إب.. غياب تام للمشهد الثقافي والأدبي وحضور الهوية الإيمانية والموت

تقارير - Sunday 05 September 2021 الساعة 09:27 am
إب، نيوزيمن، خاص:

اختفت كافة مظاهر الفعاليات الأدبية والأمسيات الشعرية والندوات داخل محافظة إب المسيطر عليها من قبل مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن.

يأتي ذلك امتدادًا للتوجه الذي اتخذته الجماعة كمسار لإيقاف كل ما هو متعلق بتنمية المجتمع واستحضار ثقافة الموت والجهاد وما تسميه في أبجدياتها "الهوية الإيمانية".

الصراع على أشده بين الجماعة وبعض من أرباب الأدب والثقافة والناشطين، إلا أن الذراع الإيرانية تحاول فرض واقع مختلف ونشر أفكار التشيع وملازم حسين الحوثي المؤسس للجماعة.

سياحة وخوف

اللواء الأخضر أو عاصمة السياحة، هكذا كانت تعرف مدينة إب قبل أن تجتاحها ثقافة الموت وتقوم بتغيير معالمها ونهب أراضيها وانتشار المجاميع المسلحة في كل مكان.

يقول مالك محمد، مغترب، تظل إب وجهتنا السياحية التي لا يمكن الاستغناء عنها برغم الخوف الذي يخيم عليها، إلا أن هناك عوامل عديدة لا تزال تدفعنا إليها كلما زرنا الوطن.

وأضاف، لاحظت أمورا كثيرة تغيرت بعد أكثر من 3 سنوات في الغربة، وجدت أن هناك جيلا كاملا ذاهبا نحو التطبيع مع أفكار المليشيا واعتناقها بشكل حاد ومخيف مليئ بالتعصب والانغلاق.

وختم، أكثر من شهرين وأنا أتابع لَعلّي أسمع خبرا عن فعالية شعرية أو فكرية كالتي كنت أحضرها في تعز واب وصنعاء لكن لم يحدث شيء من ذلك.    

أعوام القحط

ليس من عادة إب أن تشكو القحط وهي التي لا ينقطع عنها المطر لا في الصيف ولا في الشتاء، لكن هناك قحط في الفعاليات الفنية من مسرح وشعر وغناء.

ما يتم تكريسه الآن المناسبات الدينية المتعلقة برأس الحسين وعاشورا والغدير أو يوم "الولاية" والمولد النبوي الذي يستخدم للحشد ونهب التجار وإيرادات المحافظة.

إب مثل غيرها من المحافظات تسير بتعليمات من المشرفين ويتم فيها التحريم والتحليل لكل ما يتعلق بوعي الناس بحقوقهم وواجباتهم واستحضار ثقافة "الولاء والبراء" للسيد بعينه.

فعاليات سرية

توسعت دوائر الثقافة الإيمانية المرتبطة بالولاء المطلق لزعيم الجماعة على اعتبار أنه امتداد لخيط النبوءة وآل البيت إضافة إلى تحبيب الجهاد ضد اليهود والنصارى.

عبد الله أحمد، ضابط سابق خريج كلية الشرطة، يذكر أنه جاءته توجيهات قبل فترة بضرورة أخذ دورات ثقافية، وكان لا بد علينا النزول عند رغبة القيادة لاعتبارات عديدة.

يضيف، كنت أعتقد أن هناك سيكون إلقاء قصائد واستحضار الممكن من المشهد الثقافي لكنني فوجئت بشاشة عريضة تنقل خطابات عبد الملك المكررة وحسين أخيه على مدار الساعة يتخللها مواعظ وارشادات لأشخاص يتداولون الظهور علينا ولا علاقة لهم بالحياة ولا بالدين.

وختم: الصرخة وحدها من كانت حاضرة تضج بقاعة مغلقة فيها ما يقارب 30 شخصًا وما دون ذلك لا يسمح لأي أحد بالحديث أو الردود، أما الحاضرون وكأن على رؤوسهم الطير.

الجامعة معقل أخير

تعد الجامعة معقلا أخيرا تسعى الجماعة بكل أشكال الترهيب والترغيب إلى جعلها نسخة من الحسينيات وتعبئة الطلاب بمواضيع تاريخية واجتماعية لا علاقة لها بالمنهج ولا تخدم النسيج المجتمعي.


ناهيك عن السماح لمجموعة من الطلاب بمنع أي فعالية ثقافية أو فنية وملاحقة الطالبات وفرض تعليمات معينة وعدم السماح لهن القيام بأي احتفال.