عملية أمنية تضبط شحنة مخدرات ضخمة مرتبطة بالحوثيين على سواحل لحج
الجبهات - منذ 4 ساعات و 41 دقيقة
تمكنت الحملة الأمنية المشتركة في سواحل محافظة لحج، جنوب اليمن، من إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من المواد المخدرة كانت في طريقها إلى الساحل الغربي، في واحدة من أكبر عمليات الضبط التي نُفذت منذ مطلع العام الجاري.
وتأتي هذه العملية ضمن جهود مكثفة لتضييق الخناق على خطوط التهريب المرتبطة بميليشيا الحوثي الإيرانية التي تحاول استغلال الشريط الساحلي الممتد من مضيق باب المندب وحتى مناطق جنوب الحديدة، لتمرير شحنات المخدرات والأسلحة والممنوعات القادمة من إيران عبر البحر العربي وخليج عدن، في إطار أنشطة تهدف إلى تمويل المجهود الحربي للجماعة وإضعاف المجتمعات المحلية عبر ترويج السموم.
ووفقًا لمصادر أمنية، فقد تمكنت الحملة الأمنية المشتركة في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، بقيادة العميد حمدي شكري، قائد الفرقة الثانية عمالقة، من ضبط قارب تهريب محمّل بما يقرب من طن من المواد المخدرة المتنوعة في منطقة خور عميرة القريبة من باب المندب، بعد عملية رصد ومتابعة استخبارية دقيقة استمرت أيامًا.
وبحسب المصادر، فقد تمت عملية الضبط بعد مطاردة بحرية ناجحة على بُعد نحو 20 ميلًا من الساحل، بمشاركة وحدات خفر السواحل وقوات الأمن العام، وتم خلالها ضبط وتحريز 536 طردًا من مادة الشبو، و100 كيس من الحشيش، و10 أكياس من الهيروين، كما أُلقي القبض على 4 مهربين كانوا على متن القارب، وتم نقلهم إلى مركز أمني خاص لاستكمال التحقيقات بإشراف النيابة الجزائية المتخصصة.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الشحنة كانت جزءًا من عملية تهريب أكبر مرتبطة بشبكة دولية تعمل على نقل المواد المخدرة من سواحل بحر العرب إلى مناطق سيطرة الحوثيين عبر البحر الأحمر، بإشراف مباشر من قيادات ميدانية في الجماعة تستخدم شركات نقل وهمية وقوارب صيد كغطاء لأنشطتها غير المشروعة.
وأكدت مصادر مطلعة أن عمليات تهريب المخدرات إلى مناطق الحوثيين ازدادت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، في ظل اعتماد الجماعة على عائداتها كمصدر تمويل أساسي إلى جانب تجارة الوقود وعمليات الجباية، كما تعمل على ترويجها داخل المدن الخاضعة لسيطرتها لضرب النسيج الاجتماعي وخلق بيئة فوضوية تُسهل سيطرتها الأمنية والاستخباراتية.
وأشاد عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرمي، بالإنجاز الأمني الذي حققته القوات المشتركة في لحج، مؤكدًا على أهمية رفع مستوى التنسيق الأمني والاستخباري بين الأجهزة في المحافظات الساحلية لمنع استخدام البحر كمنفذ لتهريب الأسلحة والمخدرات. وأوضح المحرمي أن "ميليشيا الحوثي أثبتت أنها لا تختلف عن عصابات الجريمة المنظمة، فهي تموّل حربها ضد اليمنيين من تجارة الموت والدمار، سواء عبر تهريب السلاح أو المخدرات".
وتعكس العملية، وفق مراقبين، التحول النوعي في أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية في المناطق المحررة، وقدرتها على مواجهة التحديات العابرة للحدود، خصوصًا في ظل محاولات الحوثيين تحويل السواحل اليمنية إلى ممرات غير مشروعة لشحنات المخدرات والأسلحة القادمة من إيران.
وأكدت الحملة الأمنية المشتركة في بيان لها أنها ستواصل عمليات المراقبة والرصد البحري المكثف، لمنع أي أنشطة تهريب قد تهدد أمن واستقرار البلاد، مشيرة إلى أن التعاون المجتمعي مع الأجهزة الأمنية يمثل أحد أهم العوامل لنجاح هذه الجهود، في وقت تتزايد فيه محاولات الجماعة الإرهابية لاستغلال الظروف المعيشية الصعبة لتجنيد المهربين والمغامرين في شبكاتها.