الإصلاح يعوض فراغ السياسة بـ"السلاح" ويحيّد "العليمي" عن صراع المواسط.. موازين القوى في تعز

السياسية - Thursday 13 December 2018 الساعة 08:57 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

لا يشكل حزب الإصلاح الإسلامي، رقماً ذا قيمة في موازين القوة الجماهيرية للأحزاب والتكتلات اليمنية في محافظة تعز، قياساً بنفوذ سياسي ومجتمعي قوي للمؤتمر الشعبي والتنظيم الناصري والحزب الاشتراكي، لكنه في المقابل يعمل على تعويض تدني الحضور السياسي بالتواجد المسلح باسم الجيش الوطني خاصة في مناطق ريف تعز.

ففي مديرية المسراخ يتشاطر النفوذ حزب الإصلاح ومعه الاشتراكي والبعث، من جهة، مقابل حضور سياسي لحزب المؤتمر الشعبي العام والتنظيم الوحدوي الناصري، من جهة ثانية.

وكانت مديرية المسراخ، في السابق، معقلاً لحزب البعث العربي السوري، بحكم انتماء عبد الوهاب محمود لذات المنطقة، مع وجود حضور سياسي وشعبي لصالح حزب المؤتمر الشعبي.

وقد اتجه حزب الإصلاح للعب بكل أوراقه في سياق محاولاته لإفشال محافظ تعز الدكتور أمين محمود، بعدما بدأ الأخير في إعادة تفعيل قواعد وقيادات حزب المؤتمر الشعبي، في صبر بشكل عام، وهو الأمر الذي أزعج الإصلاح إلى جانب علاقة المحافظ الجيدة بالعميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع.

وعمد الإصلاح إلى إرباك تحركات المحافظ، انطلاقا من مخاوف مدفوعة برؤية المؤتمر الشعبي والتنظيم الناصري، لتشكيل مركز نفوذ مهم في 3 مديرات بصبر يتمتعان فيها بحضور سياسي كبير.

ومن هنا اتجه الإصلاح لتكثيف تحركاته ضد المحافظ محمود واللواء 35 مدرع، بالتوازي مع تعزيز التواجد العسكري لمسلحيه في مناطق جبل حبشي المحاذية للمسراخ وأيضا في مناطق الأقروض حيث يتواجد اللواء 22 ميكا الذي يقوده العميد صادق سرحان.

صبر.. الإصلاح يعوض السياسة بالسلاح

أما في صبر مشرعة وحدنان فهناك حضور قوي للاشتراكي والناصري والمؤتمر الشعبي كأحزاب سياسية، فيما يتواجد الإصلاح سياسياً بمستوى متدن، وبالنتيجة اتجه لتعويض السياسة بالسلاح عبر تكثيف تواجده المسلح في المنطقة.

ونفس المعادلة في صبر الموادم، حيث يتمتع المؤتمر الشعبي بحضور سياسي قوي، وكذلك الناصري والاشتراكي، مقابل حضور محدود للإصلاح يعمل حاليا على تعويضه بتكثيف التواجد العسكري باسم الجيش الوطني، وهو نفس التكتيك في صبر مشرعة وحدنان.

ويلحظ أن الإصلاح القوة الأكثر تنظيماً في تعز، وكذا الأكثر استثماراً للفرص، في تعزيز حضوره المسلح في مديريات صبر، وحال استطاع إخراج قوات اللواء 35 وازاحة المحافظ فإن محور صبر سيصبح مسرحا لنفوذه.

وتجدر الإشارة إلى أن الإصلاح عمد، في كل مناطق ريف تعز، تجييش قطاع التربية والتعليم إلى الجيش الوطني، بحيث أصبح غالبية المعلمين الذين درسوا في المعاهد العلمية التي كان يديرها الإصلاح، مجندين ضمن التشكيلات المسلحة الموجودة الآن.

الإصلاح يحيد العليمي عن صراع "المواسط"

تشكل المواسط إحدى مديريات الحجرية الأساسية، وتشكل مع المعافر والشمايتين حاليا مركز الصراع، وهي مديرية اللواء عدنان الحمادي وسلطان العتواني وعبد الله نعمان ورشاد العليمي ومركزها العين مقر قيادة اللواء 35.

ولا يتمتع الإصلاح بنفوذ شعبي جيد في المواسط، لكن الموقف الرمادي للواء رشاد العليمي، وعدم تعزيزه لموقف العميد الحمادي وعبد الله نعمان، فتح مجالا لتحرك الإصلاح في مساحة المؤتمر، في حين يعمل الإصلاح عبر قياداته العليا على إبقاء العليمي خارج دائرة الفعل، في تعز، فالإصلاح يدرك أن تحرك العليمي كفيل بإنهاء تواجده في مديرية المواسط.

