"القاعدة" يعود إلى "غزوات البريد" في حضرموت لمواجهة أزمته المالية

تقارير - Saturday 29 October 2022 الساعة 11:20 am
شبام، نيوزيمن، خاص:

مع كل أزمة مالية يواجهها تنظيم القاعدة في اليمن، تعود للواجهة عملية السطو المسلحة التي تتعرض لها مكاتب البريد الحكومية التي تضم مرتبات موظفي الدولة، أو شركات مصرفية وبنوك حكومية وأهلية.

خلال اليومين الماضين سجلت مديرية شبام بوادي حضرموت، الخاضع لسيطرة الإخوان، عملية سطو لأحد مكاتب البريد الحكومية في منطقة الحوطة، وتم فيها نهب ملايين الريالات المتواجدة في المكتب قبيل يوم على صرف مرتبات الموظفين الحكوميين والمتقاعدين في المديرية.

منطقة الحوطة هي ذاتها التي شهدت مجزرة بشعة قام بها تنظيم القاعدة بذبح 15 جندياً من قوات الجيش اليمني في 9 أغسطس من العام  2014. وأعلن التنظيم من خلال العملية تواجده بقوة في مناطق وادي حضرموت.

تكتم شديد أبدته السلطات الحكومية في مديرية شبام، واكتفت بتحميل حراسة المكتب مسؤولية نهب ملايين الريالات، دون التحرك والقيام بدورها في التحقيق ومتابعة العناصر التي نفذت عملية السطو.

تفاصيل العملية

مصادر محلية أكدت لنيوزيمن، أن عناصر ملثمة يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة اعترضت طريق حارس المكتب الذي كان متوجهاً إلى منزله بعد انتهاء نوبة عمله، وقامت بإجباره تحت تهديد السلاح على العودة إلى مكتب البريد وفتحه لأخذ ما به من أموال مخصصة كمرتبات للموظفين الحكوميين.

وأشارت المصادر إلى أن الأموال المنهوبة كثيرة وترفض سلطات بريد شبام والأجهزة الأمنية الإفصاح عن قيمتها، موضحة أن إدارة البريد أبلغت الأجهزة الأمنية بالحادثة وتعرضها للنهب دون أي تحرك يذكر لضبط الخلية المنفذة للعملية أو حتى تعقبهم.

وأوضحت المصادر لنيوزيمن، أن العناصر المنفذة تلقت معلومات بتواجد مرتبات الموظفين التي جرى نقلها بسرية من البنك المركزي في مدينة سيئون تمهيدا لصرفها على الموظفين الحكوميين وكذا المتقاعدين.

عودة عمليات السطو للمحافظة

عملية السطو على مكتب البريد أعادت للأذهان عمليات سابقة تعرضت لها مكاتب البريد على يد عناصر تنظيم القاعدة، ونهب خلاله عشرات الملايين التي سخرت لتقوية التنظيم مالياً سواءً في تجنيد مزيد من العناصر أو تمويل عملياتهم الإرهابية.

وسجلت أول حادثة سطو في 26 يناير 2011، حيث قامت عناصر إرهابية بالتقطع لسيارة تحمل مرتبات الموظفين والمتقاعدين كانت في طريقها من البنك المركزي في المكلا إلى مديرية الشحر، وتم خلال هذه العملية نهب 10 ملايين ريال يمني، إلى جانب قتل أربعة جنود مكلفين بحماية موظف المالية الذي قتل هو أيضا في العملية.

وفي 21  يناير 2015، شنت سيارات ترفع أعلام القاعدة هجوماً على بنك اليمن الدولي في المكلا، وتم نهب 15 مليون ريال يمني، ولم يمر شهر حتى عادت ذات العناصر مرة أخرى لذات البنك في عملية سطو ثانية، وتم فيها نهب 50 مليون ريال.

سطو بغطاء حوثي 

مثل اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وإعلان سيطرتهم عليها الفرصة السانحة والأجواء المناسبة لتنظيم القاعدة لبدء تحركاته والبحث عن مصادر تمويل كبيرة تغطي أنشطته لسنوات.

بعد شهر فقط من اجتياح الحوثي صنعاء، وتحديدا في 29 أكتوبر 2014، نفذ التنظيم غزوة مباشرة استهدفت مكتب بريد مديرية الحامي في حضرموت، ونهب خلالها نحو 12 مليون ريال. وسبق الهجوم عملية فاشلة على مكتب بريد سيئون مركز وادي حضرموت، كان الهدف منها نهب 35 مليونا من مرتبات الموظفين لشهر مايو من ذات العام.

