مصابون بكورونا بلا أعراض.. رقم مهول في بريطانيا وجدل دولي حول نقلهم للعدوى

العالم - Friday 12 June 2020 الساعة 06:20 pm
نيوزيمن، وكالات:

أعلن وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، الجمعة، أن ما يقارب 80% من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكورونا في بلاده لم تظهر عليهم أي أعراض.

وقال هانكوك، خلال حديثه في الإحاطة الحكومية اليومية الخاصة بالفيروس المستجد، إن "هناك عددا كبيرا من الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض، إلا أن التحاليل الطبية أثبتت إصابتهم بكورونا".

واستشهد بالبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني، والتي أشارت إلى أن ما بين 70-80% من المصابين لم تظهر عليهم أعراض.

وشدّد على أهمية هذه الأرقام، لافتاً إلى أنها تشير إلى صعوبة التحكم بكورونا، واختلافه الكبير عن باقي الفيروسات التاجية.

يأتي هذا الاعلان بعد لغط كبير تسببت به تصريحات خبيرة بارزة في منظمة الصحة العالمية، عندما قالت، الاثنين الماضي، إن المصابين بكوفيد-19 ممن لا تظهر عليهم أعراض المرض، نادراً ما ينقلون فيروس كورونا.

لكن سرعان ما استدركت المديرة الفنية لبرنامج الطوارئ المعني بجائحة كورونا، ماريا فان كيروف، الأمر وعدلت تصريحاتها، الثلاثاء، لتؤكد على أنها كانت تشير فقط إلى "دراسات محدودة وليس للمسألة بشكل كامل".

وقد اثارت تصريحات كيروف حيرة وتساؤلات بين مسؤولي الصحة، الذين كانوا حذروا في قت سابق من انتقال العدوى عبر أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض، مثل الحمى والسعال الجاف وصعوبة التنفس.

وحاول مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تصحيح سوء الفهم.

وقال خلال إحاطة صحافية: "منذ أوائل فبراير، قلنا إن العدوى يمكن أن تنتقل عبر المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض، لكننا بحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مدى انتقال العدوى دون أعراض".
وأضاف: "نحن نتعلم طوال الوقت"، لافتاً إلى أن توصيل المعلومات بشأن الفيروس مهمة ليست سهلة "لكنها من واجباتنا. نحن نرحب بالنقاش البنّاء".

وعلى صعيد متصل أفادت المنظمة الدولية في بيان نشر على موقع مكتبها الإقليمي للشرق الأوسط بأن إجراء البحوث العالمية بشأن مرض كوفيد-19، يتواصل بما يشمل كيفية انتقال الفيروس، معتبرة أن الأمر ما زال غامضا ويحتاج لمزيد من البحوث لفهمه.

وقالت إن الدلائل الحالية تشير إلى أن معظم حالات انتقال العدوى تكون عن طريق الأشخاص الذين يعانون من أعراض عندما يخالطون الآخرين مخالطة مقربة.

ولفتت إلى أنه بناءً على ذلك، تعتمد معظم توصيات المنظمة بشأن تدابير الوقاية الشخصية (مثل استخدام الكمامات والتباعد البدني) على مكافحة انتقال العدوى من "المرضى الذين تظهر عليهم أعراض"، بما يشمل المرضى المصابين بأعراض خفيفة والتي يصعب تحديدها مبكراً.
وأوضحت المنظمة الدولية أن الأدلة المتاحة من تتبُّع المُخالِطين التي أبلغت عنها البلدان تشي بأن احتمالية انتقال الفيروس من المصابين عديمي الأعراض أقل بكثير من أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض.

ولعل في تلك الإيضاحات ما يعيد اللغط السابق الذي وقع حول تصريح أحد المسؤولين في المنظمة قبل أيام بأن انتقال العدوى من أشخاص بلا أعراض نادر جداً، وهو ما دفع المنظمة العالمية للتوضيح لاحقاً بأن التصريحات فهمت بطريقة مجتزأة.

إلا أن المنظمة، عادت وشددت على أنه يصعب إجراء دراسات شاملة حول انتقال الفيروس من المرضى عديمي الأعراض، لأنها تتطلب اختبار مجموعات سكانية كبيرة، وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات للحصول على فهم أفضل وتحديد مدى قابلية انتقال الفيروس المُسبب لمرض كوفيد-19، مضيفة أنها تعمل مع البلدان في جميع أنحاء العالم، ومع باحثين عالميين، للحصول على فهم أفضل مستند بالدلائل للمرض بوجه عام، بما في ذلك دور المرضى عديمي الأعراض في انتقال الفيروس.