بصفقة عُمانية.. الحوثيون يطلقون سراح 9 بحارة فلبينيين مختطفين في صنعاء
الجبهات - منذ 40 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:
أفرجت ميليشيا الحوثي الإيرانية، خلال الساعات الماضية، عن 9 بحارة فلبينيين كانوا محتجزين لديها منذ أشهر عقب اختطافهم على متن السفينة "إتيرنيتي سي" في البحر الأحمر، وذلك ضمن صفقة وساطة جديدة تقودها سلطنة عُمان، في خطوة تعيد إلى الواجهة الاتهامات الموجهة للميليشيا باستخدام عمليات القرصنة البحرية كورقة ابتزاز سياسي ومالي، وتكشف الوجه الحقيقي لنهجها القائم على تهديد الملاحة الدولية.
وبحسب بيان رسمي لوزارة الخارجية الفلبينية، تلقت مانيلا إخطاراً من السلطات العُمانية بشأن التوافق على إطلاق البحارة ونقلهم من صنعاء إلى العاصمة مسقط، بعد جهود دبلوماسية مكثفة. وأشار البيان إلى أن وزيرة الخارجية الفلبينية، تيريزا لازارو، ناقشت ملف الطاقم المحتجز خلال اجتماع ثنائي مع وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي في يوليو الماضي، وأعادت المتابعة عبر اتصال هاتفي في نوفمبر، ما مهّد للتوصل إلى الاتفاق الأخير.
تؤكد هذه العملية، وفق مراقبين، صحة المعلومات بشأن استغلال ميليشيا الحوثي حوادث الاختطاف التي تنفّذها ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، رغم خلوها من أي طابع عسكري أو وجود جنسيات إسرائيلية ضمن طواقمها، لتحويلها إلى ملفات ضغط ومساومة مع أطراف إقليمية ودولية.
وتشير المصادر إلى أن الحوثيين ينقلون البحارة المختطفين إلى سجونهم في الحديدة، ويتعاملون معهم كورقة تفاوضية، بعيداً عن أي التزامات قانونية أو إنسانية، في مخالفة صريحة للقانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة لقانون البحار.
ويأتي الإفراج عن البحارة الفلبينيين بعد أسابيع من إعلان الحكومة الباكستانية إطلاق سراح طاقم ناقلة الغاز MT CLIPPER، المكوّن من 24 باكستانياً وسريلانكيين اثنين ونيبالي واحد، الذين كانوا محتجزين لدى الحوثيين منذ منتصف سبتمبر.
وجاء الإفراج بعد مفاوضات ووساطات قادتها سلطنة عمان والسعودية إلى جانب جهود باكستانية مباشرة، ما سمح للناقلة بمغادرة المياه اليمنية إلى ميناء جيبوتي.
وكانت الناقلة قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء رسوّها في ميناء رأس عيسى الخاضع للحوثيين، ما أدى إلى انفجار أحد خزانات الغاز، قبل أن تحتجز الميليشيا طاقمها بحجة التحقيق، وتحويلهم لاحقاً إلى ورقة ضغط.
تعزز هذه الحوادث المتتالية المخاوف الدولية من توسع رقعة القرصنة الحوثية في البحر الأحمر، الذي يُعد أحد أهم الممرات البحرية العالمية لنقل الطاقة والتجارة. ووفق تقارير ملاحية، فإن الميليشيات كثّفت هجماتها خلال الأشهر الأخيرة ضد سفن تجارية وناقلات نفط، ما ينذر بتحويل الممر الدولي إلى منطقة ابتزاز وتهديد مستمر.
وتحذّر جهات ملاحية من أن استمرار هذه السلوكيات يرقى إلى مستوى الإرهاب البحري، مؤكدين أن الممارسات الحوثية تشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات الملاحة الدولية، وتبرّر إدراج الجماعة على لوائح الجماعات التي تمارس القرصنة والاحتجاز غير القانوني.
ويرى محللون أن إطلاق سراح البحارة بوساطات متكررة يعكس رغبة الحوثيين في إبقاء ملف الاحتجاز أداة ضغط قابلة للاستخدام متى ما اقتضت مصالحهم السياسية. وطالبوا المجتمع الدولي باتخاذ مواقف أكثر حزماً لوقف تدهور الأمن البحري في المنطقة، مؤكدين أن استمرار الصمت الدولي سيشجع الحوثيين على توسيع نطاق عملياتهم وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة ابتزاز تهدد التجارة العالمية.
>
