مستجدات أبحاث لقاح كورونا المستجد

العالم - Wednesday 10 June 2020 الساعة 08:00 am
عدن، نيوزيمن:

أثارت المقالة التي كتبها "بيل هاسلتين" الكثير من الجدل حيث تطرق فيها إلى اللقاح التجريبي لمجموعة أكسفورد وقام بعقد مقارنة مع اللقاح الذي تطوره شركة سينوفاك، كان اللقاحان قد تم تجربتهما على القرود حيث ادعى الفريقان أن اللقاحين يحميان من الاصابة بفيروس كورونا المستجد. 

كان "هاسلتين" قد انتقد البيانات التي نشرتها مجموعة أكسفورد حول تجاربها على القرود، حيث قام الفريق البحثي بالتحقق من الحمض النووي للفيروس بطرق مختلفة. كانت إحدى هذه الطرق تستدعي استخدام عينات من القصبة الهوائية للقرود للكشف عن الحمض النووي في صورته الجينومية وكذلك في صورته النشطة subgenomic، والتي تدل على زيادة معدل تضاعف الفيروس.

وجدت الدراسة أن القرود غير الملقحة تظل تحمل الحمض النووي للفيروس طوال فترة الدراسة، بينما كان معظم القرود الملقحة خالية من الحمض النووي للفيروس خصوصا من صورته النشطة. هذا كما بينته نتائج العينات المأخوذة من القصبة الهوائية للقرود.

الملفت للنظر أنه عندما تم أخذ مسحة الأنف من القرود فان كلا من القرود الملقحة وغير الملقحة كانت تحمل الحمض النووي للفيروس في هذه المسحة. علما بأن المسحة الأنفية هي الطريقة المستخدمة للفحص في البشر. هذا يعني ان القرود الملقحة تظل ايجابية عند فحص وجود الفيروس رغم أخذها للقاح أكسفورد. 

كذلك لاحظ "هاسلتين" أن تركيز الأجسام المضادة التي يحفزها اللقاح لم يكن كبيرا. في العادة يمكن في المعمل تخفيف تركيز الاجسام المضادة لأي فيروس آخر لمئات وألوف المرات قبل أن تختفي قدرتها على مقاومة الفيروس. لكن في حالة اللقاح الذي طورته مجموعة أكسفورد فإن تخفيف تركيز الأجسام المضادة أربعين مرة كان كافيا لتلاشي قدرتها على مقاومة الفيروس.

من ناحية أخرى فإن الجانب الإيجابي للقاح هو قدرته على حماية القرود الملقحة من الالتهاب الرئوي الفيروس وهو الشيء الذي ظهر جليا عند تشريح رئات القرود. بالنسبة للقرود غير الملقحة فإن 70% منها قد تعرضت لالتهاب رئوي فيروسي حاد.

الاستنتاج هو أن لقاح اكسفورد لا يحمي القرود من الإصابة بالفيروس ولكنه يخفف من تأثيره ويقلل من المضاعفات الناجمة عنه. هذا يعني أيضا أن القرود الملقحين ربما يكونون قادرين على نشر الفيروس.

بالنسبة للقاح الذي طورته شركة سينوفاك فهو يمنع ظهور الحمض النووي للفيروس في أنسجة أو مسحات القرود الملقحة. هذا النوع من "المناعة النظيفة" أفضل بكثير من تلك التي يوفرها لقاح اكسفورد حيث تسمح هذه المناعة النظيفة باستئصال الفيروس من الجنس البشري في حالة تم تلقيح عدد كبير من الناس.

لكن هناك سلبيات لهذا اللقاح الذي طورته سينوفاك وهو ضرورة إعطائه على 3 جرعات، بينما لقاح اكسفورد تكفي جرعة واحدة لتحفيز المناعة. أضف إلى ذلك أن المعايير التي استخدمت أثناء تطوير لقاح سينوفاك كانت أقل تشددا حيث تم تعريض القرود لنصف جرعة الفيروس التي استخدمتها مجموعة أكسفورد. كذلك مجموعة اكسفورد حقنت الفيروس أثناء تجاربها على القرود في أكثر من مكان بالجهاز التنفسي بينما اكتفت شركة سينوفاك بحقن الفيروس في مكان واحد وهو القصبة الهوائية.

المقارنة بين اللقاحين تبدو صعبة حيث يوفر لقاح سينوفاك مناعة تمنع انتشار الفيروس لكنه يحتاج إلى 3 جرعات لكي يكون قادرا على فعل ذلك. بينما لقاح أكسفورد يحفز الجهاز المناعي ويمنع حدوث الالتهاب الرئوي بجرعة واحدة فقط ولكنه لا يمنع انتشار الفيروس. ما زال المجال متاحا لتطوير لقاح يجمع الميزات الموجودة في اللقاحين.

كتبه: ديريك لوي

ترجمة: د. حمدي الحكيمي