واستغل التنظيم إعلان الحوثيين الحرب أواخر مارس 2015، لينفذ عملية مباغتة مطلع أبريل على مقر البنك المركزي بمدينة المكلا، في عملية سطو وصفت بأنها الأكبر في تاريخ التنظيم، حيث سيطر التنظيم على أكثر من 17 مليار ريال إلى جانب احتياط نقدي من العملة الصعبة إلى جانب استحواذه على إيرادات مديريات ساحل حضرموت لمدة عام كامل.

وبالرغم من أن الميليشيات الحوثية كانت ترفع شعار محاربة القاعدة وداعش مطلع الأزمة في نهاية مارس 2015، إلا أنها تجاهلت بشكل لافت أي تحركات عسكرية صوب محافظة حضرموت التي كانت تقبع بشكل علني لسيطرة تنظيم القاعدة.

مراقبون قالوا إن ما حدث بداية الحرب هو اتفاق تقاسم للثروة بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، وهذا ظهر جلياً في بعد سقوط المكلا وساحل حضرموت، حيث ظلت الميليشيات الحوثية تتجاهل ما يقوم به تنظيم القاعدة في المكلا ونهب للإيرادات الضخمة التي كانت تجنيها من ميناء المكلا وباقي الإدارات الحكومية الأخرى التي استغلها التنظيم لاحقا في عمليات غسيل أموال وخلق مصادر تمويل ثابتة له.

تضييق مالي على التنظيم 

خناق شديد تعرض له التنظيم الإرهابي في مصادر التمويل خصوصا بعد تقليص نفوذ حزب الإصلاح الإخواني الذي سيطر على الشرعية منذ 2011 وحتى توقيع اتفاق الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، أو عبر التضييق الدولي على حلفاء التنظيم وممويله في قطر وتركيا. 

أضف إلى ذلك الحملات الأمنية المكثفة التي طالت معاقل التنظيم الرئيسية في شبوة وأبين تكبد فيها خسائر مالية كبيرة، ودفعته للعودة للأساليب القديمة المتمثلة في عملية السطو على مرتبات الموظفين في مكاتب البريد وأموال المودعين في البنوك كونها مصادر تمويل كبيرة ستغطي مصاريف عناصرهم المشردة ولتنفيذ عمليات بسيطة خلال الفترة القادمة.

مراقبون أكدوا أن التنظيم الإرهابي تعرض لأزمة مالية فعلياً عقب توقف الكثير من التمويلات المقدمة له من الإخوان بعد أن تمكنوا من فرض سيطرتهم على الحكومة اليمنية وتسلم السلطة بعد تولية الرئيس السابق عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم في العام 2012. لهذا لجأ التنظيم إلى انتهاج أساليب مختلفة من أجل الحصول على التمويل للبقاء كان أهما عمليات السطو على الأموال الحكومية خصوصا المتواجدة في مكاتب البريد كون هذه المرافق الحكومية الأسهل لعدم توافر حماية أمنية كبيرة فيها.

تذكير بأهم عمليات السطو ونهب البنوك

17 أغسطس 2009م، السطو على سيارة تابعة للبنك العربي (فرع عدن)، وتم نهب مبلغ 100 مليون ريال يمني.

31 مارس 2010م، التقطع في طريق زنجبار شقرة بمحافظة أبين لمرتبات موظفي التربية والصحة بمديرية لودر، وتم نهب مبلغ 80 مليون ريال.

25 سبتمبر 2010، السطو على سيارة مرتبات تابعة لبريد المحلة بالشارع الرئيسي بمنطقة صبر محافظة لحج، وعلى متنها 175 مليون ريال من مرتبات المتقاعدين.

2 فبراير 2013م، السطو على سيارة مكتب بريد في الضالع، ونهب نحو (20) مليون ريال.

23 أكتوبر 2014، السطو على مرتبات خاصة بعمال النظافة في لحج تقدر بنحو 12 مليون ريال.

10 مارس 2015، شن عناصر القاعدة هجوماً على مكتب بريد الحوطة في لحج، بهدف نهبه إلا أن العملية فشلت.

21 مارس 2015، السطو على مقر البنك الأهالي اليمني والبنك المركزي في مدينة الحوطة، ونهب مئات الملايين من الريالات اليمنية إلى جانب كمية كبيرة من العملة الصعبة. 

22 نوفمبر 2015، السطو على فرع البنك اليمني الدولي في مديرية المنصورة بعدن، ونهب 70 مليون ريال.