الصحفي الويز يروى تفاصيل خمس ساعات مرعبة  من الاشتباكات بين القاعدة والأمن في العدين

الصحفي الويز يروى تفاصيل خمس ساعات مرعبة من الاشتباكات بين القاعدة والأمن في العدين

السياسية - Thursday 16 October 2014 الساعة 11:15 am

كتب/ الصحفي عبدالعزيز الويز سمعنا وقرأنا عن الاجرام والإرهاب كثيراً وطويلا ،لكن كان ذلك عن بُعد. ليلة الأمس في مركز مديرية غصن الزيتون (العدين) عشناهاتفاصيل حقيقية مرعبة، لم تفارق فيه أكفنا قلوب أطفالنا، فما حدث لم تألف العدين ما هو دونه فكيف بجرعة ثقيلة جدا كهذه. ليلة عنف فظيعة استمرت خمس ساعات تقريبا منذ السابعة مساء الى المنتصف تناوب فيها دوي الذخيرة الحية من أسلحة متوسطة وثقيلة في غالبها مع أصوات القذائف والانفجارات مع لعلعة الأعيرة النارية مع الحرائق على سلب المدينة سكونها وسلميتها، وإخماد أهلها تحت حصار خوف وفزع طال الجميع بلا استثناء حتى من هم خارجها. حالة استسلام تام من الكل سواء مما يسمى هامش دولة او مشايخ وأعيان ونافذين او مواطنين الجميع وقع هدف سهل لمزاج موت أرعن،وصل حتى الى إغلاق الكثير تلفوناتهم وضوء سراجهم فضلا عن توقف حركة المدينة كلياخشية ان يتسلل الموت الى احدهم،او يطيش عيار ناري فيخطف صوته. ليلة لا اعتقد ان مثيل لها قد حدث بهذه الفضاعة والروع لدرجة لم يتفاعل أحد مع جثث ظلت في بقعتها كما غادرها قاتلوها وكادت ان تكون فريسة للكلاب . حتى في مناطق اصابتها لعنة الاجرام والإرهاب، لا اعتقد ان ليلة مرت بها كما مرت بها العدين. ثلاثة قتلى من جنود الأمن بزي مدني (حسين الجنيد ،عبدالله الجعدي، فؤاد الشعراني) حتى الآن ما توثق لدينا وخمسة جرحى بإصابات بعضها خطيرة ثلاثة جنود منهم واثنين مدنيين ( محمد اسعد منصور ، يحيى محمد الرصاص ، عادل الهندوانة وآخرين)ذاك ما أفادتنا به مصادر طبية وشهود عيان، وربما ما خفي يكون أفدح واشنع. بالاضافة الى احراق وتفجير لمقر فرع بنك التسليف بالمديرية ،وكذا إتلاف طقمي شرطة المديرية وسلب اسلحتهما وبعض الآليات ، وأخذ أموال صرافة بنك التسليف وأخرى من خزانة مكتب البريد الذي سلم مديره لهم مفاتيح الخزانة طواعية حفاظا على سلامة الأرواح كما تحدث، وكذا استهداف مقر محكمة ونيابة العدين بالاحراق لمحتوياتهما من وثائق وأثاث. مع مغادرة المجاميع المسلحة والمقدرة بالمئات كانوا يستقلون ظ¤سيارات وبضع دراجات نارية بحسب مصادر محلية ، حدث ان اصطحبوا معهم جندين من حراسة البنك وموظف فيما تم إطلاق سراح الموظفين الآخرين ، ومواطنين اخرين كانوا قد وقعوا بأيديهم بالاضافة الى عدم المساس بعشرة مساجين كانوا مودعين سجن أمن المديرية وإخلاء سبيلهم، فيما لا يعلم مصير بقية جنود الأمن الذين كانوا متواجدين في مقر الشرطة في حينه حتى كتابة هذا. حجم المقذوفات والذخيرة الكبير الملقاة على العدين لمدة خمس ساعات قد تشير الى خسائر صادمة وباهضة الوجع، الا انها تبقى رسالة قاسية في مديرية لا تحتمل كل هذا الرعب وأهلها مسالمون. هناك امور حدثت عديدة مثيرة للريبة والحيرة ومدعاة للتساؤل في ذات الوقت تبدأ من تخلي إدارة أمن المحافظة وقيادة السلطة المحلية عن اي تفاعل مع الواقعة مع فداحتها وجسامتها، مرورا بانطفاء الكهرباء لوقت طويل شمل زمن استغراق الجريمة، وأمور اخرى لا يستحسن الإفصاح عنها في هذا المقام. وقبل هذا وذاك ماذا لدى العدينيون ان يفعلوه كردة فعل طبيعي على ما نالهم ، غير الجمهرة على معاينة مسرح الأحداث، والهدرة المشبعة بالنقل المغلوط والسيء في معظمه للمعلومة، وهي ردة فعل من شأنها أن تدر المزيد من الفجائع والمصائب؟ وكيف سيكون القادم مع غياب اي مسمى للأمن في المديرية.