قلق أميركي من نشوء تحالف بين القاعدة وداعش باليمن
تقارير - Tuesday 25 February 2020 الساعة 08:59 pmسلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على التعاون الناشئ بين التنظيمين الإرهابيين، القاعدة وداعش في غرب إفريقيا، رغم خلافاتهما الظاهرة للعيان في الشرق الأوسط وخصوصا اليمن وسوريا، مما أثار مخاوف من احتمال تزايد التهديدات الإقليمية والعالمية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين ومحليين أن الإرهابيين ينسقون الهجمات، ويقسمون مناطق النفوذ بشكل متبادل في الساحل الإفريقي.
وقال الجنرال داغفين أندرسون، رئيس ذراع العمليات الخاصة للجيش الأمريكي في إفريقيا: إن المناطق الريفية "تلائم العديد من الأفغان والعراقيين، وما رأيناه ليس مجرد أعمال عنف عشوائية تحت راية إرهابية، بل حملة متعمدة تحاول إخضاع هذه المناطق".
ووفقا لكبار المسؤولين والقادة العسكريين الأمريكيين، فإن عناصر داعش والقاعدة استخدموا تكتيكات متطورة بشكل متزايد خلال الأشهر الأخيرة، حيث تعمقوا في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهاجموا قواعد الجيش وسيطروا على القرى بقوة مدهشة.
وقال المسؤولون، إن تلك الجماعات لم تعلن "الخلافة"، لتفادي هجمات الغرب، حيث يخصصون وقتا للتدريب، وتجمع القوة للهجمات التي قد تصل في النهاية إلى أهداف دولية رئيسية.
ويُعتقد أن تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، الذي شن عام 2017 هجوما أودى بحياة أربعة جنود أمريكيين في النيجر، وهو يجند المئات في شمال شرق مالي.
ونقلت الصحيفة عن اللواء إبراهيم فاني، الأمين العام لوزارة الدفاع في مالي، الذي فقد أكثر من 100 جندي في اشتباكات منذ أكتوبر قوله: "هذا السرطان سينتشر إلى أبعد من هنا إذا لم نكافحه للقضاء عليه".
وتقول "واشطن بوست" انه في حين أن تنظيمي القاعدة وداعش أعداء في سوريا واليمن، إلا أن الولاءات في غرب إفريقيا تميل إلى أن تكون أكثر تقوية، وتعززها العلاقات القبلية والاهتمامات العملية أكثر من كونها أيديولوجية، قال القادة العسكريون إن الجماعات التابعة لها خصوم مشتركة يعملون للسيطرة على الأمور.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة بالقلق من احتمال إقامة تحالفات بين أكثر المنظمات الإرهابية شهرة في العالم، وتزايدت المخاوف في الأشهر التي تلت انهيار الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش
وفي العراق وسوريا، تمر المجموعتان بتغييرات في القيادة، حيث قُتل أبو بكر البغدادي زعيم داعش في غارة أمريكية في سوريا أواخر العام الماضي، وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يعاني من مشاكل صحية.
ويقول مسؤولون من غرب إفريقيا إن الجماعات في الساحل يعتقد أنها تتواصل مع نظرائها في الشرق الأوسط، لكن الأدلة تفتقر إلى تدفق العديد من المقاتلين إلى المنطقة من سوريا والعراق.
وقال مسؤول بمكافحة الإرهاب في واشنطن تحدث خلال أواخر العام الماضي، إن الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وداعش أطلقت حملة منسقة لعزل واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، من خلال الاستيلاء بشكل دوري على الطرق السريعة المؤدية.
قال الملازم ديفيد أويدراوغو، الذي يرأس فريق العمليات الخاصة في بوركينا فاسو، إن الجنود يتعرضون لهجمات "كل أسبوع" في بوركينا فاسو.