ملتقى إعلاميي تهامة.. صوت واحد لمواجهة مشروع الحوثي
المخا تهامة - منذ ساعتان و 10 دقائق
وسط تصاعد التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه محافظة الحديدة بفعل مشروع مليشيا الحوثي الإيراني المدعوم من طهران، برزت أهمية الجبهة الإعلامية الموحدة كأداة استراتيجية محورية لمواجهة الحملات التضليلية التي تمارسها الجماعة، وكشف الانتهاكات الجسيمة والجرائم اليومية التي ترتكب ضد المدنيين في تهامة، والتي تشمل القتل، والاختطاف، والتجنيد القسري، وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية. ويكتسب هذا التوجه أهمية خاصة في ظل محاولات الحوثيين السيطرة على وسائل الإعلام المحلية وتحويلها إلى أدوات دعائية لتبرير أفعالهم وطمس الحقيقة أمام المجتمع الدولي.
انطلقت في مدينة الخوخة أعمال الملتقى الأول لإعلاميي تهامة، تحت شعار: "إعلام موحد.. صوت واحد لمواجهة الحوثي"، ليشكل منصة شاملة لتوحيد الخطاب الإعلامي في مواجهة التحديات الكبيرة التي تفرضها الجماعة، ويتيح المجال للإعلاميين والناشطين التهاميين لتنسيق الجهود، وتبادل الخبرات، واعتماد استراتيجية مشتركة لتعزيز حضور الإعلام التهامي على المستويين المحلي والدولي، بما يسهم في إيصال صورة دقيقة وموثقة للانتهاكات الحوثية ويشكل درعاً لحماية المدنيين وصوتاً مضاداً للتضليل الإعلامي الذي تمارسه الجماعة.
ويأمل القائمون على الملتقى أن يمثل هذا الحدث بداية لمرحلة جديدة من الإعلام التهامي الموحد، يسهم فيها الإعلام الرقمي والميداني في نقل الأحداث بشكل مهني وموثق، بما يعزز القدرة على التأثير في الرأي العام الإقليمي والدولي، ويمثل أداة ضغط ودعم للمواطنين المتضررين من الحرب، ويخلق قاعدة متينة لتوحيد كل الأصوات الإعلامية تحت رؤية واحدة تواكب التطورات الميدانية والسياسية في المحافظة.
مشاركة واسعة وحضور متميز
شهد الملتقى الأول لإعلاميي تهامة مشاركة واسعة ونوعية، ضمت نحو 80 إعلامياً وإعلامية من مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية، بالإضافة إلى ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي الذين لعبوا دوراً مهماً في نقل الأحداث وتوثيق الانتهاكات على الأرض. كما تفاعل مع الملتقى عبر البث الافتراضي تطبيق "زوم" إعلاميون تهاميون مقيمون في دول عربية وأوروبية، ما أتاح مشاركة خبراتهم وتجاربهم في التغطية الإعلامية وإيصال صوت تهامة إلى الجمهور الدولي.
وأكد المشاركون على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي والعمل برؤية موحدة مع كافة شركاء النضال، سواء داخل اليمن أو خارجه، لضمان إيصال صورة دقيقة وشفافة لما يحدث في تهامة، وكشف الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها مليشيا الحوثي الإيرانية بحق المدنيين من قتل وتهجير وتجريف للمدن والقرى، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وشدد الإعلاميون على أهمية التنسيق المستمر بين الإعلام الرقمي والميداني، وتطوير أدوات التوثيق والإعلام الاستقصائي، بهدف تعزيز التأثير على الرأي العام المحلي والدولي، وخلق منصة إعلامية قوية تكون بمثابة مرآة تعكس معاناة أهالي تهامة وتفضح سياسات الجماعة الانتهاكية، بما يسهم في دعم صمود المواطنين وتثبيت حقوقهم الأساسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية.
أهداف الملتقى ورؤية الإعلام الموحد
أكدت أوراق العمل والجلسات النقاشية في الملتقى الأول لإعلاميي تهامة على أهمية اعتماد رؤية إعلامية مشتركة ومتسقة، تتمحور حول توثيق الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين بشكل رقمي دقيق، وتحليل الأحداث والتطورات المحلية والإقليمية والدولية بأسلوب احترافي يعتمد المعايير الصحفية المعتمدة دولياً. وأوضح المشاركون أن الهدف الرئيس من هذه الرؤية هو تحويل الإعلام التهامي إلى منصة مؤثرة وفعّالة في مواجهة الحملات التضليلية التي تنفذها مليشيا الحوثي الإيرانية، وضمان إيصال صوت أهالي تهامة إلى الرأي العام المحلي والدولي بشكل مباشر وموثوق.
