أبوبكر محمد

أبوبكر محمد

‏رسائل خطاب العميد طارق صالح: معركتنا.. وشأننا

Saturday 14 July 2018 الساعة 04:56 pm

‏في ثاني ظهور له وسط رجال المقاومة الوطنية وقوات حراس الجمهورية، استقطب العميد طارق محمد عبدالله صالح، اهتماماً كبيراً في الداخل اليمني وعلى مستوى المهتمين، والسؤال لماذا كل هذا الحضور في الدقائق المعدودة، وحتى بالنسبة لأولئك الذين لا يتجرأون على إبداء مواقف حاسمة؟

‏في نظري، أن العميد طارق، وكما هي العادة، كان الحلقة الأهم بعد أحداث ديسمبر الماضي، والتي عجز الحوثيون من الوصول إليها يوم قاموا بالسطو على ما تبقى من خيوط للسياسة في صنعاء، ودمروا وأحرقوا ونهبوا وقتلوا رموز الحزب الأكبر في اليمن، بل على مستوى اليمن، كما هو الحال مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، والأمين العام عارف الزوكا.

‏وعلى اختلاف الدوافع والمواقف التي سلطت الضوء على حضور العميد طارق صالح، من أنصاره، ومن المتأثرين بالتحريض الحزبي والإعلامي وخصوم كل ما له علاقة بالنظام السابق، وممن ساقوا العديد من الرهانات على موقف طارق والتشكيك بكل ما يصدر عنه، وفي مقدمة ذلك تصويره كخصم للشرعية أو لأطراف فيها، ومحاولة إثارة بلابل ومعارك جانبية، بعيداً عن المعركة المركزية مع الحوثية التي صادرت دولة اليمنيين واستقرارهم وحياتهم وأدخلتهم في جحيم حرب حولتهم لاجئين ومستحقي مساعدات وقتلى وسجناء.

‏في المرحلة الأولى فشلت الرهانات الحوثية على القضاء على المؤتمر، وفي المرحلة الثانية فشلت رهانات من حاولوا أن يصنعوا من طارق خصماً للأطراف اليمنية المصطفة ضد الحوثيين في إطار الشرعية، وفشلوا في الرهان على الدور العسكري الذي باشر بقيادته بالمشاركة في معارك الساحل الغربي لتحرير الحديدة، وفي كل مرة تفشل الرهانات يبحثون عن زوايا جديدة للاصطياد فيها، دون أن يكون لذلك أي دوافع سوى المواقف الشخصية والتأثر بمعارك المراحل الماضية.

‏وقد جاء خطاب العميد طارق صالح الأخير والذي سبقه، محملاً برسائل واضحة عززت ثقة الكثير ممن لا همّ لهم إلا تحرير الوطن ليكون لجميع أبنائه، والرسائل محورها أنه إذا كان لليمنيين من معركة حالياً، فإن معركتهم مع "الكهنوت" الذي يختطف الدولة، وإننا جزء من قطاع عريض من اليمنيين يقاوم في الحديدة وتعز وحجة وصعدة ومأرب ونهم والجوف والبيضاء، ولا مكان لأي محاولات اصطياد أو تصنيف أو خلافات جانبية تعيق معركة تحرير اليمن، وهي النقطة التي توقف عندها الخطاب، أكثر من مرة.

‏ليس لدى طارق صالح معركة ضد الشرعية أو ضد الإصلاح أو ضد أي طرف في الجنوب والشمال، معركة اليمنيين بمختلف فئاتهم، هي مع الحوثية التي قامت بالسطو على الدولة وجعلت البلد جحيماً بالحرب، وقتلت وهجّرت وسجنت، والذين يريدون استجرار خلافات الانتخابات في 2006، أو أحداث 2011، فهم يعيشون خارج الزمن، إن لم يتجاوزوا الماضي، فإن الواقع كفيل بتجاوز أي تأثير تحدثه معاركهم.

‏كما أنه لا يستطيع أحد أن يتجاوز الحقيقة المصيرية لليمن بعلاقاته مع جيرانه وأشقائه في الخليج، وفي المقدمة منهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والجميع الآن في معركة واحدة، فاليمنيون لا يريدون سوى الخير لجيرانهم والعكس، وكل من يفكر بالماضي أو بخلافات مرحلة سابقة، يظل سيجناً لنفسه أو لما يسمعه من حوله.

‏وليس جديداً التذكير بألا فعالية لأي إثارة لمخاوف مزعومة بالعودة إلى السلطة، فالحديث عن دولة كان على رأسها علي عبدالله صالح، لم يعد ممكناً إعادته ولا شمال سيحكم الجنوب أو جنوب سيحكم الشمال، ولا طرف أو حزب سيلغي الآخر، أو منطقة يمنية ستتصدر في الأخرى، ورسائل خطابي العميد طارق واضحة بأن هذه معركتنا واحدة وتضحياتنا واحدة من الساحل الغربي إلى صعدة والجوف ومأرب ونهم، ونحن وأشقاؤنا في معركة واحدة لاستعادة بلادنا.