رحلة موت للبحث عن الماء.. تصاعد وفيات الغرق في الآبار والحواجز المائية في اليمن

متفرقات - منذ ساعتان و 24 دقيقة
مأرب، نيوزيمن:

في بلدٍ أنهكته الحرب والجفاف، صار البحث عن قطرة ماء في اليمن رحلة قاتلة؛ فبينما تقطع العائلات اليمنية مسافات طويلة للحصول على احتياجاتها اليومية من المياه، تتكرّر حوادث الغرق المفجعة في الحواجز المائية والآبار، مخلفةً مأساة إنسانية تضيف وجعاً جديداً إلى حياة ملايين خصوصًا النازحين.

أحدث الفواجع شهدتها محافظة مأرب، حيث فارقت أربع فتيات صغيرات الحياة غرقاً داخل حاجز مائي قرب مخيم السويداء للنازحين، أثناء محاولتهن تعبئة أوعية بالمياه. ووفق مصادر محلية، فإن الضحايا ينتمين إلى أسرتي مشطر وآل دواس، وقد هرع ذووهن لإنقاذهن، لكن محاولاتهم باءت بالفشل أمام عمق المياه وغياب وسائل الإنقاذ.

المأساة لم تتوقف هنا. فقبل أيام، غرق طفل في مدينة مأرب في حادث منفصل، بينما سجّلت محافظة أبين الأسبوع الماضي وفاة خمس فتيات أخريات بعد سقوطهن في حاجز مائي أثناء رحلة مماثلة للبحث عن الماء.

هذه الحوادث المروّعة تعكس اتساع الظاهرة في بلدٍ يواجه أزمة مياه هي من الأشد في العالم، حيث تُترك الحواجز المائية والآبار المكشوفة بلا حواجز أمان، لتتحول إلى مصائد موت للأطفال والنساء. 

مصادر محلية قالت أن هذه الحوادث ليست مجرد "قضاء وقدر"، بل نتيجة مباشرة لانهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية، إذ يعيش معظم النازحين في مناطق تفتقر لشبكات مياه آمنة، ويضطرون للسير يومياً إلى برك وسدود مكشوفة لجلب المياه. 

وحذرت المصادر من تفاقم الكارثة مع استمرار الحرب، حيث تتقلص موارد المياه وتتراجع الرقابة الحكومية، فيما تغيب وسائل الحماية كالسياجات أو إشارات التحذير حول الحواجز والبرك.

أهالي الضحايا، إلى جانب منظمات إنسانية، ناشدوا السلطات المحلية والمنظمات الدولية سرعة تغطية الحواجز المائية وتأمينها، وتوفير بدائل آمنة لإمدادات المياه، خصوصاً في مخيمات النزوح التي تشهد تزايداً في أعداد السكان.

ويؤكد ناشطون أن كل تأخير في الاستجابة يعرض المزيد من الأطفال والنساء لخطر الغرق، لتبقى "رحلة الماء في اليمن" فصلاً دامياً من معاناة يومية تدفع الأبرياء ثمناً باهظاً فقط للبقاء على قيد الحياة.