من المطار إلى صحراء مأرب.. رضوان الحاشدي كما عرفته

السياسية - Monday 20 July 2020 الساعة 01:54 pm
القاهرة، نيوزيمن، محمد عبده الشجاع:

التقيته بالصدفة في إحدى الفعاليات الثقافية اليمنية كان يحمل كاميراته ويلتقط الصور مثل أي مصور يقوم بعمله، اكتشفت بعدها أنني أمام فنان محترف في التصوير.

التقينا مراراً في الفعاليات وخارجها، كان كالنسمة طيب القلب عذب الحديث، يحمل بين عينيه هموماً كبيرة، وقوراً جدًا، الابتسامة لا تفارق محياه أبدًا.

حين قرأت أن الرجل يمتلك عقارات وأموالاً وارصدة تذكرت سكنه القريب مني بجوار مترو الفيصل ما يوحي أنه بسيط جدًا.

طلبت منه بعد اغتيال الشهيد عدنان الحمادي إجراء حوار معه للحديث عن علاقته بالرجل وما يجري في تعز، اعتذر بكل أدب وقال دعني أفكر، الوضع لا يطمن، وأنا أتجنب أي صدام أو بهذا المعنى.

كنت أدرك قيمته كمصور عمل مع عدنان الحمادي وارتبط بأحداث تعز قبل أن يتركها ويرحل إلى القاهرة، وهذا دليل على روح السلام التي يحملها الرجل.

بقينا على تواصل حتى وقت قريب لينقطع خبره حتى سمعت باعتقاله، لم أكن أعرف أن الرجل مسجل بالقائمة بسبب تهم كيدية كونه إعلاميا قبل أي شيء؛ ارتبط بالمقاومة مع حمود سعيد وأبو العباس والحمادي.

عملية اعتقال الناس بهذه الصورة من قبل أطراف محسوبة على الشرعية كارثة بحق الآدمي اليمني أيا كان انتماؤه أو توجهه.

هناك قوانين ملزمة ومحاكمات تتم ومرافعات وتوجيه تهم أما خطف من المطار إلى صحراء مأرب بدون أي مقدمات فهذه قمة المهزلة.

بالتأكيد رضوان خلفه أولاد وزوجة وإخوان وأهل، من حقهم جميعا معرفة تفاصيل الاعتقال، كما أن هذه الطريقة ترسم صورة للناس بأن هذا المعتقل مجرم، وكم من القتلة يسرحون ويمرحون في شوارع ومدن اليمن.