأرشد أتباعه إلى ذلك، ثم انتشرت في اليمن، ثم إلى بلاد الحجاز، ثم إلى الشام ومصر، ثم سائر البلاد".

رغم أن المصادر تتحدث عن شغف الشيخ أبو بكر بن عبد الله العيدروس بالقهوة وحبه لها وتعاطيها مع مريديه، وهو أيضاً أحد مريدي الشاذلية بل شيخ من شيوخها، وهو القائم على زاوية الشيخ علي بن عمر الشاذلي بالمخا التي استوطنها كما ذكر مؤلف مجهول لمخطوط (هذه فوايد عظيمة في خواص القات والبن) مخطوط بدار المخطوطات في صنعاء، فإذن كانت القهوة موجودة أصلاً وكانت مستخدمة في زوايا الصوفية الشاذلية في تريم وعدن والمخا وموزع.

عبدالله بن صلاح الجبرتي

ورد ذكر الشيخ عبدالله بن صلاح الجبرتي كرجل صوفي صالح من الحبشة في مخطوطة طبية في مكتبة بزبيد، وتحدثت المخطوطة العتيقة عن كيفية نقل شجرة البن من الغرب الإفريقي إلى شرق إفريقيا، فقال صاحب المخطوطة ما يلي: "إنه كان رجلاً في بلاد الحبشة من أرباب القلوب اسمه عبدالله بن صلاح، وكان يعرض لأطفال تلك البلاد المرض المسمى بأُم الصبيان، فأمر الرجل واحداً من أهل تلك البلاد بأن يأتي من بلاد التكرور [بلاد التكرور شمال غرب إفريقيا حالياً] بهذه الشجرة، ونعتها له، فجاء بها، وزرعت ونبتت، فبمجرد نبتها ارتفعت عن صبيانهم تلك العلة؛ فبهذا بوركت واشتهرت، ونقلت من هناك إلى اليمن".

أشار أيضاً إلى ذلك الجزيري بقوله: "لأن ظهور القهوة في بر ابن سعد والحبشة والجبرت وغيره من بر العجم لا يعلم متى كان ولا علمنا سببه".

وقول العلامة علوي بن أحمد السقاف (رسالة في قمع الشهوة عن تناول التنباك والكفتة والقات والقهوة): "وفي الإيعاب شرح العباب للعلامة ابن حجر، رحمه الله، ما نصه: حدث قبيل هذا القرن العاشر شراب يتخذ من قشر البن نبت يجلب من نواحي زيلع يسمى ذلك الشراب بالقهوة".

فظهور شجرة البن في شرق إفريقيا مجهول الزمن تماماً لكن القهوة معلوم زمن اكتشافها وهو ما سنطرقه في الحلقة القادمة مع ذكر مكتشفها.

لمتابعة الحلقات السابقة :

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (1)

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (2)

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (3)

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (4)

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (5)

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (6)

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (7)

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (8)