لبنان على صفيح ساخن.. غضب الجماهير يشعل بيروت بمظاهرات واقتحام للوزارات

السياسية - Saturday 08 August 2020 الساعة 08:54 pm
نيوزيمن، وكالات:

يعيش لبنان على صفيح ساخن في ضوء تصاعد غضب الجماهير مساء السبت، بعد تفجير مرفأ بيروت الذي خلف أكثر من 158 قتيلاً و6000 جريح.

وقد احتدمت مواجهات دامية وسط بيروت، مساء السبت، بين القوات الأمنية اللبنانية وآلاف المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع في هبة شعبية، احتجاجا على الأداء الحكومي وفساد النخب الحاكمة في البلاد.

وأفادت مصادر لبنانية باقتحام المتظاهرين وزارات الخارجية والاقتصاد والبيئة ورفع شعارات عليها، كما قاموا بتحطيم صورة الرئيس اللبناني ميشال عون.

كما اقتحم متظاهرون غاضبون مقر جمعية المصارف في وسط بيروت وأضرموا النيران في الطابق الأرضي منه، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لصدّهم، وفق ما شاهد مصور وكالة فرانس برس.

وأفاد بأن عناصر الجيش دخلوا من باب خلفي وبادروا إلى إخماد النيران ودفع المتظاهرين الى الخارج، فيما كانوا يرددون هتاف "يسقط يسقط حكم المصرف".

وتجمع الآلاف من المحتجين في ساحة الشهداء بوسط المدينة ورشق بعضهم الجنود بالحجارة.

وقال شهود عيان إن الشرطة أطلقت النار و الغاز المسيل للدموع عندما حاول بعض المحتجين اختراق الحاجز الذي يسد الشارع المؤدي إلى البرلمان.

وسمع دوي إطلاق نار في موقع المظاهرات ضد النخبة الحاكمة بوسط بيروت، وأكدت الشرطة لرويترز إنه تم إطلاق رصاص.

وأظهرت لقطات مباشرة على قنوات تلفزيون محلية عدة أشخاص وأجسادهم ملطخة بالدماء.

وفي الأثناء، قال الصليب الأحمر اللبناني، إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة أكثر من مائة وعشرين شخصا؛ 26 شخصا تم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة و94 مصابا يتم إسعافهم في المكان.

وفي تغريدة على حسابها على موقع تويتر، أكدت قوى الأمن الداخلي سقوط جرحى في صفوف قوات الأمن بعد تعرضهم للرشق بمختلف الأدوات من قبل المتظاهرين.

وفي ضوء هذه التطورات، دعا رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، إلى حل مجلس النواب الحالي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة للخروج من الأزمة التي يمر بها لبنان، والتي تفاقمت بعد حادثة الانفجار الهائل الذي دمر مرفأ بيروت الأسبوع الماضي.

وفي كلمة مقتضبة، قال دياب: "بواقعية لا يمكن الخروج من أزمة البلد البنيوية إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج طبقة سياسية جديدة ومجلس نيابي جديد".

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أنه غير متمسك بالحكم، مشيرا إلى أن حكومته التزمت في بياناها الوزاري بمطالب الثورة، وأنه لا يمكن الخروج من الأزمة إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وأشار دياب إلى أن التحقيق حول كارثة المرفأ يجب أن يجيب على أسئلة الناس قبل القضاء والتي تتساءل عن المستفيد من بقاء هذه المواد في مرفأ بيروت؟

ولفت رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن لبنان يعيش كارثة كبرى وهو بحاجة للدعم، وأن الأوضاع المعيشية في البلاد لا يمكن تحملها، مشيرا إلى أنه لا يتحمل المسؤولية عن الأزمات السياسية والاقتصادية العميقة التي يمر بها لبنان.

وتتزامن كلمة رئيس الوزراء اللبناني مع عودة آلاف المتظاهرين السبت حاملين أسماء ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت تحت شعار "يوم الحساب"، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الفاجعة التي دمّرت عاصمتهم وحولت مرفأها ساحة خردة.

وردد المحتجون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، كما رددوا هتاف "ثورة.. ثورة".

ورفعوا لافتات تقول "ارحلوا.. كلكم قتلة" في إشارة إلى النخب السياسية التي تسيطر على مفاصل البلاد.

وخلال التظاهرات رفع أحد المتظاهرين في وسط بيروت صورة تجمع زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصرالله مع عبارة "أعدموهم"، فيما وضعت منصة شنق خشبية في وسط العاصمة.

ويشعر معظم اللبنانيين، الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها، أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى.

في غضون ذلك أعربت قيادة الجيش عن تفهمها "لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين وتفهمها لصعوبة الأوضاع الذي يمر بها لبنان".

ودعت المحتجين "بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة".

من جانبه، كشف قائد فوج إطفاء بيروت العقيد نبيل خنكرلي، أنه "طُلب من الفوج المشاركة بقمع المتظاهرين في وسط بيروت.

واستدرك قائلا "ولكن بسبب الفاجعة ليس لدينا قدرات للقيام بالمهمة، مما فسر بشكل خاطئ على أنه عصيان من قبل العناصر".

وأكدت بعض وسائل الإعلام انه طلب إلى عناصر فوج إطفاء بيروت توجيه آليات الإطفاء لقمع المتظاهرين وسط المدينة، لكنهم رفضوا القيام بذلك".

وعلى صعيد متصل قالت الخارجية الفرنسية، السبت، "إن الوضع في لبنان غير واضح ونتابع التطورات عن كثب".