وشدد الإعلاميون على ضرورة الاستفادة من التجارب الإعلامية العالمية في مجال الإعلام الرقمي، بما يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث المباشر، والتصوير الاستقصائي، وصياغة محتوى إعلامي متكامل ومتسق يعكس تطورات الأحداث بطريقة شفافة، ويعزز من مصداقية الرسائل الإعلامية التهامية. كما تم التأكيد على أهمية التنسيق بين الإعلام الميداني والرقمي لضمان تغطية شاملة، تشمل توثيق الانتهاكات، فضلاً عن تحليل السياسات والممارسات الحوثية، وتسليط الضوء على جهود صمود المجتمع المدني في مواجهة الانتهاكات.
وأكد المشاركون أن الإعلام الموحد ينبغي أن يكون أداة استراتيجية تسهم في تعزيز الوعي العام، وكشف التضليل، وإيصال معاناة المدنيين للجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بما يخلق ضغطاً دبلوماسياً وأخلاقياً على الجماعة الحوثية، ويساعد في دعم صمود السكان وتثبيت حقوقهم الأساسية في تهامة.
دور الإعلام في مواجهة المشروع الحوثي
يُعد الملتقى الأول لإعلاميي تهامة محطة مفصلية في تعزيز الجبهة الإعلامية الموحدة ضد مشروع مليشيا الحوثي الإيراني، خصوصاً في ظل تصاعد محاولات الجماعة للتضليل الإعلامي وتشويه الحقائق على المستويين المحلي والدولي. فالإعلام، كما شدد المشاركون، لم يعد مجرد أداة لنقل الأخبار، بل أصبح سلاحاً استراتيجياً لا يقل أهمية عن ميادين المواجهة الأخرى، لما له من قدرة على تشكيل الرأي العام والتأثير في المواقف الدولية.
ويأتي انعقاد الملتقى في وقتٍ تسعى فيه مليشيا الحوثي إلى فرض روايتها الأحادية عبر نشر معلومات مضللة وإخفاء جرائمها بحق المدنيين، من استهداف ممنهج للبنية التحتية، إلى تهجير الأسر، وزراعة الألغام، وتقييد الحريات. أمام هذه التحديات، أكد الإعلاميون التهاميون أن من واجبهم المهني والوطني التصدي لهذه الدعاية المضللة من خلال تقديم محتوى احترافي وموثق يضع الحقائق أمام الرأي العام ويُفشل محاولات الحوثي لتزييف الواقع.
كما ناقش المشاركون أهمية التحول من رد الفعل الإعلامي إلى المبادرة في صناعة الرسائل والخطاب الإعلامي الموحد، بما يعزز من حضور القضية التهامية في وسائل الإعلام العربية والدولية. وتم التأكيد على أن الإعلام الموحد ينبغي أن يعمل على فضح الانتهاكات بصورة يومية، وتوثيقها بالصور والفيديوهات والشهادات الحية، بما يحوّل الإعلام التهامي إلى جبهة متقدمة للدفاع عن المدنيين، وحشد التضامن الحقوقي والسياسي لقضيتهم.
ويعكس هذا التجمع أيضاً إدراك الإعلاميين التهاميين أن مواجهة المشروع الحوثي لا تقتصر على البعد العسكري فقط، بل تشمل مواجهة فكرية وإعلامية تسعى إلى فضح الطابع الطائفي للمليشيا، وكشف ارتباطها بالمشروع الإيراني العابر للحدود، وتوضيح أثره الكارثي على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في اليمن.
واختتم الملتقى أعماله بتوصيات أبرزها ضرورة الاستمرار في عقد اللقاءات الدورية لإعلاميي تهامة، وتوحيد الجهود الإعلامية بين الداخل والخارج، وإنشاء منصة إعلامية مشتركة لمتابعة الانتهاكات الحوثية، فضلاً عن تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لرفع وعي المجتمع الدولي بالوضع في الحديدة.