مغترب يتذكر مخا السبعينات: المسجد والسينما وريال هايل سعيد

المخا تهامة - Wednesday 21 August 2019 الساعة 09:20 am
المخا، نيوزيمن، أحمد درويش:

ذكريات المخا..

مش عارف ليش بين الفينة والأخرى تجتاحني ذكريات أيام ما كنت بالمخا رغم أن ذلك في وقت مبكر من حياتي

تقريباً في العام 1973 وما بعد، كان مجتمع المخا مجتمعا بسيطا، ويسكنه عدد من الناس البسطاء.. كانت حياتهم تعتمد على الميناء بشكل أساسي، وعلى صيد السمك.

كان معظم الناس يسكنون العشش، وبالذات السكان الأصليين، فيما عدا القادمين إليها من مناطق أخرى، هم من كان يسكن البيوت المسلحة، مثل: ببت معياد وبيت عبد الحق الشرعبي، وبيت الرمادي وبيت مشلي الحبشي وببت شرف الحمادي.

وكانت أجمل بيت بالمخا يملكها واحد أظن اسمه علي محسن، وكان الناس تقول عنه إنه طول الوقت سكرجي.

كان مجتمع المخا مجتمعاً بسيطاً وطيباً، يتميز بوجود المسجد بجانب السينماء.

كان يوجد به مدرسة واحدة هي مدرسة الفجر الجديد.. وكان يوجد به مستوصف وحيد يقع مقابل البحر مباشرة، وكان لا يعمل إلا يوماً واحداً بالأسبوع وهو يوم الخميس، حينما يأتي إليه أطباء صينيون من تعز لمدة يوم واحد فقط.

كانت تأتي إلى المخا بمعدل باخرة واحدة بالشهر، وكان أصحاب المخا يفرحون بذلك كثيراً، ويعتبر بالنسبة لهم يوم عيد؛ لأنهم يعتمدون على تفريغ الباخرة من حمولتها إلى البوابير التي تنقل الحمولة إلى مخازن التجار في المخا، ومعظمهم من تعز.

وكان يوجد بيت كبير وجميل للحاج هائل سعيد أنعم، وقد التقيته ذات يوم قدام بيته حينما تجمعنا حوله نحن الأولاد، وأعطى كل واحد فينا ريالاً واحداً، وهو مبلغ ليس بسيطاً.

وكان أصحاب جبل حبشي في المخا معظمهم يعملون ببيع القات، فيما عدا بجاش مشلي، ونعمان مشلي اللذين كان عملهما حكومياً، وأيضاً الصميد الذي كان يمتلك المحطة الوحيدة بالمخا.. وأيضاً الأستاذ أحمد عبد الخالق الجبيحي الذي يعمل بالتدريس.

وكان يوجد بالمخا سوق مركزي صغير بجانب السينما يباع به بعض الخضروات والفواكه وفيه بعض الباعة البسطاء.

وكان يوجد بالمخا مطعمان فقط أو مخبازتان لأناس من تعز.. وإذ أنسى لن أنسى محلاية الزبيدي التي كانت مشهورة بعمل الحلوى المخاوي، وكانت قريبة من أحد المطاعم، حيث إن الناس بعد الغداء يذهبون إليها.

وكان يوجد هناك رجل من أهل المخا اسمه يحيى الحائك يعمل بالحدادة.

وكان هناك أيضا شخص آخر من أصحاب المخا اسمه عبدالله مهيوب، كان يعمل برم لحم في بيته على حسب الطلب.

وكان هناك واحد اسمه محمد الفوال، وكان الوحيد الذي يعمل فول بالصباح فقط، وكان مشهوراً بفوله..

كانت الحياة تنتهي بالمدينة بانتهاء صلاة العشاء، حيث كان لا يوجد كهرباء، وكانت الناس تذهب لبيوتهم، فيما عدا السينما تبقى شغالة بالمساء.

وكان يوجد بالمخا مسجد الشاذلي، وهو مسجد أثري وكبير وكان يبعد قليلاً عن شوارع المدينة، وكنا نصلي به فقط صلاة الجمعة، ونذهب إليه بالسيارات التي يقال لها التايوتا القديم ذات الشبك.

هذي كانت لمحة بسيطة عن مجتمع المخا والحياة المعيشية فيه في السبعينات من القرن الماضي، من واقع معايشة ومن الذاكرة.

*من صفحة الكاتب على (الفيس بوك)