مروان نبيل

مروان نبيل

تابعنى على

ازدواجية الوعي الديني وصناعة الوهم الأخلاقي

منذ ساعة و 23 دقيقة

طالما أن الأمر أخذ أكبر من حجمه، وبشكل موجّه ليس فقط ضد عهد ياسين، ولكن أيضاً ضد قناة الجمهورية والقيادات في المخا، يتساءل المرء في لحظة تأمل عن هذا الشعب الذي أشغلته المرأة وجسدها، وكرّس اهتمامه لتغطيته فقط، مجسداً المثل المصري: "اسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب".

ويقف العقل حائراً ومتسائلاً:

لماذا لا يتحول هؤلاء إلى "جنود الدين" إلا عندما يتعلق الأمر بخصلة شعر لفتاة؟

أليس منع القتل والنهب من الدين؟

أليس وقف السرقة من الدين؟

أليس رد المظالم، ومنع الظلم، ومحاربة الفساد من الدين؟

أليس صون كرامة الإنسان قبل مظهره من الدين؟

أليس ستر الناس، لا فضحهم، من الدين؟

لكنهم لا يرون كل هذا. لا يرون الفاسد الذي ينهب الملايين والأراضي على مدّ البصر في عدن وتعز وغيرها، ولا يرون الظالم الذي يسجن الناس ظلماً، ولا يرون القاتل، ولا يرون الجائع الذي ينتظر راتبه منذ أشهر. ولا ينتفضون دفاعاً عن بلد بات مستباحاً من الجميع.

كل شجاعتهم، كل غيرتهم، كل "دفاعهم عن الله" لا يستيقظ إلا أمام فتاة غير محجبة، وتعيش في بلد غير بلدهم حتى.

دينهم يبدأ من طرف ثوب امرأة وينتهي عند طرفه الآخر.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك