توازنات العداوة العاقلة.. نجاح الإمارات وإخفاق قطر

السياسية - Saturday 27 November 2021 الساعة 05:38 pm
نيوزيمن، كتب/صادق السالمي:

سياسة الإمارات جننت بالمحللين المراهقين ومحللي الدفع المسبق ومحللي الخلافة والمحللين القوميين والوطنيين والخونة والعملاء.

وما حد قدر يفهم أيش برأس "بن زايد"؟ ولا أيش بيعمل؟ لأن "بن زايد" باختصار بيلعب سياسة صح، وبيلعب من أجل شيء واحد فقط هو مصلحة دولة الإمارات وما بينفذ أجندات خارجية ولا هو أداة في يد أي دولة أخرى مثلما هو الحال عليه عند "اتناح" قطر من عند "حمد" إلى عند "خليفة" ومن عند "حمد" إلى عند "تميم" الذين معهم "زلط" بيلعبوا بها لصالح أمريكا وإسرائيل لا غير.

أما "بن زايد" فبيلعب من أجل الإمارات ومصلحة الإمارات وحدها.

الإمارات كانت ضد حركة الإخوان بما هي عليه من أداة تخريبية وليس لأنها حركة إسلامية أو حركة سياسية، فالإمارات ليس لها عداوات مطلقة أو عداوات أيديولوجية مع أحد، لكنها تعادي من هو معاد لمصلحة الإمارات، وركزوا هنا أنا قلت: "معاد لمصالح الإمارات"؛ أما أن تعادي الإمارات ولا تمثل أي تهديد لمصالحها فاضرب رأسك بالحيط ولا تهم الإمارات في شيء.

مثلما قلت عداء الإمارات للإخوان هو بسبب محاولتهم في منتصف الثمانينات اتخاذ الإمارات قاعدة أيديولوجية لمشروعهم التخريبي. 

 وبعد القضاء عليهم في الإمارات لم تعمل على محاولة اجتثاثهم أو معاداتهم في الدول التي كانوا يتغلغلون فيها مثل مصر واليمن والسعودية والكويت.

أهم شيء سيطر الإخوان على مصر وهنا شرعوا في تهديد مصالح الإمارات فتحركت مباشرة لاسقاطهم ولاسقاط قاعدتهم الخلفية في ليبيا لكنها لم تقم بأي شيء بخصوص سيطرتهم على تونس والمغرب فهم هناك لم يشكلوا اي تهديد لمصالح الإمارات. 

يسيطر الإخوان على تركيا كمشروع سياسي منذ نهاية التسعينات منذ عهد اربكان وسيطروا عليها تماما منذ العام الفين واثنين على يد أردوغان ولم تعلن الإمارات اي عداء لهم ولم تعلن عن عداوة مع تركيا ولم تستهدف تركيا بشيء لكن حينما تم تهديد مصالح الإمارات في مصر عن طريق تركيا الإخوانية ودعمها لإخوان مصر تحركت الإمارات بشكل حاسم أيضا لكنها لم تتحرك حينما دخلت تركيا إلى سوريا بشكل كامل. 

يعني لم تتدخل وتركيا قد دخلت بقواتها على الأرض لان التدخل التركي في سوريا لا يترتب عليه اي إضرار بمصالح الإمارات، لكن مجرد التدخل السياسي في مصر وليبيا يمس مباشرة بالمصالح الإماراتية.

بمعنى التدخل في مصر ليس انطلاقا من نزعة قومية أو واجب وطني عربي، المسأله مصالح لا غير.

لذلك حينما حدثت أزمة سد النهضة بين مصر واثيوبيا ظلت الإمارات في موقع الحياد لأن لها مصالح مشتركة في كلا الدولتين ويهمها ان لا تتضرر هذه المصالح وهذا ليس فيه أي خيانة لمصر أو انحياز لاثيوبيا، انها سياسة الدول لا غير.. السياسة الحقيقية التي لا يجيدها إلا الراسخون في السياسة وليس الهواة والمتاجرين بالاوطان واللاعبين بالعواطف.

 حينما حدثت الأزمة بين السعودية وقطر اتخذت الإمارات جانب مصلحتها مع السعودية، وحينما حدثت الازمة بين تركيا والسعودية كذلك اتخذت الإمارات جانب السعودية بدافع المصلحة وليس التضامن العربي أو الخليجي. 

وكانت تريد من هذه المواقف تخفيف قبضة وتدخل قطر وتركيا في مصر وليبيا؛ ورغم اتخاذ موقفا مؤيدا للسعوديه الا انها لم تغامر وتعادي تركيا.

وهكذا رغم الدور القطري الحاسم في العمل لصالح اسرائيل لم تجرؤ قطر -رغم ان لاسرائيل مكتب تمثيل في قطر منذ العام ستة وتسعين- على فتح سفارة والتوقيع لمعاهدة مع اسرائيل كما فعلت الإمارات لأن اللاعب القطري يلعب لمصلحة غيره، يلعب دون ان يدري لصالح من يقوم بهذه الخدمة.

وهكذا يواصل بن زايد لعبه في خدمة الإمارات وبشكل معضل لكل حلفائه واصدقائه على حد سواء ليقوم هذا الشهر مستشار الامن القومي الإماراتي بزيارة لسوريا فيما يقوم في نفس الشهر محمد بن زايد بزيارة لتركيا ودون ان يغضب بن سلمان ودون ان يغضب السيسي.

فما هذا الدهاء؟ وما هذه الحكمة؟ وما هذا الرقص على رؤوس الثعابين؟ وكيف للإمارات الشريكة في حرب للسعودية في اليمن من أن تظل في منأى عن الطائرات المسيرة والصواريخ التي تنطلق سواء من اليمن أو العراق أو ايران نفسها، وهذا ليس سؤالا موجها للحوثيين وإنما هي إجابة بن سلمان على كل متسائل عن نجاعة ونجاح السياسة الإماراتية وقدرتها على الحفاظ على مصالح الإمارات حتى في حالة كانت الإمارات داخلة في حرب ما، فإنها تجبر عدوها الذي يحاربها على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية من خلال توازنات العداوة العاقلة.