اشتباكات قبلية تجبر 80 أسرة على الفرار من مخيم النزوح في مأرب
الجبهات - منذ ساعة و 51 دقيقة
اضطرت نحو 80 أسرة نازحة إلى إخلاء مخيمها القائم منذ أكثر من خمس سنوات في محافظة مأرب، جراء مواجهات بين مسلحين قبليين، في مأساة تعيد إلى الأذهان قسوة النزوح الأول بسبب ميليشيا الحوثي الإيرانية وتكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة الحماية للمدنيين.
وقالت منظمة حماية للحقوق والحريات (HOCO) إن الأسر غادروا المخيم الواقعة في منطقة آل حرمل الشرقي بمديرية الوادي شرق مأرب. وأشارت إلى أن الاشتباكات بين مسلحين قبليين بسبب قضايا ثأر هي السبب المباشر وراء هجرتهم الثانية، مؤكدين أن حياتهم باتت مهددة وسط غياب تام لأي إجراءات حماية أو تدخل استباقي من السلطات المختصة.
وأوضحت المنظمة أن النازحين الذين كانوا يعتمدون على المخيم كمأوى وحيد منذ سنوات وجدوا أنفسهم بلا بدائل أو حماية، في وقت يشهد فيه إقليم مأرب موجة نزوح متواصلة نتيجة الحرب، ما يجعل الأوضاع الإنسانية أكثر تعقيدًا. ووصفت الحالة الإنسانية في مخيمات الوادي بأنها "غاية في الصعوبة"، حيث يواجه السكان أوضاعًا مأساوية بسبب الصدامات القبلية وغياب الاستجابة الإنسانية الطارئة.
وأشارت المنظمة في بلاغ لاحقًأ على صفحته "فيسبوك": هناك عودة تدريجية لعدد من الأسر إلى المخيم بحسب ما أفاد به مصدر بالوحدة التنفيذية لادارة مخيمات النازحين - مأرب. وأن العودة جاءت عقب توقف الاشتباكات بين مسلحين قبليين بجهود وساطة خلال الساعات الماضية.
وذكر المصدر في الوحدة التنفيذية أن المخيم يضم عدد قليل من الأسر فقط و جميع افرادها بخير وسلام، وأن جهودا بذلتها الوحدة التنفيذية بالتنسيق مع السلطات المحلية في مديرية الوادي والمجتمع المضيف في ضمان عودتهم وأمنهم.
وأشارت مصادر حقوقية في مأرب إلى أن اشتباكات مسلحة وقعت الشهر الماضي في مناطق أخرى من مديرية الوادي تسببت أيضًا في تهجير نازحين من مخيمات مختلفة، لكن دون أن تقدم الوحدة أي بيانات أو تحرك ملموس، ما يزيد من هشاشة النازحين ويعرض حياتهم لمزيد من المخاطر.
تصاعدت الدعوات الحقوقية الموجهة إلى المنظمات الدولية الفاعلة، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) و منظمة الهجرة الدولية (IOM) و مكتب الأمم المتحدة في اليمن (UN Yemen)، للتدخل العاجل وتوفير الحماية والإيواء البديل للأسر النازحة. واعتبرت منظمة حماية أن "الصمت على ما يجري مشاركة في جريمة جلب المعاناة على النازحين العزّل".
ويأتي هذا التطور ليضيف طبقة جديدة من المعاناة على ملف النزوح في مأرب، التي تستضيف مئات آلاف النازحين الهاربين من جبهات القتال في مناطق مختلفة من اليمن. إذ لا تقتصر معاناتهم على شح المساعدات الإنسانية وتدهور الخدمات، بل باتوا يواجهون خطر التهجير القسري من مخيماتهم نفسها نتيجة صراعات قبلية خارجة عن سيطرتهم، وهو ما يعكس أزمة إنسانية مركبة تتداخل فيها تداعيات الحرب مع غياب سلطة القانون وانعدام الحماية.