مسؤولة أممية تصف أداء هيئة الإغاثة الحوثية بالفساد والعمل الاستخباراتي وتهدّد بإيقاف المساعدات
إقتصاد - Friday 25 October 2019 الساعة 05:47 pmكشفت مصادر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء لنيوزيمن، أن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي أبلغت قيادات المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، أن بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة قد تضطر لتوقيف برامج مساعداتها بسبب عملية الفساد والفوضى التي تدار بها البرامج الإغاثية والمساعدات من قبل الهيئة الخاضعة لسيطرتهم والمسماة بالهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية ومواجهة الكوارث.
وأنشأت مليشيات الحوثي الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية ومواجهة الكوارث في نوفمبر من العام 2017م بشكل مخالف للدستور وأوكلت إليها مهام وصلاحيات إدارة برامج الإغاثة والمساعدات المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والمنظمات الدولية التي تقدم مساعدات للسكان في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وهو الأمر الذي أدى إلى مصادرة صلاحيات الوزارات التابعة للحكومة والتي كانت تتولى عملية الإشراف على برامج المساعدات ومنها وزارات الخارجية والتخطيط والتعاون الدولي والشؤون الاجتماعية والعمل.
وبالرغم من وصف المصادر للمسؤولة الأممية ليزا غراندي بالمساندة والداعمة للمليشيات الحوثية في كثير من المواقف، إلا أنها نقلت عنها وصف ما تقوم به الهيئة التابعة للمليشيات الحوثية بأنه فساد ونوع من العمل الاستخباراتي والأمني البحت، ولا علاقة له بالإشراف على أعمال الإغاثة والمساعدات، ومطالبتها لقيادات المليشيات الحوثية بإعادة عملية التنسيق والإشراف على توزيع برامج الإغاثة والمساعدات إلى الوزارات الحكومية كما كان يتم في الماضي.
انتقادات المسؤولة الأممية لممارسات الهيئة التابعة لمليشيات الحوثي تتفق مع انتقادات محلية واسعة من قيادات تعمل في المنظمات المدنية العاملة في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية وحتى المنظمات الناشطة في المجالات الثقافية والاجتماعية والتي قالت لنيوزيمن، إن مسؤولي الهيئة هم مجرد عناصر تابعة للمليشيات لا يملكون أي خلفيات أو خبرات خاصة بالتعامل مع المنظمات المدنية ولا برامج الإغاثة والمساعدات وبرامج الدعم الأممية والدولية.
واشتكى أحد قيادات المنظمات المدنية من أنهم يجدون صعوبة في التعامل مع مسؤولي الهيئة الحوثيين، وأن ملفات معاملاتهم تركن في الأدراج لأشهر وغالباً ما تنتهي فترة المشاريع المقدمة من المنظمات الدولية دون أن يتمكنوا من الحصول على موافقة مسؤولي الهيئة الذين وصل بهم الأمر إلى منع كثير من قيادات المنظمات المدنية حتى من الدخول إلى مقر الهيئة.
الجدير بالذكر أن معظم العناصر التي عينتها مليشيات الحوثي في الهيئة هم من قياداتها الأمنية وممن لا يملكون أي خبرات أو مؤهلات خاصة بالتعامل مع قضايا العمل الخاص بالإغاثة وبرامج المساعدات والتعامل مع المنظمات المدنية.