غارات أمريكية تستهدف مخازن ومعسكرات القاعدة في شبوة
الجبهات - منذ ساعة و 39 دقيقة
شبوة، نيوزيمن:
شنت طائرات مسيّرة أمريكية غارات مكثفة على مواقع تابعة لتنظيم "القاعدة" في بلدة خورة بمديرية مرخة السفلى بمحافظة شبوة، جنوب اليمن، في واحدة من أكثر المناطق حساسية جغرافياً وأمنياً، والمعروفة بتواجد تحالف غير معلن بين التنظيم الإرهابي وميليشيا الحوثي الإيرانية.
وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن الغارات التي وقعت في وقت متأخر من ليلة الأحد، استهدفت مخزن أسلحة كبير وورشة لتصنيع المتفجرات ومعسكراً تدريبياً للتنظيم، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر القاعدة، بينما لم يتضح مصير قيادي بارز كان موجوداً في الموقع. وأقرت حسابات إعلامية مرتبطة بالقاعدة بأن الغارات كانت "مكثفة" واستهدفت مواقعهم الأساسية في المنطقة.
ويشكل موقع خورة، الذي يقع على بعد أكثر من 120 كيلومتراً من مركز شبوة ويجاور حدود محافظة البيضاء، جزءاً من ما وصفه مراقبون بـ"مثلث التخادم"، حيث تشترك مناطق وعرة بين شبوة وأبين والبيضاء في تقديم ملاذ آمن لعناصر القاعدة، بمساندة لوجستية وتقنية من الميليشيا الحوثية.
وتشير المصادر إلى أن الحوثيين يسخرون إمكانياتهم وخبراتهم لدعم التنظيم، وتسهيل تنقل مقاتليه بين المحافظات الجنوبية والمحررة، في ظل عدم قدرة أي قوة محلية أو أجنبية على الوصول إلى هذه المناطق الوعرة.
وتعكس الغارات الأمريكية الأخيرة استمرار استراتيجية الضربات المركزة على البنية التحتية للقاعدة، بعدما أسفرت عمليات الطائرات المسيّرة خلال الأشهر الماضية عن مقتل 19 عنصراً إرهابياً بينهم 9 قيادات، ضمن سلسلة عمليات نفذتها الولايات المتحدة في شبوة وأبين منذ مطلع 2025. وتشير إحصائيات سابقة إلى فقدان التنظيم نحو 14 قيادياً و10 عناصر آخرين خلال عمليات جوية وأخرى برية منذ يناير وحتى سبتمبر 2025.
ويؤكد مراقبون أن التعاون غير المعلن بين الحوثيين والقاعدة في "مثلث التخادم" يشكل تهديداً مستمراً للأمن الإقليمي، إذ يوفر للتنظيم الإرهابي ملاذات آمنة وسط كهوف وجبال وعرة، ويجعل أي محاولة لدخول القوات المسلحة إلى هذه المواقع محفوفة بالمخاطر، ويعادل حسب وصف المصادر إعلاناً انتحارياً.
وتأتي هذه الضربة في وقت تتزايد فيه المخاطر الأمنية في شبوة وبقية المحافظات الجنوبية، مع استمرار الحوثيين في تسهيل عمليات القاعدة وتهريب الأسلحة والمتفجرات، ما يجعل الحاجة إلى تنسيق دولي وإقليمي لمكافحة الإرهاب أكثر إلحاحاً.
>
