نيويورك تايمز: الصين وروسيا وإيران تقود حرباً استخباراتية لسرقة أبحاث لقاحات أمريكية لفيروس كورونا

العالم - Wednesday 09 September 2020 الساعة 09:25 am
عدن، نيوزيمن، ترجمة خاصة:

أثار السباق للحصول على لقاح فيروس كورونا حرباً استخباراتية، حيث استهدف جواسيس من الصين وروسيا وإيران شركات التكنولوجيا الحيوية الأمريكية والجامعات البحثية في محاولة لسرقة البيانات، وفقاً لتقرير جديد لصحيفة نيويورك تايمز.

وتتبعت أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية جهوداً من دول عدة تحاول التجسس على أبحاث اللقاحات حيث أصاب الفيروس أكثر من 26 مليونا في جميع أنحاء العالم.

وبحسب التقرير، حاول جواسيس الاستخبارات الصينية سرقة المعلومات من جامعة نورث كارولينا وغيرها من الجامعات التي تركز في الوقت الحالي على إجراء الأبحاث الخاصة بكورونا واللقاح المنتظر ضده، حيث إن نظام حماية البيانات الخاص بهذه الجامعات أقل قوة من ذلك الموجود في شركات الأدوية.

وإلى جانب جامعة كارولينا الشمالية، استهدف القراصنة الصينيون أيضا جامعات أخرى في أنحاء الولايات المتحدة اختُرقت الشبكات الإلكترونية لعدد منها، بحسب مسؤولين أمريكيين.

ولفت مسؤولون أمريكيون إلى أن الصين استخدمت المعلومات الصادرة من منظمة الصحة العالمية لتوجيه جهود التجسس على اللقاحات المطورة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال مصدران مطلعان للصحيفة، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي حذر مسؤولي جامعة نورث كارولينا في الأسابيع الأخيرة من محاولات القرصنة، قائلاً إن المتسللين الصينيين حاولوا اختراق شبكات الكومبيوتر التابعة لقسم علم الأوبئة بها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.

وقال جون سي ديميرز، المسؤول البارز في وزارة العدل، عن الصين الشهر الماضي في حدث أقامه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "سيكون من المفاجئ ألا تحاول سرقة الأبحاث الطبية الجارية حالياً، وهي دراسات قيمة من الناحية المالية ولا تقدر بثمن من وجهة النظر الجيوسياسية".

ويشير تقرير نيويورك تايمز أن كل أعداء الولايات المتحدة تقريبا ضاعفوا محاولاتهم لسرقة الأبحاث الأمريكية، فيما عكفت واشنطن على حماية الجامعات والمؤسسات المنهمكة في إجراء أحدث الأبحاث العلمية.

والصينيون ليسوا الجواسيس الوحيدين الذين ينشطون في هذا المجال، فهناك جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي الذي تجسس على الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، إلا أن محاولاته تلك كشفتها وكالة مخابرات بريطانية معنية برصد كابلات الألياف الضوئية، وفق التقرير.

ووفقا لمسؤول غربي مطلع على معلومات استخبارية، فقد توسع حلف "الناتو" في عمليات تتبع محاولات الكرملين لسرقة أبحاث تتعلق بلقاح كورونا.

ويعيد هذا التنافس بين أجهزة المخابرات الدولية إلى الأذهان سباق الفضاء بين الاتحاد السوفيياتي السابق والولايات المتحدة اللذين اعتمدا على أجهزة مخابراتهما للحاق أحدهما بالآخر في حال بدا أنه يحقق إنجازا مهما في ذلك المجال.

ولما كان التنافس إبان عقود الحرب الباردة بشأن بلوغ مدار كوكب الأرض والوصول إلى القمر، فإن الإطار الزمني المتوقع لتأمين بيانات حول علاجات فيروس كورونا بات مضغوطا في وقت أصبحت فيه الحاجة إلى اكتشاف لقاح تزداد إلحاحا كل يوم.

وفي يوليو الماضي، قالت وكالات الاستخبارات البريطانية والأمريكية والكندية إن مجموعة روسية معروفة باسم "كوزي بير" تركز على جمع الأبحاث من جامعة أكسفورد وشريكتها في مجال الأدوية أسترازينيكا. 

وقالت الدول الثلاث إنها على يقين شبه تام من أن هذه المجموعة تتبع جهاز المخابرات الروسي.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن إيران صعدت بشكل كبير من إجراءاتها لسرقة أبحاث اللقاحات، مؤكداً أن تهديداتها المتزايدة أجبرت الولايات المتحدة على زيادة جهود تعقب التجسس الخاصة بها. 

ومن بين شركات التكنولوجيا الحيوية الأميركية المستهدفة، "غيلياد ساينسز" و"نوفافاكس" و"مودرنا".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول سابق على دراية بالأنشطة الاستخباراتية، أن محاولات الصين للتجسس معقدة، فعملاؤها استخدموا معلومات استقوها خلسة من منظمة الصحة العالمية لترشدهم في مساعيها لقرصنة أبحاث لقاح كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا على حد سواء.

ولم يتضح بعد كيف استطاعت الصين بالضبط استغلال نفوذها في منظمة الصحة العالمية لجمع معلومات عن الأبحاث العلمية الجارية حول العالم، ولربما استفاد القراصنة الصينيون من حصولهم على معلومات مبكرة عن الجهود البحثية الخاصة بلقاح فيروس كورونا التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية أكثر الأعمال الواعدة.

التقرير أشار إلى أن مسؤولي المخابرات الأمريكيين علموا بمحاولات السرقة الصينية في أوائل فبراير الماضي، في وقت كان الفيروس ينتشر في الولايات المتحدة.

وتراقب وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وأجهزة أخرى عن كثب تحركات الصين داخل الهيئات الدولية، بما فيها منظمة الصحة العالمية.

وساهمت النتيجة التي خلصت إليها الاستخبارات في دفع البيت الأبيض نحو تبني موقف متشدد تجاه منظمة الصحة العالمية في مايو بحسب التقرير.

وعلاوة على عمليات الاختراق التي قامت بها، هاجمت الصين جامعات بطرق أخرى، ويعتقد بعض المسؤولين الحكوميين أن بكين تحاول استغلال الشراكات البحثية التي أقامتها جامعات أمريكية مع مؤسسات صينية.

وحذر مسؤولون حكوميون آخرون من أن عملاء المخابرات الصينية داخل الولايات المتحدة ودول أخرى سعوا إلى جمع معلومات عن العلماء أنفسهم الذين يجرون تلك البحوث.