عبدالستار سيف الشميري

عبدالستار سيف الشميري

تابعنى على

الصراع مع الإخوان والحوثي ليس سياسياً

Tuesday 07 July 2020 الساعة 07:21 pm

بات واضحاً وجلياً أن صراع اليمنيين مع جماعة الإخوان والحوثي ليس صراعاً سياسياً. إنه صراع وجود من أجل الحياة والبقاء والتاريخ اليمني العريق ومستقبل الأجيال القادمة وضد المشاريع الاستعمارية الإيرانية والتركية وحلمها القديم/ الجديد أن تكون اليمن ورماً سرطانياً في خاصرة الخليج والعروبة.

وعلى هذا الأساس ينبغي صياغة كل مفردات التوعية الإعلامية والثقافية والتعبئة العامة واستنهاض التحالف العربي باعتباره محور الممانعة ضد محور الشر الثلاثي التركي الإيراني القطري.

الأحداث الأخيرة في الحجرية كشفت مسار الأهداف الرئيسة للإخوان في غزوها الحجرية، وتتلخص في ثلاثة أهداف رئيسية: أولها، الاستيلاء على اللواء 35، كي تصل مدها مع اللواء الرابع المتموضع على أطراف الحجرية ولحج، فالحجرية هي ريف عدن ومنها يمكن تطويقه.

وهذا هو الهدف الثاني، تطويق عدن من ناحية الحجرية لحج، تحسبا لأي اشتباك قادم مع الجنوب.

والهدف الثالث، الاشتباك مع القوات المرابطة في المخا والساحل عموما كي يكون للأتراك وجود في باب المندب للضغط على مصر من خلال باب المندب.

وكما هو معلوم أن أي شلل لمضيق باب المندب يصيب قناة السويس بالضرر الكبير.

عين تركيا على هذا المنفذ الهام كي تقايض به مصر خاصة بعد الضربات التي تلقتها في ليبيا وأسفرت عن مقتل قادة أتراك وإصابة أركان حربها، وتدمير منظومتها الجوية "هوك" التي زرعتها في الأراضي الليبية وتم تدميرها بواسطة طائرات حربية مجهولة، بحسب المصادر المتعددة.

الأمن القومي العربي في خطر، وقد يرى البعض أن تحركات الإخوان ليست بتلك الخطورة، والحقيقة أنها خطيرة جدا، ولن يدرك أثرها الا بعد أن يقع الفاس في الرأس.

ورغم أن الإخوان قد طردوا من الحجرية إلا أنهم متواجدون بطرق مختلفة أولها خلايا مليشاوية متعددة في القرى والجبال، وثانيها تواجدهم في اللواء الخامس والثلاثين واختراقه على مستوى القيادات والافراد، كما أن حملتهم الأخيرة للتربة مكنتهم من إدخال أسلحة كثيرة تم تخزينها لدى خلاياهم وأعقب ذلك وصول أفراد بزي مدني للتربة كي يتم توزيع السلاح لهم في لحظة ما، بمعنى آخر هناك أفراد، وهناك سلاح، وهناك خطة، وهناك اختراق للواء، وإذا حانت لحظة الصفر فإنهم سيقوضون استقرار الحجرية ويدخلونها في صراع، وسوف يكون اللواء الرابع سندهم في ذلك.

موقع الحجرية الاستراتيجي مضاف له موقع المخا وباب المندب يشكل هاجسا تركيا قطريا لن يتركوه بهذه السهولة، كما يتصور البعض. إنها معركتهم المؤجلة، ومن خلالها سيضربون عصفورين بحجر الجنوب والتحالف ومصالح مصر الشقيقة.

صحيح أن الحجرية خرجت من الكارثة الإخوانية في الأيام الماضية، ولكنه خروج مؤقت.. والتربة تَحْدِيدًا خرجت من الفتنة، ولديها تجربة.

ولذا على أبنائها مراكمة التجربة ومتابعة السلاح الذي خزن وخلايا الإصلاح، مع تكثيف التواصل المجتمعي والاستعداد للقادم، فالموجات الإخوانية القادمة، لن تكون بعيدة.

وعلى المتذبذبين من الأحزاب السياسية حسم موقفهم تجاه الجماعة اليوم قبل الغد، ومكاشفة النفس والوفاء لجهود الشهيد الحمادي ومشروعه والدولة المدنية والادراك التام أن دورهم سيأتي إن سيطرت الجماعة على الساحل والحجرية، وأن الصراع السياسي لا يجدي مع الإخوان مثله مثل الحوثي تماما.

وهذا يتطلب مزيداً من التلاحم بين المؤتمر الشعبي والناصري والاشتراكي، وضم القوى المجتمعية إليهم والجيش الوطني والأمن في مناطق الحجرية عموماً، لإحباط الموجة الثانية التي لن يطول أمدها، فالقوم مستعجلون لإثبات أنهم لا يزالون على قيد الأرض.

ولتحقيق هدف ما، يسترضون به الأسياد والضغط والدعم التركي لهذا الأمر متواصل، ويعد مصيرياً وهدفاً استراتيجياً.