حضرموت.. تقنيات إسرائيلية بأيدي جهات أمنية تثير قلقًا حقوقيًا

الجنوب - منذ ساعتان و 3 دقائق
المكلا، نيوزيمن:

أثار خبير يمني في الأمن السيبراني جدلًا واسعًا بعد كشفه عن استخدام محتمل لأدوات فحص وتحليل الهواتف المحمولة تابعة لشركة “سيليبرايت” (Cellebrite) الإسرائيلية داخل مؤسسة أمنية في محافظة حضرموت شرقي اليمن.

وقال الخبير فهمي الباحث، في تصريح نشره على صفحته في موقع “فيسبوك”، إن المعلومات المتوفرة لديه تستند إلى وثائق تشير إلى أن تلك الأدوات استُخدمت في المكلا ضمن تحقيق أمني يتعلق بأحد الإعلاميين المتهمين بالنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح الباحث أن هذه التقنية تُعد من أكثر أدوات التحقيق الجنائي الإلكتروني حساسية في العالم، كونها تتيح الوصول الكامل إلى محتوى الهواتف، بما في ذلك الرسائل والمحادثات والبيانات المخزّنة والصور الخاصة، محذرًا من أن استخدامها دون إشراف قضائي مستقل "يشكّل انتهاكًا واضحًا للخصوصية وحقوق الأفراد".

وأضاف أن الشركة الإسرائيلية المنتجة لهذه الأدوات تخضع لضوابط تصدير صارمة ضمن نظام الاتحاد الأوروبي للسلع ذات الاستخدام المزدوج، الذي يمنع نقل تقنيات المراقبة إلى مناطق النزاع أو الدول التي تُسجَّل فيها انتهاكات لحقوق الإنسان، الأمر الذي يجعل استخدامها في اليمن “إشكاليًا وخاضعًا للمساءلة الدولية”.

ودعا الباحث الجهات القضائية في اليمن، ممثلة بمكتب النائب العام ومجلس القضاء الأعلى، إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف حول مدى قانونية استخدام هذه التقنيات، والجهة التي استوردتها أو تدير تشغيلها، مؤكدًا أن التحقيقات الرقمية يجب أن تُنفذ وفق أوامر قضائية واضحة وتحت رقابة مستقلة.

وطالب وزارة الداخلية بتوضيح رسمي حول نوع الأجهزة أو البرامج المستخدمة، وآلية حفظ البيانات بعد الفحص، وما إذا كان يتم إخطار الأفراد الذين تُفحص أجهزتهم أو منحهم حق الاعتراض، إلى جانب الكشف عن عدد القضايا التي جرى فيها استخدام هذه الأدوات خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

كما جدّد الباحث موقفه الرافض لاستخدام أدوات المراقبة والتجسس في أي منطقة يمنية، سواء من قِبل الحكومة أو جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن الحق في الخصوصية وحماية البيانات الرقمية هو حق أساسي لا يجوز المساس به تحت أي ذريعة.

واختتم بدعوة السلطات إلى الإسراع في إقرار قانون وطني لحماية البيانات الشخصية يحدد بوضوح شروط جمع المعلومات وفحص الأجهزة الرقمية، ويضمن عدم إساءة استخدام التكنولوجيا لأغراض سياسية أو انتقامية.

ويُعدّ هذا الكشف الأول من نوعه في اليمن عن وجود تقنيات إسرائيلية ضمن أنشطة التحقيق الرقمي في أجهزة رسمية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات قانونية وأخلاقية حول مسارات الرقابة الرقمية في البلاد، ومدى التزامها بالمعايير الدولية لحماية الخصوصية وحرية التعبير.