غلاء الأسعار يقتل فرحة أبناء تهامة بـ"ليلة البهجة"

المخا تهامة - Sunday 19 February 2023 الساعة 03:24 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

ما إن يقبل شهر رجب في كل عام، حتى يهرع المواطنون من أبناء سهل تهامة صوب محلات الملابس والأسواق من أجل التحضير للاحتفال بـ"ليلة البهجة" أو كما يطلق عليها أيضا "الرجبية"، وهي ليلة يحتفل بها أبناء تهامة ومناطق يمنية متعددة تعظيماً لذكرى الإسراء والمعراج.

عادات وتقاليد لا تزال مستمرة للاحتفال بهذا اليوم تحديداً في الـ27 من رجب، حيث يخرج المواطنون من أبناء مديريات قرى السهل التهامي للاحتفال بهذا اليوم المميز، ويرتدي الأطفال والكبار الملابس الجديدة والنظيفة ويقومون بزيارة أقاربهم والتواصل معهم وإقامة العزائم وتقدم فيه الوجبات المختلفة.

فرحة لم تكتمل 

فرحة كبيرة ترتسم على وجوه أبناء الساحل التهامي، الذين يحرصون على الاحتفال بهذا المناسبة كل عام رغم الظروف المعيشية الصعبة. إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل هذا العام في ظل ارتفاع جنوني في أسعار ملابس الأطفال مقارنة بالعام الماضي.

الكثير من الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود لم تستطع شراء ملابس جديدة لأطفالهم بسبب الأسعار الباهظة التي فاقت الخيال. بحسب مواطنين.

وقال أحد المواطنين من أبناء حيس لـ"نيوزيمن"، إن نسبة ارتفاع أسعار الملابس  خاصة ملابس الأطفال بهذا الموسم فاقت الخيال ووصلت إلى 100٪ بينما العام الماضي كانت الاسعار مقبولة، مضيفا إن حركة شراء الملابس في ليلة البهجة راكدة وضعيفة جدا خصوصا وأن أسعار الملابس أصبحت بالعملة الأجنبية "الريال السعودي" بسبب التلاعب بأسعار الصرف وعدم استقرار الريال اليمني.

الاحتفال قائم 

ظل الاحتفال متوارثاً منذ سنوات، بالرغم من تراجع الكثير من العادات التي كانت تمارس في شهر رجب وليلة البهجة في مناطق السهل التهامي بسبب الأوضاع المعيشية وتغير أحوال الكثير من الاسر التي اصبحت تحتفل بعادات بسيطة من أجل الاستمرار بإحياء هذه المناسبة الدينية.   

بحسب بعض أولياء الأمور في الحديدة فإن الكثير من الأسر أصبحت محتارة بعد مشاهدتها للأسعار الجنونية للملابس، بين الاستمرار في الاحتفال أو نسيانه وتجاهله. فالبعض لجأ إلى شراء ملابس رخيصة ورديئة الصنع من أجل عدم تفويت المناسبة وإرضاء أطفاله الذين سيخرجون للشارع والاحتفال مع أقرانهم. وأخرى لم يستطع الشراء واكتفت بما لديها من ملابس نظيفة سابقة.

ليلة البهجة.. موسم وفير

يقول بائع الملابس الطيب علي سعيد لـ"نيوزيمن": يعتبر شهر رجب بداية الموسم لبيع الأقمشة وملابس الأطفال، حيث يقبل الآباء والامهات على شراء الملابس الجديدة لأولادهم بمناسبة دخول هذه الشهر الفضيل، مضيفا: كل عام تشهد الأسواق إقبالاً كبيرا من المواطنين استعدادا للاحتفال بليلة البهجة أو الرجبية التي تصادف يوم السابع والعشرين من شهر رجب، إلا أن هذا الموسم كان مختلفاً من حيث اقبال الزبائن الذي كان شحيحاً جدا.

البائع عبد السلام فضل يقول لـ"نيوزيمن": عودتنا مناسبة شهر رجب من كل موسم بحركتها التجارية الكبيرة وانتعاش الاسواق وشراء الاحتياجات من ملابس ومأكل ومشرب، ونستقبل الزبائن من قبل دخول هذا الشهر، ولكن هذا العام استقبلنا ربع من كنا نستقبلهم الأعوام الماضية.

وضع صعب

الوضع الذي يعيشه المواطن من غلاء معيشة وارتفاع بالمواد الغذائية وعدم توافر سيولة وارتفاع أسعار الملابس وتدهور العملة المحلية وانهيارها أمام العملات الأجنبية اسباب وضعت المواطن في تهامة بمكان لا يحسد عليه. 

المواطن سالم محمد قال لـ"نيوزيمن"، أسواق هذا العام شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في مستلزمات واحتياجات الاحتفال بليلة البهجة خاصة ملابس الاطفال، حيث عجزت الكثير من الأسر عن شراء قطعة واحدة بينما الأعوام السابقة كانت تحتفي بهذا اليوم بشراء الملابس الجديدة لكل أطفالها.

أضاف: رغم الغلاء نظل مجبرين على شراء ملابس جديد لأطفالنا ولو رخيصة حتى لو قمنا ببيع قطع من الذهب أو رأس من الماشية من أجل أن يرتدي الاطفال الجديد ويكونوا سعيدين مع الأطفال الآخرين.

عادات متوارثة 

في ليلة الـ27 من رجب، يتزين الاباء والأمهات واولادهم من وقت الظهيرة بعد تناول وجبهات الغداء الدسمة ومعظمها من اللحوم، التي يجري ذبحها بهذه المناسبة. حيث يرتدي أفراد الأسرة الملابس الجديدة، من أجل الخروج لزيارة الأهل والجيران.

وخلال الزيارات التي يتبادلون فيها التهاني يتم تقديم الكثير من الهدايا العيدية من نقود للأطفال ومكسرات وحلويات ناهيك عن الخروج للتنزه وزيارة الأماكن السياحية للعب وقضاء أوقات أسرية ممتعة قبل أن يعودوا في المساء إلى منازلهم.

قال المواطن محمد عبده لـ"نيوزيمن"، عادات كثيرة كانت موجودة بيوم الاسراء والمعراج وكان يمارسها آباؤنا وأجدادنا إلا أن معظمها انقطع مثل السمر والذكر وإقامة المهرجانات بساحة تخصص لسباق الجمال والحمير وأسواق بيع الحلويات بأنواعها وغيرها من العادات التي كان تعتمل في سهل تهامة بهذه المناسبة.