مأرب.. سيول الأمطار تحوّل الألغام الحوثية إلى تهديد مباشر لحياة السكان
الجبهات - منذ ساعتان و 58 دقيقة
تحولت مناطق واسعة في مديرية حريب بمحافظة مأرب إلى حقول موت مفتوحة، بعد أن جرفت سيول الأمطار الغزيرة خلال الساعات الماضية مئات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي في الجبال والشعاب المحيطة بالمديرية. هذا التحوّل المفاجئ حول المزارع والأودية والطرقات إلى مناطق شديدة الخطورة، تهدد حياة السكان المحليين والرعاة والمزارعين على حد سواء.
وأفادت مصادر محلية بأن السيول حملت الألغام من مواقع تمركز الحوثيين في عقبة ملعاء والمناطق الجبلية المحيطة، ونقلتها لمسافة تقارب ثلاثة كيلومترات إلى وادي ملعاء ومزارع المواطنين، ما صعّب على السكان تمييز مواقعها ورفع مستوى الخطر بشكل كبير. وأضافت المصادر أن انتشار الألغام في الطرقات والأودية يجعل حركة السكان محدودة، ويضاعف من احتمالات وقوع حوادث مميتة، خاصة في ظل غياب فرق نزع الألغام المتخصصة والقادرة على التعامل مع الوضع الطارئ.
وتشكل هذه الألغام جزءًا من استراتيجية الحوثيين في زرع مناطق مأهولة بالسكان وفصل المجتمعات، حيث تشير تقارير أممية إلى أن المليشيا زرعت أكثر من مليوني لغم في مختلف أنحاء اليمن منذ اندلاع الحرب، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال. وتعتبر هذه الألغام من المخاطر المستمرة التي تبقى فاعلة لعشرات السنوات، حتى بعد انتهاء الصراع، ما يجعلها تهديدًا طويل الأمد للحياة اليومية في المناطق المتضررة.
ويؤكد مهندسون وعاملون في فرق انتشال هذه الألغام الخطيرة أن السيول تزيد من خطورة هذه الألغام بشكل كبير، حيث تنقلها إلى مناطق لم تكن ملوثة سابقًا، وتجعل تحديد مواقعها صعبًا للغاية. كما يشيرون إلى أن الألغام المنقولة بالمياه قد تنحشر في الطين أو تتغطى بالأتربة، ما يزيد من صعوبة اكتشافها ويجعلها قاتلة بشكل مفاجئ.
من جانبهم، ناشد السكان المحليون المنظمات الإنسانية والجهات المختصة بسرعة التدخل لإزالة الألغام وتطهير المناطق المتضررة، محذرين من وقوع كارثة إنسانية في حال عدم التعامل الفوري مع هذه المخاطر. وأكدوا أن استمرار هذا الوضع يحرمهم من ممارسة حياتهم اليومية بأمان، ويهدد الزراعة والمراعي، المصدر الأساسي للعيش للكثير من الأسر في مديرية حريب.