المعافر.. كتلة سكانية للمؤتمر

تعد مديرية المعافر معقلا مهما للمؤتمر الشعبي العام خاصة وأن الأمين العام المساعد للحزب سلطان البركاني ينحدر منها، من دون إغفال تواجد قوي للتنظيم الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي مع تواجد محدود لحزب الإصلاح.

وتضم مديرية المعافر شريطا سكانيا يمتد من البيرين قرب النشمة إلى ما بعد الكدحة على حدود الوازعية، على أن 90% من هذه الكتلة السكانية تؤيد حزب المؤتمر الشعبي وسلطان البركاني.

ولأن نصف هذه المساحة وقع ضمن مسرح عمليات عسكرية في جبهة الكدحة، فقد نزح نصف السكان وبقي النصف الآخر لكن دون أي تفعيل او تنشيط، وبالنتيجة تسبب غياب القياديين المؤتمريين رشاد العليمي وسلطان البركاني عن المشهد بسكون القطاعات المؤتمرية الاجتماعية والحزبية في المواسط والمعافر.

الشمايتين.. استغلال إصلاحي لغياب لاعب قوي

لم تشهد في يوم من الأيام حضورا قويا لحزب الإصلاح، فهي عاصمة الحجرية وفيها التربة التي تشكل معقل نخبة الحجرية من قوى اليسار مع حضور قوي وفاعل لحزب المؤتمر الشعبي العام.

في الأثناء يعمل الإصلاح حاليا على خنق الشمايتين من خلال قوات اللواء الرابع وقد استغل الإصلاح قبائل الزريقة القوية وجعل قادة كتائب اللواء الرابع وكثيرا من عناصر اللواء من هذه القبائل التي تحضر كقوة قبلية صلبة.

وقد دفع الإصلاح بالتربويين في المنطقة لقيادات تشكيلات مسلحة في اللواء الرابع مشاة وجمع عناصره من مناطق الشمايتين الى اللواء ليشكلوا قوة نفوذ عسكري، مستفيدا من دور محافظ تعز السابق علي المعمري محافظ تعز السابق، فضلا عن توظيف اللواء علي محسن الأحمر علاقاته بحزب المؤتمر الشعبي والاشتراكي لتعزيز حضور الإصلاح في المنطقة.

ويستفيد الإصلاح أيضاً من غياب عناصر قوة فاعلة في الشمايتين بسبب ركود المؤتمر وتراجع دور البيوت المشائخية التي كانت مرتبطة بالمؤتمر ودور الدولة في صهر عناصر قوة الحجرية ضمن مكونات الدولة وتطويعها لصالح أدوات الدولة دون منحها امتيازات تبقي على تأثيرها.

جبل حبشي.. منطقة نفوذ للمؤتمر والاشتراكي

يحضر الإصلاح في المرتبة الثالثة بعد التنظيم الناصري، من حيث الحضور السياسي في مديرية جبل حبشي، حيث ظل المؤتمر يسيطر على دائرة انتخابية مقابل دائرة ثانية للناصري، وقد ساهم المؤتمر في آخر انتخابات برلمانية في فوز الناصري وهذا تفصيل مختلف.

حاليا تحارب جبل حبشي ميليشيا الحوثي في جبهات عديدة، فيما زرع الإصلاح في مركزها معسكرا لتعزيز حضوره في يفرس، لكن يفرس أشبه بمقر مؤسسة فيها من كل المكونات وليست معقلا قبليا، والسيطرة عليها ليس له أهمية بالنسبة لجبل حبشي.

وتعتلي منطقة يفرس مناطق آل سفيان، وقد شكلت معقلا مهما لحزب المؤتمر الشعبي، وما زالت، فضلا عن مناطق البريهي التي لم تكن يوما مع الإصلاح إلا ما ندر فهي مساحة ناصرية ومؤتمرية وذات إرث قبلي غير قابل للتطويع بسهولة.

بجانب مناطق آل سفيان والبريهي، يحضر حزب المؤتمر الشعبي والاشتراكي بمناطق "البركاني و"العامري" في رأس جبل حبشي، بقوة ويحظى المؤتمر بقوة سياسية واجتماعية فيها.

وفي الضفة الأخرى من جبل حبشي، فإن حضور الإصلاح ليس قويا قياسا بالحضور القوي لحزب المؤتمر الشعبي، لكن الأول يحاول استغلال انتماء المجاميع المسلحة التي تقاتل ميليشيا الحوثي للواء 17 مشاة لتكون قوة نفوذ، وهذا التكتيك لن يكتب له النجاح طبقا لمصادر عسكرية وسياسية تحدثت لـ"نيوزيمن"، خاصة وأن حضور الإصلاح في جبل حبشي عبارة عن تطويق للمنطقة من الخارج فقط.