الحوثي ينشر "زينبيات" في أحياء صنعاء لتوسيع حملة القمع والاختطافات
السياسية - منذ ساعتان و 20 دقيقة
في تصعيد غير مسبوق يعكس حالة الهلع التي تعيشها، فرضت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران حصارًا خانقًا على أحياء صنعاء، عبر نشر فرق نسائية مسلحة تُعرف بـ"الزينبيات" مدعومة بعناصر أمنية واستخباراتية، لمنع أية احتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالحكم الإمامي وأرست النظام الجمهوري في 1962.
وأفادت عدد من النساء والناشطات في صنعاء لـ"نيوزيمن" أن فرق "الزينبيات" المسلحة انتشرت بكثافة في الأحياء الداخلية والحارات الضيقة مدعومة بمسلحين رجال على شكل ورديات تتناوب على مراقبة المنازل والأزقة. وبحسب شهادة المواطنات: "إن الفرق كانت تتمركز في منازل محددة داخل كل حارة، بينما تتحرك مجموعات أخرى في الشوارع للتفتيش والتعقب.
وذكرن أن أي امرأة غريبة تحاول دخول حارة لا يُسمح لها بالمرور، ويتم استدعاء "عاقل الحارة" للتحقق من هويتها، فيما يخضع السكان لتفتيش صارم يشمل الهواتف المحمولة، وتدقيق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية القصيرة (SMS)، بحثًا عن أي حوالات مالية من الخارج، وفي حال العثور على تحويلات يتم اعتقال الشخص فوراً للتحقيق.
وأوضحن: أن الفرق النسائية مُجهّزة بأدوات صعق كهربائي ووسائل تقييد، مع تعليمات بضرب النساء في حالة مقاومتهن للاختطاف، حيث يتم تكبيل المعتقلات بالقوة. ووفق روايات الأهالي، جرى اعتقال عدد من النساء وتلفيق تهم "أعمال خادشة للحياء" أو "التخابر مع الخارج" لهن، في محاولة لبث الرعب وإجبار المواطنين على الامتناع عن أي نشاط أو تواصل مع الخارج.
مصادر محلية أكدت أن ما يجري هو جزء من خطة منظمة لإخماد أي تعبير شعبي عن التمسك بالجمهورية ورفض مشروع الإمامة، خاصة مع تصاعد الاحتفالات الشعبية بثورة سبتمبر في مختلف المحافظات.
ولفتت المصادر إلى أن ميليشيا الحوثي كثفت خلال الأشهر الماضية تدريبات قتالية خاصة لعناصر "الزينبيات"، شملت استخدام الصواعق الكهربائية وتقنيات السيطرة السريعة على الأهداف البشرية، في مؤشر على نوايا قمعية تتجاوز العمل الأمني إلى عسكرة دور النساء في خدمة المشروع الطائفي.
هذه الإجراءات تعكس حالة ارتباك عميقة لدى الحوثيين مع اتساع دائرة الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر، إذ تخشى الميليشيا من أن تتحول المناسبة إلى شرارة غضب شعبي ضد مشروعها السلالي. ويؤكد ناشطون أن انتشار "الزينبيات" وعمليات التفتيش المهينة وانتهاك خصوصية النساء يضاعف الاحتقان المجتمعي، وينذر بانفجار شعبي في أي لحظة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وتزايد السخط على الجماعة.
ويُجمع حقوقيون على أن ما يجري في صنعاء يمثل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية، ودليلاً على أن الميليشيات حولت صنعاء إلى "سجن كبير"، تُراقب فيه أنفاس المواطنين، في محاولة يائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر التي أنهت حكم الأئمة قبل أكثر من ستة عقود.