الموت لليمنيين والمجد لإسرائيل: الحوثيون حلفاء "العدوان" الجُدد!

تقارير - Sunday 27 September 2020 الساعة 10:32 pm
نيوزيمن، فاروق ثابت:

بينما كان الثوار يعانون الأمرين وهم يطاردون الملكيين من جبل إلى جبل، ينتصرون تارة وأخرى يتعرضون إلى كمائن غادرة تفتك بالمئات منهم، وفيما كان ضابط الاستخبارات البريطاني اليهودي "ديفيد سمايلي" يرسل الإحداثيات بمواقع الجيش المرابط لقتال الجمهوريين المدعومين من مصر ويدعو لإمداد الملكيين بالسلاح كان طيران إسرائيل يسقط أسلحة في مواقع الملكيين في اليمن بالتنسيق مع الدفاع البريطانية ومرتزقتها لدى الملكيين.

في ذات الوقت كان السفير البريطاني يتنقل بين أودية وجبال صعدة للقاء الإمام البدر في جروف الجبال يخبره بموقف "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" من ثورة اليمنيين ضد حليف إسرائيل والبريطانيين شمال اليمن وتجري التنسيقات بين الجانبين بشكل علني إلى درجة وصول نحو 300 ضابط أجنبي للقتال بصف الملكيين وتدريبهم معظمهم بريطانيون وإسرائيليون وإيرانيون ثم فرنسيون وبلجيكيون وأمريكيون، وفقاً لما ذكره المؤلف "ادجار أوبلانس" في كتابه "اليمن الثورة والحرب".

تكفل بوضع خطة الهجوم الإمامي التي أسميت بـ «الجنادل» -أي السيل المُتدفق- ضد الجمهوريين، عدد من كبار القادة العسكريين الأجانب، وكان يُطلق عليهم «المُغامرون في حرب اليمن»، وعلى رأسهم مستشار البدر الجنرال اليهودي الأمريكي بروس كندي، وقد أطلق الملكيون عليه اسم عبدالله، وأعطوه رتبة لواء، وكان معه في تلك المهمة الخبير البريطاني الآنف الذكر ديفيد سمايلي، والميجر بنكلي، وبيلي ماكلين، والفرنسي بوب دينار - صاحب شعار: «وكانت هنا جمهورية».

يعود الدعم الإسرائيلي للملكيين إلى ما قبل حصار صنعاء، وهي حقيقة أكدها محمد حسنين هيكل في كتابه «سنوات الغليان»، حيث قال إنَّ الدولة العبرية شاركت فعلياً في حرب اليمن، وتولت إسقاط أسلحة وذخائر لجيوب الملكيين المحاصرين في الجبال، بعملية عسكرية أخذت اسم «مانغو»، وأنَّها -أي إسرائيل- كانت تمارس ذلك النشاط من قاعدة جيبوتي الواقعة حينها تحت الاحتلال الفرنسي.

في كتابه «بريطانيا والحرب الأهلية اليمنية 1962ــ 1965» يشير المؤرخ البريطاني كليف جونز أنه «خلال صيف عام 1963 تدهور وضع قوات الإماميين المؤيدين للملكية الذين أصبحوا محاصرين في الجيوب الجبلية دون أي منفذ بحري، بعد نجاح الجيش المصري في قطع قوافل الإمداد التي كانت ترسلها السعودية، كما حاول سلاح الجو الملكي البريطاني تقديم مساعدات للإماميين مرة أو مرتين، لكن ذلك لم يكن كافياً» في هذه المرحلة قررت المخابرات البريطانية تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه مع المؤيدين للملكية بالحصول على مساعدات ودعم عسكري من إسرائيل، وبدأت الاتصالات بين بريطانيا وإسرائيل خلال لقاء جمع رجل المخابرات البريطانية ديفيد سمايلي والملحق العسكري الإسرائيلي في لندن "دان حيرام". وزار سمايلي إسرائيل أربع مرات باسم مستعار، والتقى مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية في ذلك الوقت "شمعون بيريز"، وقائد سلاح الجو "عيزرا فايتسمان"، وضباطاً من شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي.

وخلال التواصل بين الجانبين، قوبل العرض البريطاني بحماس في إسرائيل، والتي رأت أن ذلك الدعم فرصة لكسر جدار الكراهية العربية، ومحاولة لإقامة أول علاقات لها مع دولة عربية، فسارع رئيس الحكومة "ليفي اشكول" بالموافقة عليه، وعهد إلى "دافيد قارون"، رئيس شعبة الشرق الأوسط في جهاز الموساد، بمهمة تنسيق الاتصالات مع الإماميين. أما داخل أروقة الجيش والمخابرات فكانت وجهة النظر السائدة أنه كلما زاد تورط المصريين في اليمن، عبر إرسال مزيد من قوات الجيش إلى هناك، تضاءلت فرص الحرب، وقلت قدرات الجيش المصري على شن حرب ضد إسرائيل، أو كما قال رئيس جهاز الموساد السابق "شبتاي شافيط" في مقابلة مع صحيفه «هآرتس»، «لقد فعلنا ذلك كي نتمكن من مواجهة ألد أعدائنا».

إن شعار الأعداء الكفار واليهود وإسرائيل هو متأصل لدى السلاليين ك"تقية " فيما هم في الواقع حلفاء معهم ضد العدو اللدود للإمامة الشعب اليمني الذي يريد الانعتاق والخلاص من كهنوتهم وجرائمهم.

"يديعوت احرنوت" أشارت أيضاً إلى مقدار التعاون بين الملكيين والنظام الإسرائيلي حينها، وحددت عدد الطلعات في العملية "salsa"، وكذا حجم السلاح الذي تم إنزاله.

وبالاسم أشارت الصحيفة إلى التواصل المكثف الذي كان يجريه حينها وزير خارجية البدر السلالي أحمد الشامي للتنسيق مع الإسرائيليين بهذا الخصوص.

مؤخراً اتضح بجلاء مقدار التعاون بين الأطراف إزاء إيقاف جبهة الحديدة التي كانت شارفت على الانتهاء لصالح اليمنيين، والسعي لتدويل الأمر وإنقاذ المليشيا، والتعاون منقطع النظير والاستماتة التي يقدمها مبعوث الأمم المتحدة وضابط الاستخبارات البريطاني السابق "مارتن غريفتش" لأجل الحوثيين.

في مارس من العام 2016 اختفت مخطوطة تاريخية للتوارة عمرها ألف عام مكتوبة على جلد غزال من المتحف الوطني بصنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون لتظهر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "آريئيل شارون" قدمت له إهداءً عن طريق يهود يمنيين كانوا خرجوا للتو من اليمن بمساعدة وكالة الاستخبارات اليهودية، قالت مصادر اسخباراتية وإعلامية يمنية إنه تم بيع المخطوطة للنظام الإسرائيلي من قبل الحوثيين بالتنسيق مع الوكالة بما يقدر بنحو 20 مليون دولار.

أثبت التاريخ اليمني الوسيط والحديث أن مصطلحات "العطوان" و"المرتزقة" و"العملاء" و"الخونة" هي مجرد شعارات يسوقها الإماميون وسلالتهم تقية ضد خصومهم، فيما هم أكبر عدوان ومرتزقة وعملاء وخونة ضد الشعب اليمني منذ وجودهم على الأرض اليمنية.

كل 26 سبتمبر وأنتم بخير...